المدربان باتا رقمًا صعبًا.. المشهد الختامي.. صراع مغربي يجمع السكتيوي والسلامي

alarab
رياضة 17 ديسمبر 2025 , 01:27ص
إسماعيل مرزوق

يشهد ختام بطولة كأس العرب، يوم الخميس، صراعًا فنيًا مغربيًا كبيرًا في مواجهة استثنائية تحمل في طياتها كل معاني التحدي، عندما يلتقي المدربان المغربيان جمال السلامي وطارق السكتيوي في نهائي مرتقب يجمع بين الأردن والمغرب، حيث تتجه أنظار الجماهير العربية إليه بشغف كبير.
فهو ليس مجرد نهائي بطولة، بل صراع عقول قبل أن يكون صراع أقدام، بين مدرستين مغربيتين صنعتا اسميهما على الساحة العربية بثبات وتألق.
في هذا الموعد الحاسم، يقف جمال السلامي وطارق السكتيوي على طرفي المعادلة، وكلٌّ منهما يحمل مشروعًا فنيًا مختلفًا، وطموحًا لا يعرف حدودًا، ورغبة جامحة في كتابة اسمه بحروف من ذهب في سجل البطولات.

جمال السلامي.. خطوة بخطوة نحو المجد
يدخل جمال السلامي، مدرب النشامى، النهائي مسلحًا بخبرة كبيرة وفلسفة تعتمد على الانضباط التكتيكي، والقدرة العالية على قراءة مجريات المباريات. فرق السلامي غالبًا ما تلعب بعقلية البطولات، وتُجيد التعامل مع الضغط النفسي في المواعيد الكبرى. ووصل الى النهائي بالعلامة الكاملة متسلحا بالروح القتالية العالية التي يخوض بها لاعبوه المباريات وهذا في حد ذاته سلاح يفرق بين فريق واخر.
يؤمن السلامي بأن الطريق إلى الألقاب يمر عبر التوازن، والاعتماد على لاعبين يعرفون معنى القميص والمسؤولية. وخلال مشواره في البطولة، أثبت أنه مدرب يعرف كيف يقود فريقه خطوة بخطوة، دون ضجيج، ولكن بنتائج ثابتة.

طارق السكتيوي.. الجرأة والإبداع الهجومي
على الضفة الأخرى، يبرز طارق السكتيوي، مدرب أسود الأطلس  «المنتخب الثاني المغربي» وهو يدخل المشهد الختامي برغبة كبيرة في حصد اللقب، من أجل مواصلة النهضة التي تعيشها الكرة المغربية في السنوات الأخيرة. مدرب يعشق الفوز ويريد السير بخطوات ثابتة 
يمثل السكتيوي المدرسة التي تؤمن بأن السيطرة والاستحواذ وصناعة الفرص المتكررة هي الطريق الأقصر للفوز. فرقُه تُجيد اللعب على الأطراف، وتتنوع حلولها الهجومية، ما يجعلها خصمًا صعب القراءة، خاصة في المباريات المفتوحة.

نجوم المغرب.. لاعبون يصنعون الفارق
النهائي لن يكون مجرد مواجهة بين مدربين، بل منصة لنجوم مغاربة قادرين على قلب الموازين في لحظة واحدة. لاعبون يملكون المهارة والذكاء والشخصية القيادية، ويعرفون جيدًا كيف يتعاملون مع ضغط النهائيات.
وتؤكد التجربة أن مثل هذه المباريات تُحسم بتفاصيل صغيرة: كرة ثابتة، هجمة مرتدة، أو لمسة إبداع فردي. وهنا تبرز قيمة النجوم الذين نشأوا في المدرسة المغربية، مدرسة تجمع بين الانضباط الأوروبي واللمسة الإفريقية.

صدام فلسفتين.. وهوية مغربية واحدة
ما يميز هذا النهائي أنه نزال مغربي خالص، يعكس تطور الكرة المغربية وتنوع أفكارها التدريبية. سلامي مقابل سكتيوي، الواقعية مقابل الجرأة، الحسابات الدقيقة في مواجهة اللعب المفتوح… لكن الهوية واحدة، والهدف واحد: رفع الكأس وكتابة التاريخ.
هذا الصدام يؤكد أن المغرب لم يعد مجرد مشارك في البطولات العربية، بل بات صانعًا للمشهد، ومصدرًا للأفكار، والكفاءات الفنية، والنجوم القادرين على المنافسة حتى آخر دقيقة.

من سيخطف لقب البطولة 
التوقعات متقاربة، والحظوظ متساوية، وكل السيناريوهات تبقى واردة.
هل يحسمها جمال السلامي بخبرته وهدوئه التكتيكي؟
أم يفرض طارق السكتيوي أسلوبه الجريء ويقود فريقه إلى التتويج؟
الجواب سيُكتب على أرض ملعب لوسيل، في تسعين دقيقة قد تمتد، لكنها بالتأكيد ستُخلّد هذا النهائي كواحد من أجمل النهائيات المغربية بطموح عربي كبير.
ومهما تكن نتيجة النهائي، فإن الكرة المغربية هي الرابح الأكبر. ففوز أحدهما هو تتويج لمدرسة كاملة، وخسارة الآخر لا تنقص من قيمته، لأن الوصول إلى النهائي بحد ذاته إنجاز، والوقوف في هذا الموعد شهادة نجاح.
إنه نهائي يؤكد أن المدرب المغربي بات رقمًا صعبًا في المعادلة العربية.
ما حققه طارق السكتيوي مع المنتخب المغربي الرديف، وما صنعه جمال السلامي مع منتخب الأردن، لم يكن وليد المصادفة أو ضربة حظ، بل ثمرة عمل متراكم وخيارات فنية مدروسة، ودليل جديد على قدرة المدرب المغربي على التألق خارج حدوده، واستكمالًا لما قدمته وتقدمه الكرة المغربية في السنوات الأخيرة.