سفيرنا بالولايات المتحدة: استئصال الإرهاب يبدأ بالحكم الرشيد
محليات
17 يونيو 2015 , 04:10م
واشنطن - قنا
أكد سعادة السيد محمد جهام الكواري، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أن عملية استئصال الإرهاب عملية طويلة ومعقدة، وتبدأ أولا بالحكم الرشيد وبالحقوق المدنية والتعليم.
جاء ذلك خلال مشاركة سعادة السفير في ندوة "العلاقات بين قطر والولايات المتحدة والوضع الإقليمي"، بمجلس العلاقات الدولية بمدينة سياتل في ولاية واشنطن، بحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالعلاقات العربية الأمريكية.
وتطرق سعادة السيد محمد جهام الكواري، خلال مخاطبته الندوة، إلى قضايا عدة؛ شملت: مستقبل العلاقات القطرية الأمريكية، والمراجعة السياسية لأحداث الربيع العربي، والوضع اليمني، والحرب في سورية، والعراق، وصعود تنظيم "داعش".
وأثنى سعادته على تأسيس صندوق "قطر كاترينا" والجهود المبذولة للإسهام في إعادة بناء مدينة "نيو أورلينز"، وتوفير الدعم المالي للمؤسسات المحلية، مع التركيز على مجالات التعليم والإسكان والرعاية الصحية، مشيرا إلى لقاءاته مع مسؤولي المجتمع المدني والطلاب والمواطنين الذين أفادوا من المشاريع، خلال زيارته الأخيرة لمدينة "نيو أورلينز"، وشدد على أن تقديم المساعدات الإنسانية جزء لا يتجزأ من ثقافة دولة قطر ودبلوماسيتها.
وأكد سعادته أن هزيمة تنظيم الدولة لا تتم عسكريا، وبين ليلة وضحاها، وقال: "الإرهاب ليس عدواً تقليدياً تتم مواجهته بالطرق التقليدية، بل إن الحرب على الإرهاب يجب أن تستهدف الأسباب الجذرية للمشكلة"، مشيرا إلى أن عملية استئصال الإرهاب عملية طويلة ومعقدة، وتبدأ أولا بالحكم الرشيد وبالحقوق المدنية والتعليم.
وأضاف: "العراق يقدم لنا درسا تاريخيا مهما عن تحول الاضطرابات الطائفية إلى عنف من جهة، ومن جهة أخرى عن إمكانية أن تكون المصالحة الوطنية خطوة في اتجاه مكافحة العنف والإرهاب"، مشددا على ضرورة إشراك السُّنَّة العراقيين في العملية السياسية، الذي يعتمد بالطبع على استعداد الحكومة العراقية وقدرتها على القيام بذلك، موضحا أن الدور الأمريكي مؤثر جدا في هذا المجال.
وأشار سعادته إلى الدور الإيجابي الذي يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي القيام به، في مجال تهدئة القبائل والفصائل السنية، وإعادة توجيه طاقاتهم لبناء الدولة، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة توقف التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية العراقية.
وفي الشأن السوري، قال سعادة السيد محمد جهام الكواري، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، إن الإطاحة بنظام الأسد الخطوة الأولى باتجاه الحل في سوريا، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى الواقع على الأرض فإن ذلك أمر لا مفر منه، مضيفا أن بقاء النظام يعني استمرار العنف في هذا البلد، كما أن تغيير النظام شرط أساسي في المصالحة الوطنية.
ولفت النظر إلى أن التغيير لا يمكن أن يتم من الخارج؛ بل من خلال عملية داخلية تدريجية، تنطوي على الاعتراف بالجهات الأساسية الفاعلة على الأرض، إلى جانب المعالجة السياسية، وصولا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تراعي التمثيل الطائفي للبلد، التي ينتج عنها حوار وطني يشمل كل الطيف السياسي.
وتحدث سعادته عن مشاركة دولة قطر في العملية العسكرية في اليمن، وهي جزء من الجهد الإقليمي والدولي لإعادة الاستقرار وتثبيت الشرعية في هذا البلد، وقال: إن العملية تتمتع بتأييد واسع النطاق، وهي تهدف إلى وقف التدخل الأجنبي في اليمن، وإعادة بناء الدولة وإشراك الجميع في حوار وطني، مشيرا إلى أن اجتماع جنيف بمثابة خطوة حيوية في هذا الاتجاه.
وتناول سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية - في مداخلته خلال الندوة - الدبلوماسية القطرية على الصعيدين السياسي والإنساني، لافتا النظر إلى جهود التوسط في الصراعات الإقليمية في المجال السياسي، وجهود التوسط في الإفراج عن الرهائن الأجانب المحتجزين في مناطق الصراع الإقليمية في المجال الإنساني، وأكد أن مفتاح النجاح يعود إلى حياد قطر ودبلوماسيتها الفعالة.
وحول مونديال 2022، قال سعادة السفير إن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ستقام في قطر، وستشهد نجاحا كبيرا، وشدد على أن اللغط الأخير المتعلق بالفيفا ليست له أيَّة علاقة بالعرض القطري، وقال: "من المؤسف جدا أن يتم تسييس النقاش إلى درجة اتهام قطر بالفساد وسوء التصرف، دون أي دليل ملموس، مشيرا إلى أن تقرير "غارسيا" برأ ساحة قطر من أيَّة مخالفات، وأكد تعاون دولة قطر بشكل كامل مع لجنة التحقيق، واستعدادها لمواصلة هذا التعاون.
ورأى سعادة السفير أن قضية العمالة الأجنبية في قطر مبالغ فيها من قبل وسائل الإعلام، منوها بالتدابير التي وضعتها وزارة العمل لتعزيز الإصلاحات العمالية والتشريعات، وقال: إن رغبة قطر في استضافة هذه البطولة نابعة من إيمانها بقدرة الطاقة الكامنة في الرياضة على توحيد الشعوب والدول.