ذكرى الثورة الليبية مصحوبًا بدخان الغارات المصرية
حول العالم
17 فبراير 2015 , 10:15م
طرابلس - العرب
عُلِّقَت أعلام ليبية ضخمة في ساحة الشهداء في طرابلس في مطلع الأسبوع استعدادا للاحتفال بالذكرى الرابعة لانتفاضة 17 فبراير التي أطاحت بمعمر القذافي.
ونشر أفراد من قوات الأمن في أنحاء الساحة لافتات كبيرة عن ذكرى 17 فبراير، في أبرز مكان شهد بدايات الانتفاضة على نظام الحكم السابق، وكان يسمى الساحة الخضراء في عهد القذافي الذي كان يُلقِي خُطبه الطويلة من هناك.
عبَّر المارة في الساحة عن آمالهم في استقرار الوضع وانتهاء التناحر بين الفصائل المختلفة في ليبيا، لكن ما عكَّر صفو احتفال الليبيين في ذكرى ثورتهم تلك الهجمات المصرية على منطقة درنة، التي راح ضحيتها 28 بين قتيل وجريح.
ورفع المشاركون في الاحتفالات شعارات تضامن مع أهالي الضحايا، معتبرين التدخل المصري انتهاكا للسيادة الليبية، وأخرى مناهضة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مؤكدين أن شريط الفيديو الذي بثته الدولة الإسلامية لذبح المصريين ما هو إلا شماعة للتدخل في ليبيا، فضلا عن أن طريقة تصويره وإنتاجه تدل على أنه كان خارج الأراضي الليبية.
كما نددوا باللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي أعلن تأييده للضربات الجوية التي نفذتها الطائرات المصرية الاثنين بعد ساعات من بث تنظيم الدولة الإسلامية بليبيا تسجيلا مصورا يُظْهِر إعدامه 21 قبطيا مصريا.
وقال رجل يُدعَى معتز الكوني: "الذكرى الرابعة لهذه الثورة أتمنى حقيقة أن يُلَمَّ شمل جميع الليبيين. وفي الوقت نفسه ينتهي نزيف الدم في جميع المناطق والمدن الليبية. وفي الوقت نفسه نتمنى أن ليبيا تكون دولة حقيقة إللي شهدها كل الليبيين وكل الشهداء إللي ضحوا من أجلها".
وقال ليبي آخر يدعَى سعيد عبد الله: "آملين من الله العلي الكريم تكون السنة القادمة أفضل حال وأن يكون فيه توافق بين الليبيين فيما يتعلق بالمجال السياسي وما يخدم مصلحة ليبيا والتباعد عن كل التجاذبات السياسية".
وقُتل القذافي في أغسطس من العام نفسه بعد أن هرب من مسقط رأسه في سِرْت التي تحصن فيها بعد سقوط طرابلس.
ولا تزال الفوضى ضاربة أطنابها في ليبيا بعد أربع سنوات من الانتفاضة، وصارت في البلد حكومتان وبرلمانان، وتتقاتل في عدة مناطق فصائل مسلحة على النفوذ والسلطة وعائدات النفط. كما انتهز تنظيم الدولة الإسلامية فرصة الاضطراب السائد فبنى له معاقل ومناطق نفوذ في شرق ليبيا.
لكن كثيرا من الليبيين يرون أن الاضطرابات الحالية ليست وليدة انتفاضة 2011، وهذا ما أكده ليبي من سكان منطقة فشلوم في طرابلس يدعَى عادل الفزانى: "هذه الذكرى تعني لنا هلبة (كثير) بالنسبة لنا إحنا ... لأن هذه حلمنا والحمد لله رب العالمين، وما يحدث الآن في ليبيا من فوضى هذا 17 فبراير مالهاش أي علاقة به. 17 فبراير ثورة تكبير ... ثورة شهداء ... ثورة ضد الظلم. مالهاش أي علاقة بالفوضى إللي صايرة توا ... هذا إللي صاير توا تشويه لـ 17 فبراير وكل شيء أن هو فشلت 17 فبراير. 17 فبراير ما فشلتش بإذن الله".
وكان موقع إلكتروني يدعم تنظيم الدولة الإسلامية قد نشر يوم الأحد (15 فبراير) تسجيلا مصورا لمتشددين ملثمين يذبحون 21 مصريا مسيحيا كانوا قد سافروا إلى ليبيا سعيا للعمل.
ووجهت مصر ضربة جوية لأهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في داخل ليبيا يوم الاثنين (16 فبراير) بعد يوم من بث التسجيل المصور على الإنترنت.