آل محمود: الصناعات الصغيرة والمتوسطة تعزز الشراكة الاقتصادية

14 مليار دولار مشروعات الشركات التركية في قطر

لوسيل

عمر القضاه



افتتح سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، أمس مؤتمر غرفة قطر الثاني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، الذي تنظمه غرفة قطر بالتعاون مع اتحاد الغرف والبورصات التركية تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والذي تستمر فعالياته على مدار يومين. وأشاد سعادة أحمد بن عبدالله آل محمود، بالعلاقات القطرية- التركية، مشيراً إلى تميزها في عدد من الجوانب، السياسية والاقتصادية والتجارية.
وقال سعادته، في تصريحات صحفية على هامش افتتاحه المؤتمر، إن المؤتمر يعكس أهمية تبادل الخبرات بين الجانبين في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مؤكداً أن هذا القطاع هو أساس الصناعة ودعم الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن حضور أكثر من 200 من رجال الأعمال الأتراك واجتماعهم بنظرائهم القطريين، يصب بلا أدنى شك في صالح تعزيز القطاعات المتصلة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما يدعم اقتصاد كلا البلدين، مضيفاً أن هناك عددا من الصناعات التي تقدمت فيها تركيا في هذا القطاع.
ووقعت غرفة قطر واتحاد الغرف والبورصات التركية اتفاقية تعاون مشترك، وقعها عن الجانب القطري الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة قطر، فيما وقعها عن الجانب التركي رفعت اوغلو رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية.
ويهدف المؤتمر إلى توفير آليات ومعارف لرواد الأعمال، من خلال تعزيز تواصلهم مع المؤسسات والجهات المعنية، والترويج لريادة الأعمال وتحفيز الخدمات اللازمة لدعم تلك المشاريع على ضوء التجربتين القطرية والتركية. ويناقش المؤتمر عددا من المحاور، منها التجارة الإلكترونية كأداة لتعزيز التكامل في المشاريع الصغيرة والمتوسطة في سلاسل القيمة العالمية، والتمويل والاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز ريادة الأعمال والابتكار والتكنولوجيا في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز دور العلاقات القطرية التركية في المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المجال الزراعي.
ويتضمن اليوم الثاني من المؤتمر زيارات ميدانية لمصانع ومشروعات قطرية للاطلاع عليها من قبل الوفد التركي في سبيل تبادل الخبرات والمعارف ما بين البلدين في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، إذ سيتم زيارة كل من مزرعة بلدنا وشركة قابكو من قبل أعضاء الوفد.

خليفة بن جاسم: استحداث تشريعات لحماية وتطوير المشاريع
أكد الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة قطر أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أولى القطاع الخاص اهتماما بالغا لتعزيز دوره في مسيرة التطور والتنمية الاقتصادية التي تحققها دولة قطر. وأشار رئيس الغرفة إلى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تلعب دورا مهما في التنمية الاقتصادية لكثير من الاقتصاديات العالمية الرائدة، معتبرا أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي العمود الفقري ومحور ارتكاز أي اقتصاد باعتبارها المحرك لخلق الكثير من فرص العمل ومصدر لا ينضب للابتكار وتقديم نماذج أعمال جديدة ومبتكرة، بالإضافة لكونها نموذجاً للشركات العالمية المستقبلية ومحركاً لنمو إجمالي الناتج المحلي.
وأوضح أن دولة قطر فطنت لأهمية القطاع من خلال استحداث تشريعات ومبادرات تتمحور حول حماية وتطوير هذه المشاريع، وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي، كما حظي هذا القطاع باهتمام ودعم من قبل سمو الأمير المفدى، مشيرا إلى أن الحكومة نفذت العديد من البرامج لضمان تفعيل دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة وزيادة مساهمتها في تحقيق التنويع الاقتصادي، والحرص على خلق بيئة حاضنة وداعمة لهذه المشاريع.
وبين أن الدعم الحكومي تنوع من تعديل التشريعات اللازمة وسن القوانين الداعمة وتوفير المعلومات والخدمات الضرورية وإقامة المناطق الاقتصادية وإيحاد الحلول التمويلية.
وأشار إلى مبادرات بنك قطر للتنمية الرائدة من خلال برامج التمويل والخطط التي استهدفت تبنى أفكار شباب ورواد الأعمال مفهوم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وساهم في زيادة التنافسية فيما بينها وفي خلق أفكار وإبداعات لمشاريع مبتكرة.
وأضاف أن جهود جهاز قطر لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ودار الإنماء الاجتماعي، ومركز قطر لحاضنات للأعمال، كلها مبادرات تصب في صالح دعم ومساندة المبادرات المبتكرة لريادة الأعمال لدى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الملتزمة بنمو ثقافة الأعمال في قطر، من خلال تقديم برامج التمويل والتدريب، بالإضافة إلى تسهيل ريادة الأعمال والتنمية من خلال خلق بيئة يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة أن تزدهر فيها.
وأوضح الشيخ خليفة أن تنظيم هذا المؤتمر في دورته الثانية انطلاقاً من رسالة غرفة قطر الهادفة إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في النمو الاقتصادي، والتي نتشرف خلالها باستضافة نخبة فريدة من رواد الأعمال والمتحدثين والمشاركين من جمهورية تركيا الشقيقة والتي تمثل تجربتها الاقتصادية بصفة عامة - وفي مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة بصفة خاصة - نموذجاً فريداً ينبغي الاستفادة منه ودراسته والاسترشاد بما حققته من انجازات، مشيرا إلى أن قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة يلعب دورا رياديا في الاقتصاد التركي، وساهم بشكل فاعل في تحقيق النهضة الشاملة التي انجزتها تركيا خلال العقود الاخيرة.

اوغلو: 14 مليار دولار قيمة المشاريع التي تنفذها الشركات التركية
بين رفعت اوغلو رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية أن تطورات كبيرة شهدتها العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى النمو الكبير في حجم التبادل التجاري الذي كان قبل عدة سنوات لا يتجاوز 15 مليون دولار ليبلغ في الوقت الحالي 700 مليون دولار.
واكد اوغلو أن الاستثمارات القطرية في تركيا ارتفعت إلى نحو مليار دولار، بالإضافة إلى أن عدد الزائرين القطريين لتركيا قفز من حوالي 600 شخص قبل سنوات قليلة إلى 36 ألف زائر سنويا في الوقت الحالي .. مرجحا أن تشهد السياحة التركية نموا كبيرا في أعداد الزائرين القطريين خلال الفترة المقبلة .
وأوضح أن الشركات التركية تعمل في قطر على مشاريع مختلفة بقيمة 14 مليار دولار، مشيرا إلى أن هناك توجهات بازدهار قطاع الخدمات التركية في قطر منوها لافتتاح المستشفى التركي امس.
وأضاف أن العلاقات مزدهرة ومتطورة في كافة المجالات بين قطر والجمهورية التركية، منوها بحرص قيادة البلدين على دفعها للأمام باستمرار، موضحا أن تركيا تتطلع إلى خطوات اكبر في السنوات المقبلة خاصة ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، مشددا على دور القطاع الخاص ورجال الأعمال في المرحلة المقبلة.
وتتطرق أوغلو للتطورات الاقتصادية في الجمهورية التركية خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرا إلى أنها ترتبط بعلاقات اقتصادية قوية مع مختلف بلدان العالم كما أن صادراتها تغزو جميع الأسواق خاصة الأسواق الأوربية والأمريكية، مشيرا إلى التطورات الكبيرة في الصادرات التركية التي تتركز معظمها في المنتجات الصناعية إذ بلغت ما يقارب 158 مليار دولار سنويا.
وأكد ضرورة تجاوز التحديات التي تواجه الدول الإسلامية وتعزيز التعاون وتحسين بيئات الاستثمار للاستفادة من كافة الإمكانيات الموجودة وتسخير الثروات الطبيعية في بلداننا الإسلامية لتشكيل قوة اقتصادية كبيرة في العالم.
واكد رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية على أهمية مؤتمر غرفة قطر الثاني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى أن التجربة التركية في هذا المجال متميزة ومتطورة.

العمادي: إكسبو تركيا يركز على تبادل الخبرات مع قطر
قدم عبد العزيز العمادي الرئيس التنفيذي لمركز قطر الوطني للمؤتمرات عن معرض اكسبو تركيا الذي سيعقد في شهر ابريل المقبل، قائلا أن المعرض سيكون من 18 إلى 28 ابريل وان الهدف من المعرض التعاون مع الشركات التركية الرائدة في العديد من المجالات نتيجة القوة التي يتمتع بها الاقتصاد التركي والزخم التركي في الصناعات والقطاعات الخدماتية.
ودعا العمادي رجال الأعمال الأتراك المتواجدين في مؤتمر غرفة قطر الثاني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة لزيارة مركز قطر للمؤتمرات للتعرف على الإنجازات والإمكانيات التي يتمتع بها المركز والتي ستكون مسخّرة لكم في المعرض لاحقا، مشيرا إلى أن الهدف الآخر للمعرض هو تبادل الخبرات بين الجانبين إذ أن الشركات التركية لها باع طويل في الاستثمار، مشددا على ضرورة أن تخطو الشركات التركية الخطوات الأولى في الاستثمار في قطر.

باسلي: المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل عصب الاقتصاد
إلى ذلك تناول نائب المدير العام بوزارة الاقتصاد التركية ديفليت سيليم باسلي تطورات الاقتصاد التركي، مؤكدا أن يشهد تطورا مستمرا خلال السنوات العشر الأخيرة إذ يعتبر الاقتصاد التركي ضمن أكبر 16 اقتصادا على مستوى العالم ومن المنتظر ان يبلغ مراحل متقدمة في الترتيب خلال السنوات المقبلة.
وأشار إلى أن النمو الاقتصادي العالمي بلغ 8.5 % في عام 2010 وبلغت نسبة النمو في حدود 4 % في عام 2015، مشيرا إلى أن متوسّط النمو الاقتصادي في تركيا ما بين أعوام 2002 و2013 بلغ 5.1%، بالإضافة إلى أنّ متوسّط النمو الحقيقي للاقتصاد التركي بين عامي 2010 و2013 بلغ 6.1%. وارتفع النّاتج القومي الإجمالي من 230 مليار دولار في العام 2002، إلى 820 مليار دولار خلال العام 2013. كما ارتفعت نسبة دخل الفرد الواحد من 3,300 دولار، إلى 10,800 دولار. و تراجعت نسبة التّضخّم من 32% إلى 7 9% خلال السنوات العشر الماضية. مشيرا إلى أن الناتج الإجمالي القومي بلغ ما يقارب من 800 مليار دولار في عام 2014.
وشدد على أهمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد التركي، مؤكدا على انه يمثل عصب الاقتصاد الوطني إذ يستحوذ على نسبة كبيرة في التوظيف ويساهم بحصة بارزة من المنتجات الصناعية والصادرات التركية إلى الخارج.
وقال إن هناك حوالي 2.5 مليون ورشة صناعية في تركيا مؤكدا على أن التجربة التركية في مجال ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة نموذج يحتذى. وأشار إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز نموها واستمراريتها كرافد من روافد الاقتصاد الوطني.. مؤكدا على أهمية برامج الدعم الحكومي وعمليات التدريب وعمليات التمويل.

مشاركون بالجلسة الأولى: التجارة الإلكترونية أحد مقومات نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة
ناقشت الجلسة الأولى من المؤتمر التي ترأسها هيم سلامة كبير المستشارين الاقتصاديين بمركز قطر للمال تحت عنوان دور التجارة الإلكترونية في تعزيز التكامل في المشاريع الصغيرة والمتوسطة في سلاسل القيمة العالمية ، الحلول الإلكترونية لتمكين التجارة عبر القنوات الرقمية والمعوقات التي تمنع المشاريع الصغيرة والمتوسطة من تعظيم دورها في الفرص الاقتصادية التي تطرحها التجارة الإلكترونية.
وشارك بالجلسة عمرو احمد مدير التميز التجاري ودعم المحتوى الرقمي في الشركات الصغيرة والمتوسطة في شركة شل قطر، والدكتور علي الملا أمين عام مساعد قطاع المشروعات الصناعية بمنطقة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) والدكتور ر. سيتارامان الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة، والدكتور خالد بن ماجد النعيمي مساعد المدير العام للخدمات المصرفية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في بنك قطر الوطني، ومن الجانب التركي محمد اوكور الرئيس التنفيذي لشركة سيفا ميرف وديسل تميز سوي خبير التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد التركية، وجان ايتز المحلل السياسي بمؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية التركية (تباف).
واتفق الحضور على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في عالم اليوم بشكل عام، وللتجارة الإلكترونية بشكل خاص، وأهمية مواكبة التطور الحاصل في التجارة الإلكترونية، خاصة وأن كثيرا من الباعة التقليديين يتجهون الآن للتجارة الإلكترونية نظراً لأهميتها، واستشهدوا بنجاح الصين في هذا المجال.
كما قال المتحدثون إن التجارة الإلكترونية في قطر ليست منتشرة على النطاق المرجو، نظراً لعدد من العوامل منها تخوف العملاء والمشترين من آليات الدفع عبر الانترنت ببطاقات الائتمان وغيرها، كما أوصت الجلسة بضرورة تشجيع التجارة الإلكترونية، حيث تعد هذه التجارة أحد اهم أدوات المشروعات الصغيرة والمتوسطة للوصول إلى الزبائن والمستهلكين.
وقال عمرو احمد مدير التميز التجاري ودعم المحتوى الرقمي في الشركات الصغيرة والمتوسطة في شركة شل قطر، إن أساليب الوصول أصبحت اسرع من ذي قبل إذ إن التجارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي سيكون له اثار إيجابية كثيرة حيث إنها أصبحت اسرع وأسهل من الأساليب القديمة، مشيرا إلى أن غالبية الناس يستخدمون الهواتف الذكية في الاطلاع على مواقع المختلفة مما يفرض على التجار والمستثمرين الاستفادة من تلك المزايا الجديدة.
وأشار إلى أن التجارة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي جزء متلاصق ويجب تعظيم الاستفادة من تلك التطورات حتى يتم تسهيل التجارة على الجميع، مشيرا إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة يجب أن تعمل على تفعيل دورها في شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال كان ايتاز محلل قواعد بمؤسسة أبحاث السياسات التركية تيباف إن نحاج الشركات الاقتصادية والمتوسطة والصغيرة فيما يتعلق باستعمال تطوير المهارات في الوسط الرقمي وتطويرها من خلال نظام الدفع لديها خاصة من ناحية المصدرين، مشيرا إلى ضرورة انتقال كافة الشركات إلى التجارة الإلكترونية لمواكبة التطور العالمي وعدم التخلف عنه.
إلى ذلك قال خالد النعيمي من بنك قطر الوطني على الشركات الوصول إلى العملاء كما الشركات الصغيرة والمتوسطة تماما لذلك هنا في قطر يجب أن نصل إلى العالم والكثير من تطبيقات الهواتف في أي دولة كانت منتجات صغيرة وتسويقها نقطة يجب أن نقوم بها في كافة أنحاء العالم.
الدكتور علي الملا قال إن قوانين التجارة الإلكترونية في قطر تحتاج إلى تفعيل أو أن التجارة الالكترونية غائبة عن المستخدمين من الصناع والتجار والمستهلكين مما يحتاج إلى التوعية بطريقة التنفيذ، مؤكدا أن هناك ضعفا في الانتشار بين الجميع من التوجه للشراء الإلكتروني. ومن المعوقات الدفع عن طريق البطاقات والتي ما زالت تواجه العديد من التخوفات لدى الكثير خاصة مع انتشار الهكرز.