

يذهب الكثير من المختصين في استخدامات الذكاء الاصطناعي وخبراء التطور الرقمي، إلى أن الاعتماد الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، والتي انعقدت في أوائل شهر يوليو الحالي، بخصوص ترسيخ التعاون الدولي في بناء قدرات الذكاء الاصطناعي، يعد تعزيزا للتعاون الدولي في بناء قدرات الذكاء الاصطناعي المفيد للبشرية جمعاء.
ووفقا لبيان الأمم المتحدة فإن القرار الذي اقترحته /الصين/ وشاركت في تقديمه أكثر من 140 دولة، يؤكد على "تعزيز التعاون الدولي في بناء قدرات الذكاء الاصطناعي"، وعلى ضرورة التزام تطوير الذكاء الاصطناعي "بالمبادئ التي تركز على خدمة الإنسان، كما يشجع القرار على التعاون الدولي لمساعدة البلدان، ولاسيما الدول النامية منها على تقوية بناء قدراتها فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وتعزيز تمثيلها وصوتها في الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، والدعوة إلى "بيئة أعمال مفتوحة وعادلة وغير تمييزية"، وتأكيد دعم الأمم المتحدة للاضطلاع بدور مركزي في التعاون الدولي.
ويشير بيان الأمم إلى أن القرار يهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومفيدة ومستدامة للذكاء الاصطناعي، وبالتالي المساهمة في تحقيق خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، والقرار الذي تمت الموافقة عليه بالإجماع، يأتي في أعقاب المصادقة على أول قرار للأمم المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي في 21 مارس الماضي بقيادة الولايات المتحدة، وبرعاية مشتركة من 123 دولة بما فيها الصين، وقد أعطى دعما عالميا للجهود الدولية لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي "آمنا وموثوقا به" وأن تتمكن جميع الدول من الاستفادة منه.
وفي سياق التطورات المتجددة، فيما يلي استخدامات الذكاء الاصطناعي المختلفة، فإن علماء وخبراء الاتصال يجمعون على أن واقع ومستقبل الصحافة الإلكترونية القريب سيخضع لمتغيرات عديدة، فمن وحي دراسة علمية حديثة منشورة عن مستقبل الصحافة الإلكترونية في عصر الذكاء الاصطناعي، نخلص لحقيقة مفادها بأن الصحافة الإلكترونية قد استفادت من التغييرات التي أحدثتها ثورة الإنترنت أواخر القرن الماضي، الأمر الذي جعل منها البديل المحتمل للصحافة الورقية، وأكثر أهلية لحمل راية الإعلام من الصحافة الورقية، لكن ومع التطورات التقنية والرقمية المتسارعة، فإن الحديث الآن يدور حول مستقبل الصحافة الإلكترونية نفسها ومدى قدرتها على مواكبة تطور التكنولوجيات الرقمية المذهلة في عصر الذكاء الاصطناعي، وبحسب علماء متخصصين في علوم الاتصال، فإن الذكاء الاصطناعي (لم يعد ترفا تكنولوجيا) بل ضرورة وظيفية تقتضيها فعالية التواصل وسهولة الاستخدام، إذ تشير التقديرات لعام 2025 إلى احتمال وجود 50 مليار جهاز رقمي تستطيع جمع البيانات من حوالي 5 مليارات مستخدم متصل بشبكة الإنترنت حول العالم.
وحول الإضافة التي سيشكلها إدخال تقنيات الذكاء الصناعي المتطورة وتطبيقاته الحديثة على الصحافة الإلكترونية، يرى الدكتور محمد الأمين موسى أستاذ الصحافة الإلكترونية المشارك بجامعة قطر في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ أنه إذا ما أحسن توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحافة الإلكترونية، فإن الفوائد ستكون كبيرة، فالذكاء الاصطناعي يفعل خصائص الويب من حيث سرعة التغطية وعالمية الانتشار وتوظيف الوسائط المتعددة، كما أنه يمكن المؤسسة الإعلامية من خلق علاقة تفاعلية ذكية مع مستخدم المحتوى، من خلال التعرف الرقمي على حاجياته واهتماماته وعاداته في التلقي، كما أن الذكاء الاصطناعي يريح الإعلامي من العمل الكتابي والتحريري الروتيني، حتى يتفرغ لإنتاج محتوى أكثر عمقا وإبداعا، ويمضي الدكتور موسي قائلا "ولا شك أن الذكاء الاصطناعي سوف يساعد إدارات المؤسسات الإعلامية من إدارة الموارد البشرية بكيفية أكثر نجاعة وإثمارا".
وأضاف يحدث الذكاء الاصطناعي قطيعة معرفية ومهنية مع العديد من الوظائف الإعلامية التي تستند إلى التكرار والملاحظة والاقتباس والتتبع والتنقيب والجمع والفرز والتصنيف والتوليف، الأمر الذي سيؤدي إلى اختفاء بعض الوظائف الإعلامية، مثل كتابة الأخبار انطلاقا من بيانات تنتجها الأجهزة الرقمية (مثل أجهزة الرصد)، أو البيانات المتوفرة عبر شبكة الويب، وحتى بعض الأعمال الصحافية الإبداعية كالتصوير الصحفي يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يؤديها بكفاءة عالية، من خلال الولوج الفوري لكاميرات المراقبة والرصد والحصول على المقاطع التي تثري المحتوى الإعلامي.