التكلفة والسمعة القوية عوامل رئيسية لتوسعات قطر في سوق الغاز

لوسيل

شوقي مهدي


قالت تقارير اقتصادية إن قطر استفادت من موقعها الجغرافي المتميز وسمعتها القوية في سوق الغاز الطبيعي المسال عالمياً بالاضافة لإنخفاض تكلفة انتاج الغاز الطبيعي المسال لتتصدر مشهد الغاز العالمي الذي يدعم عقود البيع طويلة الأجل.

وقال موقع (اوف شور تكنولوجي) إن قطر وبصفتها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم تعمل على زيادة طاقتها التصديرية بنسبة 43٪ وتطوير وتوسعة مشروع حقل الشمال بإضافة حوالي 32 مليون طن سنويًا من الغاز المسال إلى السوق بحلول 2024.

انخفاض التكاليف

وأكد التقرير أن قطر تستفيد من انخفاض تكاليف الإنتاج اللازمة لإنتاج الغاز الطبيعي التقليدي وكذلك من موقعها الجغرافي المطلوب وسمعتها القوية في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي الذي يدعم عقود البيع الطويلة الأجل.

ومقارنة بالمشاريع المماثلة الأخرى حول العالم لا تزال اقتصاديات مشروع الغاز الطبيعي المسال القطري الجديد مواتية خاصة إذا تم إعطاؤها نفس الحوافز الضريبية المطبقة على المشاريع المشتركة السابقة لتطوير الغاز الطبيعي المسال.

وتمكنت قطر من تصدير الغاز الطبيعي المسال بطاقتها الكاملة تقريبًا (أي ما يقرب من 94٪ من السعة المستخدمة) خلال العقد الماضي. يمكن أن يكون هذا مؤشراً جيداً على مكانة قطر الآمنة والمضمونة بين عملاء الغاز الطبيعي المسال.

وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن ترتفع المنافسة بين المنتجين للغاز الطبيعي المسال في العالم فإن الموقع الجغرافي الملائم في قطر وحجم الإنتاج وقاعدة التكلفة المنخفضة يتيح لمشروع توسعة حقل الشمال فرصة أكبر للتعاقد وبيعه على مستوى العالم مما يوفر اليقين في زيادة حجم التداول.

القدرة على التسييل

وأشار الموقع لعوامل أخرى في سوق الغاز الطبيعي المسال عالمياً تعمل علي زيادة حصص بعض الدول في السوق. وعلى الرغم من الزيادة المخطط لها في قدرة قطر لتسييل الغاز من المتوقع أن تنخفض نسبتها في التسييل عالمياً من حوالي 20 ٪ في عام 2018 إلى 14 ٪ في عام 2024، وذلك بسبب دخول مشاريع رئيسية أخرى للغاز الطبيعي المسال خاصة في الولايات المتحدة وروسيا وكندا وموزمبيق ومن المقرر أن تأتي مشاريع جديدة في غضون السنوات الخمس المقبلة.

وقال التقرير إن دولاً مثل أستراليا وروسيا قامت بالفعل باضافة حوالي 59 مليون طن سنويًا و17 مليون طن سنويًا على التوالي إلى طاقتها على مدار السنوات الخمس الماضية. وتحولت الولايات المتحدة بسبب ثورتها في الغاز الصخري إلى واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم مما زاد من قدرتها على تسييل الغاز من خلال المشاريع المخطط لها والمعلن عنها.

وارتفع الطلب على الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير في الدول الآسيوية مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية والهند وتايوان والتي تعد مجتمعة مسؤولة عن حوالي 70٪ من واردات الغاز الطبيعي المسال الحالية في العالم.

وبالمقابل نجح سوق التوريد في تلبية الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال حتى الآن. ومع ذلك من المتوقع أن يزداد الطلب بمعدل أسرع بكثير وأن مصدري الغاز الطبيعي المسال الرئيسيين مثل قطر وروسيا والبلدان المنضمة حديثًا مثل الولايات المتحدة وكندا يخططون لتوسيع قدراتهم لتسييل الغاز وذلك لمواجهة الطلب العالمي.

تطوير حقل الشمال استعداداً للعجز في الإمداد مستقبلاً

اعتبر خبراء اقتصاديون ان رفع التعليق المؤقت الذي فرضته قطر على تطوير حقل الشمال، والإعلان عن خطط زيادة انتاجها من الغاز الطبيعي المسال من شأنه أن يعزز مكانة قطر كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي المسال. كما إن هذه الخطط تعني دراسة السوق العالمي بشكل جيد والاستعداد للنقص في الامداد مستقبلاً.

وتوقعت تقارير أن تشهدالأسواق العالمية للغاز الطبيعي المسال فائضاً في المعروض حتى عام 2022 وأن يتراوح استغلال الطاقة الإنتاجية في حدود 81-88% في المتوسط بين 2019 و2022، ثم سيحدث نقص في الإمدادات بعد ذلك إلى جانب توقعات أيضاً بأن تصل إمدادات جديدة من الغاز الطبيعي المسال للأسواق حتى عام 2020.

في العام الماضي أعلنت شركة قطر للبترول خطتها لرفع طاقتها الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن إلى 110 ملايين طن سنوياً بزيادة 30% من إنتاج قطر من الغاز المسال، وذلك من خلال مضاعفة إنتاج حقل الشمال من الغاز.

إزاحة المنافسين

قال تقرير صادر عن IHS Markit إن قطر اكتسبت سمعة قوية بإعتبارها المنتج الأقل تكلفة والأكثر مرونة، مشيراً إلى أن حفاظ قطر على هذا الوضع يسمح لها بإزاحة المنافسين المحتملين.

واضاف التقرير إن قطر للبترول تتمتع بوضع جيد يمكنها من إكتساب قدرة تسييل جديدة محتملة في جميع أنحاء العالم حتي في الولايات المتحدة الامريكي وذلك بسبب قوة الاقتصاد القطري المتفوق.

وقال سيمون فلورز رئيس المحللين في شركة وود ماكينزي، إن قطر أشارت للبقاء في صدارة صناعة الغاز الطبيعي المسال بلا منازع باعتبار انها تملك التكلفة المنخفضة لاستخراج الغاز الطبيعي المسال عالمياً، وأعلنت بالفعل عن خطط توسعية لزيادة انتاجها مما يمكنها من زيادة حصتها في السوق العالمي.

وأوضح خبراء ان قطر ستكون المركز الرئيسي لصناعة الغاز الطبيعي المسال في العالم من حيث النقل والانتاج وشحن الغاز وصيانة الناقلات وسيكون لها دور مهم عالمياً، وحالياً قطر بالفعل تأخذ دورها الطليعي بما يتناسب مع حجمها عالمياً في صناعة الغاز الطبيعي المسال، وعالمياً بدأ الاهتمام بالغاز الطبيعي المسال كوقود في ارتفاع باعتباره أحد مصادر الطاقة النظيفة والاقل كلفة وكما نلاحظ هناك ارتفاع في أسعار الغاز عالمياً عكس سوق النفط الذي بدأ في التراجع منذ سنوات.

التصاميم الهندسية

ومؤخراً أعلنت قطر للبترول إرساء عقد التصاميم الهندسية الأساسية للمنشآت السطحية للمنصات وخطوط الأنابيب البحرية الخاصة بمشروع توسعة حقل الشمال.

وأفادت قطر للبترول بأن نطاق هذا العقد، الذي منح لشركة مكديرموت الشرق الأوسط المحدودة، يشمل التصميم الهندسي للمنشآت السطحية لثماني منصات غير مأهولة، وأربعة خطوط أنابيب رئيسية، وأربعة خطوط أنابيب فرعية (تربط بين الحقول)، حيث من المتوقع أن يستغرق تنفيذ العقد 12 شهراً.

وتم تكليف شركة قطرغاز بتنفيذ هذا المشروع العملاق نيابة عن قطر للبترول. وتعتبر قطرغاز شركة رائدة في مجال صناعة الغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث تتمتع بتاريخ حافل في تنفيذ مثل هذه المشاريع الكبرى، وفي تشغيل العديد من المنشآت البرية والبحرية في حقل الشمال بدرجة عالية من الموثوقية والتميز التشغيلي.

60 ناقلة غاز طبيعي مسال لأسطول ناقلات لمواكبة التوسعات

في الوقت الذي تسير فيه عمليات توسعة حقل الشمال علي قدم وساق، قامت قطر بالاعلان عن خططتها لزيادة اسطول ناقلات الغاز الطبيعي المسال من خلال الاعلان عن دعوة لتقديم عطاءات لحجز سعة في عدد من أحواض بناء السفن لبناء ناقلات الغاز الطبيعي المسال لمشروع توسعة حقل الشمال الذي سيرفع طاقة إنتاج دولة قطر من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنوياً إلى 110 ملايين طن سنوياً بحلول العام 2024.

وتسعي قطر لزيادة طلباتها من الناقلات الجديدة ليتجاوز 100 ناقلة جديدة خلال العقد المقبل. ومن شأن هذه المبادرة أيضا أن تعزز التزام قطر للبترول بسمعتها الدولية كمورد طاقة آمن وموثوق يمكن الاعتماد عليه في جميع الأوقات وفي جميع الظروف.

وتعتبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال الحصان الأسود في هذه الصناعة نظراً لأن أكبر دولة مصدرة للغاز في العالم (قطر) تقوم بتوصيل صادراتها لعملائها حول العالم عبر ناقلات الغاز العملاقة.

وتعد شركة قطر لنقل الغاز (ناقلات) رائدة عالمياً في مجال نقل الطاقة، وتقوم بتشغيل أكبر أسطول لنقل الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم. ويضم اسطولها حوالي 74 سفينة قامت بتسليم حوالي 685 شحنة في 2018 فقط، بما يعادل 12% من القدرة الاستيعابية العالمية لنقل الغاز الطبيعي المسال وصلت هذه الشحنات لحوالي 128 وجهة عالمية.

ما زالت قطر تتربع على عرش سوق صادرات الغاز الطبيعي المسال حيث بلغت صادراتها في 2018 حوالي 78.7 مليون طن بنسبة 24.9% واستمرت في هذه المرتبة لعقد من الزمان، وبالرغم من انخفاض حصة قطر من السوق العالمي بسبب نمو الطلب الا أن انتاجها مستقر خلال السنوات الماضية.