حذرت الوكالة الدولية للطاقة من أن أوروبا قد تستمر في مواجهة شتاء شديد الصعوبة إذا قطعت روسيا إمدادات الغاز المتبقية عن القارة، وإذا تعرضت المنطقة لطقس بارد.
ونقلت صحيفة /فايننشال تايمز/ البريطانية عن التقرير السنوي عن سوق الغاز الصادر من الوكالة الدولية للطاقة أمس الإثنين، أنه حتى لو امتلأت مواقع تخزين الغاز في أوروبا بما يقرب من 100 في المائة من طاقتها قبل أكتوبر المقبل، فإن ذلك لا يضمن توترات السوق المستقبلية.
وأضافت الوكالة أنه تظهر عمليات المحاكاة التي أجريناها أن شتاء باردا، إلى جانب توقف كامل لإمدادات الغاز عبر الأنابيب الروسية إلى الاتحاد الأوروبي.. يمكن أن يجدد بسهولة تقلب الأسعار .
وأشارت الصحيفة إلى أن التحذير يؤكد الانقطاع المحتمل الناتج من تجدد صراع الطاقة مع موسكو، على الرغم من الانخفاض المستمر في الأسعار منذ ديسمبر الماضي، الذي عزز الاعتقاد بأن أسوأ ما في أزمة الغاز في أوروبا قد انتهى. ولاتزال روسيا تزود الاتحاد الأوروبي بنحو 10 في المائة من وارداتها من الغاز.
وانخفض سعر الغاز القياسي في أوروبا /تي تي إف TTF / إلى 24.63 يورو لكل ميغاواط في الساعة في تعاملات أمس، وهو أدنى مستوى منذ أوائل يونيو الماضي، وأقل بنحو 90 في المائة من السعر في أواخر أغسطس من العام الماضي في ذروة أزمة الطاقة، عندما تجاوزت 340 يورو لكل ميغاواط في الساعة.
ويبلغ تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي حاليا أكثر من 80 في المائة من السعة، أي ما يقرب من 20 نقطة مئوية أعلى من متوسط الخمس سنوات السابقة.
وتوقع المحللون أن تصل مواقع التخزين، القادرة على استيعاب حوالي 100 مليار متر مكعب من الغاز، إلى 90 في المائة قبل أشهر كاملة من هدف الاتحاد الأوروبي الرسمي، لتحقيق هذا المستوى بحلول نوفمبر المقبل.
ومع ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية إنه في السيناريو الذي يوجد فيه مزيج من فصل الشتاء البارد، والتوقف الكامل لغاز خط الأنابيب الروسي وانخفاض توافر الغاز الطبيعي المسال، يمكن أن يكون تخزين الاتحاد الأوروبي في أبريل المقبل 20 في المائة فقط من الغاز، وهو مستوى من شأنه أن يهدد بانقطاع الإمداد.
وتابعت الوكالة الدولية للطاقة، أنه في سيناريو آخر تشهد فيه أوروبا شتاء معتدلا مرة أخرى، وتظل تدفقات الغاز الطبيعي المسال قريبة من المستويات القياسية للعام الماضي، ستنهي مواقع التخزين موسم التدفئة بمستويات مخزون تزيد عن 50 في المائة من السعة حتى بدون أنابيب الغاز الروسي .
ورأت أن القيام بأشياء مثل تحسين كفاءة الطاقة، والتطوير السريع لمصادر الطاقة المتجددة وتركيب مضخات حرارية ستكون مطلوبة لضمان توازن آمن للغاز لشتاء 2023- 2024.