أكد فيليب هاموند وزير الخزانة البريطاني، اليوم الأحد، أنه بات من المستحيل فعليا مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي في 29 مارس الجاري.
وقال هاموند، في مقابلة أجراها مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ، إنه حتى لو وافق نواب البرلمان على خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة، فستكون هناك حاجة إلى التمديد لمدة قصيرة لتمرير التشريعات اللازمة في البرلمان.
وأضاف أنه في حال رفض المشرعون اتفاقية بريكست للمرة الثالثة فإننا نتوقع تمديدا أطول لخروجنا من الاتحاد، وعندها سنكون قد دخلنا في منطقة مجهولة .
وأشار هاموند إلى أن ماي لن تطرح اتفاقية بريكست للتصويت في البرلمان للمرة الثالثة خلال الأسبوع الجاري، ما لم تحصل على دعم نواب الحزب الاتحادي الديمقراطي، الذي يشكل ائتلافا حاكما مع حزب المحافظين، وكذلك نواب حزب المحافظين المعارضين للاتفاقية في شكلها الحالي.
وأوضح أن الحكومة ستطرح الاتفاقية للتصويت مجددا في حال كنا واثقين أن عددا كافيا من زملائنا ومن الحزب الاتحادي الديمقراطي مستعدون لدعمها حتى يمكننا تمريرها .
وكان متوقعا أن يتم إجراء تصويت ثالث في البرلمان على خطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة، لكن وزير الخزانة اشترط حدوث ذلك بوجود دعم كاف من نواب البرلمان.
ورفض المشرعون البريطانيون الأسبوع الماضي خطة رئيسة الوزراء للخروج من الاتحاد الأوروبي، للمرة الثانية، بأغلبية 149 صوتا.. كما رفضوا احتمال مغادرة المملكة المتحدة للتكتل الأوروبي بدون اتفاق.
كما صوت المشرعون لصالح تمديد عملية بريكست ، إما حتى 30 يونيو المقبل في حال وافقوا على صفقة ماي للخروج قبل 20 مارس، أو لفترة أطول من ذلك يمكن أن تشمل المشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي في حال رفضوا خطتها للمرة الثالثة.
وينبغي أن توافق جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبالغ عددها 27 دولة على خيار التمديد، ومن المتوقع أن يناقش قادة الدول مسألة التمديد في قمة ستعقد خلال الأسبوع الجاري.
وفي سياق مواز، طالبت السيدة تيريزا ماي نواب البرلمان البريطاني بالتوصل إلى تسوية مشرفة بشأن صفقتها للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقالت ماي، في مقال لها بصحيفة صنداي تليغراف البريطانية، إن الفشل في دعمها سيعني أن بريطانيا لن تغادر الاتحاد الأوروبي لأشهر عديدة، أو مطلقا .
وحددت ماي مهلة واضحة لأنصار الخروج من الاتحاد، وهي إما التصديق على الاتفاق الذي توصلت إليه بحلول قمة المجلس الأوروبي المقررة يوم الأربعاء المقبل، أو مواجهة تأجيل لعملية الخروج لما بعد 30 يونيو المقبل، وهو ما سيفتح الباب أمام احتمال فشل عملية الانفصال برمتها.
وحذرت رئيسة الوزراء من أن بريطانيا ستكون مضطرة للمشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي المتوقعة في نهاية مايو المقبل، إذا جرى تمديد محادثات الخروج لفترة أطول.
ومن جانبه، دعا زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين نواب مجلس العموم إلى إجراء محادثات لإيجاد تسوية بين الأحزاب.
وقال كوربين، في رسالة كتبها إلى نواب مجلس العموم، إنه سيطلب من نواب حزب العمال التصويت لصالح تعديل يدعو إلى إجراء استفتاء آخر الأسبوع المقبل.
وأضاف أنه قد يقترح إجراء تصويت آخر بحجب الثقة عن الحكومة، في حال تم التصويت برفض خطة رئيسة الوزراء في البرلمان للمرة الثالثة.