

بدأ الفلسطينيون في قطاع غزة يتنفسون الصعداء، بعودة مخبزين في شمال القطاع المحاصر للعمل مجدداً للمرة الأولى منذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبرالماضي، و القصف الذي طاول غالبية المخابز بالمدينة المنكوبة.
وبعد أشهر من الحصار، عانى خلالها سكان القطاع من الإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، دبت الحياة مجددا في أسر وأطفال بمدينة غزة، بتشغيل مخبز عجور الكبير في حي التفاح شرق مدينة غزة، الذي حصل على إذن للعمل، بدعم دولي من برنامج الأغذية العالمي، ليوفر الخبز الذي تشتد الحاجة له في شمال القطاع، عقب تحذير من الأمم المتحدة من حدوث مجاعة وشيكة.
وفي حديثه لـ "موقع العرب"، أكد محمد الحجار الصحفي الفلسطيني المتواجد حاليًا في شمال غزة، على عودة مظاهر الحياة إلى هذه البقعة الصامدة من جديد.
وتمثل إعادة تشغيل المخابز من جديد رمزًا وبادرة أمل لسكان غزة ككل، وسكان الشمال على وجه التحديد، الذي سجل على مدار أكثر من 190 يومًا من العدوان الإسرائيلي على القطاع وفيات جراء الجوع، مع وجود مئات الآلاف المهددين بالأمر ذاته.
السلع الغذائية باتت متوفرة في القطاع بشكل أفضل من السابق، فضلًا عن الدقيق و المعلبات والمياه والخضروات والفواكه واللحوم المجمدة، ويساعد ذلك في سد جزءًا من حالات المجاعة التي شهدتها مدينة غزة وشمال القطاع، خلال حرب الإبادة والتجويع المستمرة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى، بحسب ما أكد الحجار.
وبالرغم من أن فتح المخابز مرة أخرى أحدث فارقًا كبيرًا فى غزة، يقول الصحفي الفلسطيني، إلا أن الأهالي مازالوا يعانون من شح السيولة في المكاتب التي تعمل في مجال الوساطة في دفع الأموال.
ويرجع السبب في ذلك إلى إغلاق البنوك منذ بداية االعدوان، الأمر الذي تسبب في زيادة اعتماد المواطنين على المكاتب المعتمدة لصرف الأموال والصرافات الآلية التابعة لبعض البنوك التي تعمل بشكل جزئي، لكنها تعاني الازدحام الشديد، بالإضافة إلى وضع حد أقصى للصرف، وهو ما يجعل عملية سحب المال منها بالغة الصعوبة.
ومن جانبه، أكد عبد الله توكل صحفي فلسطيني بشمال غزة في حديثه لـ "موقع العرب" أن الأوضاع فى مدينة غزة وشمال القطاع حاليًا أصبحت أفضل كثيرًا عما كانت عليه منذ بداية الحرب.
الخضروات واللحوم والمعلبات والفواكه، والطحين الصالح للاستخدام أصبحت متوافرة عقب الحرمان منها أكثر 6 أشهر منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، والأسعار أصبحت فى متناول الأيدى الآن وانخفضت عما كانت عليه من قبل، والحديث لازال على لسان توكل.
بيد أن الغاز والكهرباء مازالا غير متوافرين، يقول توكل، وينقص الأهالي في غزة حاليا السولار والوقود، الأمر الذي دفع النساء إلى استخدام الحطب وإشعال النار بالطرق البدائية، ما أدى إلى إصابة العديد منهن.