

روسيل روبسن: الوعي الدقيق بالموقف يتيح التنسيق للاستجابات الفعّالة
أوليانا بارييشيفا: هناك العديد من الخطط للتعامل مع جماهير المونديال
د. تشارليزدوفور: التكنولوجيا قدمت حلولاً لتهديدات «الطائرات المارقة»
استضاف معرض «ميليبول قطر» 2021، ثلاث ندوات حوارية تضمنت عروضاً تثقيفية غنية بالمعلومات الأمنية، ومناقشات مهمة بحضور كوكبة من قادة الفكر العالميين.
وناقشت الندوة الثالثة التي عقدت في اليوم الأخير من المعرض «إدارة أمن الفعاليات الكبرى».
وفي المحور الذي جاء بعنوان «القيادة والسيطرة الأمنية في الفعاليات الرياضية الكبرى» أبرز المتحدث روسيل روبسن أهمية إدارتها من خلال نظام C14، وهو مفهوم مختلف للقيادة والسيطرة والتنسيق والتواصل والمعلومات، حيث يمكن من خلال هذا النظام إدارة الفعاليات الرياضية في بيئة معقدة، على غرار تنظيم فعاليات كأس العالم، والألعاب الأولمبية، وغيرها.
وقال روبسن: «إن الوعي الدقيق بالموقف يمكّن من إتاحة التنسيق السريع والاستجابات الفعّالة لسيناريوهات التشغيل المتغيرة بسرعة».
وأكد أهمية عدم ترك أي طرف في إدارة الفعاليات الرياضية خارج إدارة النظم المشار إليه، تفادياً لأية مفاجآت غير سارة تضع سمعة الفعالية على المحك، وتحرج الجهات المنظمة، مستشهداً بالعديد من الأحداث التي شهدتها بعض الدول، على غرار المملكة المتحدة، في وصول أشخاص غير معنيين بالفعالية إلى مناطق يكون فيها مرتادوها غير خاضعين للتفتيش.
وشدد على أهمية التنسيق بين مختلف الأطراف المتدخلة، وعدم ترك المجال للصدفة، لافتاً إلى ضرورة الانتباه للمتطوعين الذين يقدمون خدمات خلال الفعاليات، بحيث تكون لهم تراخيص من قبل الجهات المعنية، بهدف ضمان عدم اندساس أشخاص غير مرغوب فيهم، وحتى تتحقق نتائج إيجابية للفعالية يجب التنسيق بين الأطراف ذات العلاقة، بحيث يمكن التعرف على ما يحدث في مختلف الملاعب في الوقت نفسه.
خبرات كبيرة في تنظيم الفعاليات الرياضية
وفي المحور الثاني، تحت عنوان «جوانب السلامة والأمن في إقامة الفعاليات الرياضية أثناء جائحة كورونا»، أكدت السيدة أوليانا باربيشيفا على استعدادات دولة قطر للتعامل مع المسائل الرياضية المعقدة في ظل هذه الظروف، لا سيما إدارة الجماهير المتواجدين لحضور الفعاليات الرياضية، لضمان سلامتهم من انتقال العدوى، كذلك لتوفير أجواء آمنة وممتعة لمتابعة المباريات.
وقالت إن دولة قطر، ممثلة باللجنة العليا للمشاريع والإرث، اكتسبت خبرات كبيرة في هذا المجال من خلال تنظيم الفعاليات الرياضية، مثل كأس الأمير، وغيرها من الفعاليات، في ظل القيود التي تفرضها جائحة كورونا «كوفيد - 19»، حيث تعاملت الدولة مع هذه الفعاليات بحرفية عالية وإجراءات دقيقة لضمان سلامة المتفرجين والمشاركين بالبطولات المختلفة.
واستعرضت السيدة أوليانا باربيشيفا أهم الإجراءات التي اتبعت في الملاعب أثناء تنظيم الفعاليات الرياضية، منها إجراء فحوصات دورية للمشاركين للتأكد من خلوهم من «كوفيد - 19» كل يومين على الأقل، وتطبيق الإجراءات الاحترازية بحذافيرها، والمتمثلة بالتباعد الجسدي للجمهور، وارتداء القناع الطبي الواقي، وإجراء فحص كورونا.
وقالت السيدة أوليانا بارييشيفا إن هناك العديد من الخطط للتعامل مع جماهير كأس العالم 2022 بما يوفر لهم الأمن والاطمئنان، ويبعدهم عن أية احتمالات للإصابة بالعدوى، مع مراعاة حرياتهم الشخصية داخل الملعب، بحيث يستطيع المرء التدخين أو الانتقال دون قيود ودون الحاجة للخروج إلى مناطق أخرى محظورة، بسبب الإجراءات الوقائية لمنع انتشار العدوى.
وأكدت التزام اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالتخطيط بشكل مختلف ومتقدم لإدارة فعاليات كأس العالم 2022 بما يضمن نجاح الفعاليات، واستمتاع الجمهور بمتابعة الفرق التي يحبونها، لافتة إلى أن هذه الخطط تشمل إدارة العاملين والمنظمين المشاركين في الملاعب وغيرها، لضمان سلامتهم أيضاً من انتشار العدوى.
170 موقعاً للأنشطة والفعاليات المصاحبة للمونديال
وفي المحور الثالث بعنوان «نظام التحكّم في الملاعب وحشود الجماهير»، أكد الدكتور سالم البوستا أن إدارة الجمهور والتحكم بها خلال تنظيم الفعاليات الرياضية لا تقتصر فقط داخل الملاعب، وإنما خارج أسوار الملاعب الرياضية، لافتاً إلى أن اليوم الواحد يشهد تنظيم أكثر من مباراة وبنفس الوقت، ولا بد من ضمان دخول 70% من المشاركين قبل البدء بساعة، بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات في المناطق التي تشهد ازدحاماً بشرياً، ومنها سوق واقف، والكورنيش، وكتارا، وغيرها من أماكن الترفيه.
وأوضح أن إجمالي مواقع الأنشطة والفعاليات المصاحبة لتنظيم كأس العالم يبلغ نحو 170 موقعاً، مما يفرض إيجاد آلية تنظيمية للحشود والجمهور في كافة المناطق، أبرزها سوق واقف، ومنطقة كتارا، التي يتوقع أن يزورها نحو 30 ألف شخص خلال كأس العالم.
وأكد أن السيطرة والتحكم بالحشود خلال كأس العالم ليس أمراً سهلاً، وإنما يحتاج للتخطيط الجيد. وأوضح أن المسافة ما بين 4 من ملاعب كأس العالم 2022 تصل نحو 30 كيلومتراً مربعاً، مما يعني أن المشجع سوف يتمكّن من حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد، لافتاً إلى أن تلك إحدى المزايا التي يتمتع بها تنظيم كأس العالم في دولة قطر وهي الانتقال من ملعب إلى آخر.
تهديدات متنامية
للطائرات المسيرة
وفي محور «تهديدات الطائرات المارقة في الفعاليات الكبرى»، أشار المتحدث الدكتور تشارليز هوبيرت دوفور من شركة «CERBAIR»، الفرنسية إلى التهديدات المتنامية للطائرات المسيرة، وخطرها على أمن وسلامة الفعاليات الرياضية حول العالم.
وقال: «هذه الطائرات الصغيرة والمسيرة عن بُعد أصبحت تشكل تهديداً، وهناك تجارب من دول مختلفة تعرضت لمثل هذا التهديد».
وأضاف: «هذه الطائرات يمكن استخدامها كذلك للقرصنة، والتجسس، والتشويش على نقل الأحداث الرياضية، ويمكن أن تستخدم أيضاً في عمليات إرهابية».
وأكد أن التكنولوجيا أتاحت حلولاً مختلفة للتعامل مع مثل هذه التهديدات، ووفرت أنظمة للتتبع والتعرف على طبيعة التهديد، وتعطيل أي طائرة مسيرة معادية، وهو واحد من الحلول».
وعرض الدكتور دوفور نماذج لأنظمة طورتها الشركة الفرنسية لتتبع الطائرات المسيرة المعادية، وشل قدرتها، وتعطيلها، والتحكم في مسار التردد الذي تعمل عليه هذه الطائرات التي يتم التحكم فيها عن بعد».
مراقبة الشغب في الملاعب وضبط دخول الجمهور
وأجرى السيد ستيفن الكوك في المحور الخامس، تحت عنوان «أمن الفعاليات الكبرى باستخدام طائرات بدون طيار»، مقارنة بين الطائرات بدون طيار وطائرات الهليكوبتر، متحدثاً عن مزايا الأولى في فعاليتها الكبيرة في كافة استخداماتها، سواء كانت استخدامات مدنية أو أمنية، في مراقبة ظواهر الشغب في الملاعب، وضبط خروج ودخول الجمهور، حيث تم استخدام الطائرة في جميع الفعاليات الرياضية الدولية، مثل فورميلا ون وبطولة أوروبا للأندية، وميادين ألعاب الروكي في الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف: يمكن أن تلعب دوراً فعالاً في فعاليات كأس العالم 2022، حيث تغطي الطائرة مساحة كبيرة لجلوس 100 ألف متفرج وبارتفاع 100 متر، إضافة إلى أن تكاليف تشغيلها مقارنة بطائرات الهليكوبتر ضئيلة جداً، فضلاً عن قدرتها على الطيران لمدة 14 ساعة بدون توقف.
وأوضح أن الطائرات دون طيار يمكن استخداماتها في تنظيم حركة السير في الشوارع، وإرشاد السيارات للأماكن الخالية للوقوف.
دور البيانات في إدارات الأزمات مثل «كوفيد - 19».
وفي ختام الندوة، تحدث السيد نديم عبد الرحيم في محور حول «منظور البيانات في الفعاليات الكبرى» عن تحليل التهديدات والتحديات التي تواجه الفعاليات الرياضية الكبرى عبر منظور البيانات المأخوذة من الأنظمة الذكية.
كما تطرق إلى كيفية الاستفادة من هذه البيانات في القدرة على إدارة الأزمات، بما في ذلك الأزمات الصحية، مثل جائحة «كوفيد – 19»، وقدّم أمثلة لبعض الأنظمة الذكية ذاتية التعلم التي يمكن الاستفادة منها في عملية جمع البيانات الخاصة بأمن الفعاليات الكبرى، كما أشار خلال حديثه لبعض التجارب العالمية في هذا الصدد.