

شاركت كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة في رعاية المؤتمر الدولي السادس عشر لتكنولوجيا الإقناع، الذي استضافته جامعة بورنموث بالمملكة المتحدة عبر الإنترنت مؤخراً. وتمحور المؤتمر حول تصميم تكنولوجيا مقنعة يمكن أن تؤثر على البشر لتغيير السلوك، بالإضافة إلى أخلاقيات هذا التأثير.
وقدم أكثر من 197 مؤلفاً من 34 دولة أعمالهم خلال المؤتمر، كما سجل أكثر من 170 باحثاً وعضو هيئة تدريس من جامعات دولية رائدة ومبدعين وممارسين لحضور المؤتمر، بهدف إثرائه وتقديم المناقشات متعددة الأوجه.
واستعرض برنامج المؤتمر الدور الذي تؤديه التكنولوجيا في حل المشكلات الاجتماعية أو الشخصية عبر التأثير على السلوك البشري والمواقف، من خلال الإقناع المستنير. وتشمل هذه التأثيرات الاستجابات لجائحة «كوفيد - 19» حيث أشارت الكلمة الرئيسية الختامية إلى أن الوباء يوفر «الحالة الأكثر إلحاحاً لتقنية الإقناع»، لا سيَّما أن السلوك الصحي مثل ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي، سوف يساعد في تحديد مسار التعافي المجتمعي.
شمل برنامج المؤتمر 4 جلسات لعرض الأوراق البحثية بما في ذلك 25 محاضرة حول الأوراق البحثية، وورشتا عمل، وكلمتان رئيسيتان، وحلقة نقاشية، ومناقشة حول ملصق علمي، بالإضافة إلى تسعة عروض قصيرة ودورتين تعليميتين على مدار 3 أيام.
وسلطت جلسات عرض الأوراق البحثية وورش العمل وحلقات النقاش وجلسات عرض الملصقات التي أقيمت على مدار أيام عقد المؤتمر، الضوء على المفاهيم والنماذج المبتكرة، وميزات التصميم، لدراسة التأثيرات المقنعة لتكنولوجيا التدخل في خدمات الرعاية الصحية والرفاهية والتعليم والتسويق والتجارة الإلكترونية. وركزت الأوراق البحثية على موضوعات مثل ردود الفعل العاطفية للتخفيف من القيادة المتهورة، واستخدام المعلمين الآليين المتكيفين في الجامعات، وأوامر التخطيط اليومية باستخدام أداة أليكسا، واستخدام الاستراتيجيات المقنعة في تطبيقات التجارة الإلكترونية المحمولة، والتدخلات الخاصة بصحة الطفل، واستخدام الهاتف اللوحي لزيادة التزام كبار السن بالتمارين الرياضية.
وشملت مساهمات جامعة حمد بن خليفة المشاركة في رئاسة المؤتمر، ممثلة في شخص الدكتور ريان علي الأستاذ في قسم تكنولوجيا المعلومات والحوسبة بكلية العلوم والهندسة، بصفته رئيس البرنامج، والدكتورة دينا آل ثاني الأستاذة المساعدة في نفس القسم، التي ترأست مسار «الإقناع والتعليم». وشارك الدكتور علي في تقديم ورقة سلَّط فيها الضوء على «الخط الفاصل بين الإقناع والإدمان الرقمي». كما قدم الدكتور ريان برنامجاً تعليمياً حول «الإدمان الرقمي والصحة الرقمية»، حيث شارك بأحدث الأبحاث حول تحليل الإدمان الرقمي، ودور التكنولوجيا في إطلاقه وتنظيمه، والمساهمة في تعزيز الصحة الرقمية.
من ناحية أخرى، أدارت الدكتورة دينا آل ثاني الأستاذ المساعد في قسم تكنولوجيا المعلومات والحوسبة بالكلية، حلقة نقاش بعنوان «تدريس مقرر تكنولوجيا الإقناع»، شارك فيها الدكتور ريان، إلى جانب متحدثين من جامعة أولو في فنلندا، وجامعة قبرص للتكنولوجيا، وجامعة تفينتي بهولندا. وترأست الدكتورة دينا مسار الإقناع والتعليم في المؤتمر.
وقال الدكتور منير حمدي، العميد المؤسِّس لكلية العلوم والهندسة: «تتماشى مشاركة الجامعة مع الجهود التي نبذلها في كلية العلوم والهندسة حتى نحظى بموقع ريادي في طليعة الأبحاث المبتكرة في مجال العلوم والتكنولوجيا».
وأضاف: «ركز المؤتمر على الثورة الإبداعية لتكنولوجيا الإقناع كأداة يمكن أن تحقق الفائدة للمجتمعات العالمية التي تعاني من تحديات متعددة في القرن الحادي والعشرين، وأدت المناقشات أيضاً إلى إبراز مسألة أهداف التصميم. وكان من الواضح أنه ليس من السهل طرح تكنولوجيا الإقناع، سواء في شكل تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب أو المواقع الإلكترونية، دون معرفة نظرية السلوك والإقناع»، لافتاً إلى أهمية المؤتمر باعتباره منتدى يجمع بين الخبراء من مجالات متعددة التخصصات».