

بلغت المنافسة داخل المستطيل الأخضر ذروتها بين المنتخبات المشاركة في كأس العرب المقامة في الدوحة بين اللاعبين لتسجيل الأهداف وحصد النقاط والتأهل للأدوار المتقدمة وعلى غير العادة كانت المنافسة أشرس بين الجماهير في المدرجات على حب فلسطين.
حب فلسطين في قلوب الجماهير لم نعهده بهذا الكم الهائل في بطولات سابقة من غالبية الجنسيات العربية وحتى غير العربية من التي حضرت بالآلاف لملاعب قطر المونديالية في ظل التركيز الإعلامي العربي والدولي على البطولة.
ما شاهده الجميع عبر وسائل الإعلام وشاشات التلفزة لم يكن كافياً لوصف حالة الحب الجارف التي رفعتها الجماهير العربية داخل وخارج الملاعب وفي التعبير عن فرحتها لساعات طويلة.
الحب الجارف لفلسطين أبقى على اسم وتاريخ وقضية فلسطين حاضرة في الميدان الرياضي وعلى كل المستويات ولفت أنظار كل العالم للقضية الفلسطينية التي لا يمكن للجماهير العربية أن تنسى الدولة الوحيدة التي بقيت محتلة في كل العالم.
تكرار مشهد الاحتفال
ملامسة هذه المشاهد عن قرب والتحدث مع الجماهير العربية وجهاً لوجه لا يمكن وصفها أو اختصارها في بعض الكلمات.
وتكرر مشهد احتفال لاعبي منتخب الجزائر برفع العلم الفلسطيني داخل الملعب وغرف تبديل الملابس، إضافة للمدرجات التي تصدح بصوت فلسطين، وهو ما انسحب على أغلب المنتخبات والجماهير المشاركة وكان آخرها لاعبي المنتخب التونسي باحتفالهم بالتأهل لنهائي كأس العرب.
الجميع منذ سنوات يشاهد العلم الفلسطيني يزين كل مكان في احتفال الرياضيين من اللاعبين والجماهير في كثير من الدول وكثير من الملاعب لكن هذه المرة تشعر وأن فلسطين لم تمُت في قلوب العرب حينما يغلب النشيد الوطني لفلسطين في أغلب أوقات التشجيع على المدرجات.
أمانة تذكير العالم
هذه المشاهد هي الترمومتر الخاص بقياس حب فلسطين في قلب الجماهير العربية لكن دونما تشكيك أبدي بأن الجمهور العربي وخاصة الجزائري يعتبر فلسطين هي قضيته الأولى ووطنه الثاني الذي لم يحضر معه في كل محفل دولي.
لم يعد الأمر فقط مشهد النشيد الوطني لفلسطين أو حمل العلم الفلسطيني، ما يجري هو حمل الجماهير العربية لأمانة تذكير العالم بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت حصار واحتلال يعيث خراباً في قضية المسلمين الأولى.
فلسطين الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الجماهير العربية أو اللاعبون العرب وحتى المحترفون في الدول الأوروبية مساندتهم لفلسطين من خلال لاعبيها وأنديتها في كل مكان ومحفل قاري ودولي.
وتشتهر الجماهير العربية بوقوفها وبقوة مع القضايا العربية، والدفاع عن تطلعات شعوب منطقة الشرق الأوسط، لكن تبقى قضية فلسطين هي الأولى بالنسبة لهم، وهذا ما يتابعه ويشاهده الجميع، عبر شاشات التلفزة أو في الملاعب، بجميع البطولات العالمية.