الحلم أصبح حقيقة.. سيارة تطوي نفسها أثناء الزحام

alarab
سيارات 17 أكتوبر 2015 , 09:01ص
متابعات
عندما تعيش في مدينة مزدحمة، يصبح ركن السيارة هما دائما كل مرة تخرج فيها، وتبدأ أرصفة وكراجات مستأجرة استغلال ذلك، لدرجة أن غضبك يجعلك تتمنى أحيانا أن تمتلك عصا سحرية تجعل بها السيارة تنكمش.

وينتهي عناء البحث هذا بأي شكل، حسنا، يبدو أن هناك من حقق أمنيتك هذه، فقد قام فريق من المهندسين الألمان مؤخرا بابتكار حل عبقري؛ عندما بدأوا العمل على سيارة كهربية مرنة قادرة على الانكماش، أو المشي على جانبها.

السيارة التي وُصفت بـ"السيارة القزمة للمدن الضخمة"، تبدو وكأنها خرجت من فيلم الخيال العلمي Back to the Future، تنكمش بأن تطوي نفسها بنفسها، تنقل محور العجلة إلى الأمام ثم تنزلق بشكل يرفع أثاثها الداخلي إلى أعلى، وفي نفس الوقت تبقى مريحة للركاب، ولقد أراد الفريق أن يجعلها متاحة للجميع، كأن يبنوا محطة تتجمع فيها هذه السيارات، لتستطيع أن تذهب إلى هناك في أي وقت تحتاج فيه إلى توصيلة، وتختار السيارة التي يكفي شحنها المسافة التي تريد، وتبدأ باستخدامها.

عمل الفريق الألماني، المكون من مطوري برمجيات ومصممين ومهندسي إلكترونيات، على هذه السيارة لمدة ثلاث سنين متواصلة، فقد أعلن عنها لأول مرة في 2012، ثم بدأ الفريق في النسخة الثانية المُعدلة منها، حين تركبها يمكنك أن تقودها كأي سيارة تقليدية، لكن اختلافها يظهر في أوقات الزحام الخانق، فبينما يعلق الآخرون تستطيع أنت أن تمشي على جانب واحد من السيارة بفضل وجود محرك منفصل لكل عجلة على حدة، ما يسمح لها بأن تنسل وتركن وسط الزحام، كما أن الانتقال بين القيادة التقليدية والقيادة على الحافة لا يستغرق أكثر من أربع ثوانٍ فقط. 

تستطيع أن تقلل طولها بمقدار 80 سنتيمترا ما يجعل حجمها بحجم دراجة، ويمكن لسرعتها أن تبلغ 65 كيلومترا في الساعة، أما شحن بطاريتها فيستطيع أن يغطي 50 إلى 70 كيلومترا، أي ما يوازي 30 إلى 44 ميلا، ما يجعل الفريق يعتقد أنه سوف يكون لها مكان رئيس في المدن مستقبلا.

وقال "برينشن" إن النسخة الثانية من هذه السيارة متقدمة جدا على الأولى، فهي أكثر كفاءة في العمل، وأكثر قانونية لبدء الخدمة، صحيح أنه لم يُسمح بها بعد، غير أنها اقتربت من ذلك كثيرا، المشكلة فقط أن الكثير من تقنياتها جديد، ما سيجعل الاستشاريين متشككين، وسوف يؤخر ذلك ظهورها في الشوارع. 

قام الفريق بدعوة العديد من المصنعين لاختبار هذه السيارات، وكانت ردود فعلهم إيجابية للغاية، لكن المشكلة المحبطة هي أن مصنعي السيارات لا يحبون عادة الأشياء التي لم يخترعوها بأنفسهم، فهم قد يشترون أجزاء السيارات، لكن أن يشتروا نظاما كاملا، فهذا شيء لا يروق لهم، لهذا لم يتم إعطاء القيمة الحقيقية لهذا الاختراع، لكن الفريق بقي يعمل بدأب على تطويرها، بتوفير تقنية تجعل هذه السيارة تقود أو تركن نفسها ذاتيا. 

برينشن يشبه سيارته الصغيرة بالهواتف الذكية، التي ظهرت من العدم لتكون فجأة كل شيء، كما أضاف أن السنوات العشر المقبلة سوف تشهد ثورة في ظهور السيارات التي تقود نفسها ذاتيا، فأكبر شركات السيارات مثل مرسيدس ستقوم بذلك في غضون سنتين أو ثلاث، وشركة جنرال موتورز أيضا أعلنت أن سياراتها سوف تكون نصف ذاتية بحلول العام 2020، ومعظم المصنعين الآخرين يعملون على نفس الشيء، ويوما ما سوف تملأ السيارات الذكية الطرق، وتصبح هذه السيارة طرفا أساسيا في المعادلة.

م.ن/م.ب