

                            مشاعر متناقضة تشهدها دائماً ملاعب كرة القدم، ما بين أحاسيس الفرح والحزن، فلا تخلو مباراة، خاصة في البطولات الكبرى مثل كأس العالم، من ظواهر الفرح والحزن أو الرضا المتبادل حالة التعادل، إلا في المباريات الإقصائية التي لابد فيها من فائز ومهزوم.. مونديال قطر كان مسرحاً لمشاعر النجوم، وسط تفاعل جماهيري رائع، والأمر لا يقتصر على نجوم كرة القدم فقط، بل دائماً ما يكون الجماهير أكثر تأثراً، إما حزناً أو فرحاً، ليشاركوا النجوم مشاعرهم، فالمشجعون عادة ما يتخذون من كرة القدم، دلالة للفخر والانتماء الوطني، ويطلقون لمشاعرهم العنان، للتعبير عما بداخلهم، ومونديال قطر 2022، تميز بتحقيق نتائج لم تكن متوقعة، وتبدلت الأدوار ما بين القوى الكبرى والصغرى في كرة القدم، تعالوا معنا لنتعرف عن قرب على ظاهرة اختلاط مشاعر النجوم ما بين الحزن والفرح.
النجم الأرجنتيني ميسي، تلقى صدمة غير متوقعة، في مباراة منتخب بلاده الافتتاحية في مونديال قطر، بالخسارة أمام الأخضر السعودي 2/1، فتأثر كثيراً، خاصة أن المباراة كان ينظر لها ميسي على أنها بمثابة الانطلاقة، وخرج حزيناً  من الملعب، ولم يجد النجم الأرجنتيني غضاضة في أن يصرح « بأن الخسارة أمام الأخضر أبكت نجله كثيراً»، إلا أن ميسي عاد وقاد منتخب بلاده للفوز، لينطلق بعد ذلك واصلاً إلى نهائي كأس العالم ليواجه فرنسا، وأصبح مرشحاً فوق العادة لحصد اللقب.
ليفاندوفسكي 
ليفاندوفسكي النجم البولندي لاعب ريال مدريد، لم يطمح أن يكون أحد فرسان الرهان، قياساً على مستوى منتخب بلاده، واكتفى بتسجيل هدفين في المونديال، ونجح في قيادة فريقه لدور الــ 16، ليجد نفسه في مواجهة فرنسا حامل لقب كأس العالم، ليفوز الديوك 3/1 على النسور البولندية، ويخرج المنتخب البولندي، وسط حزن من ليفاندوفسكي ورفاقه، إلا أنه لم يبك، فهو لم يكن يطمح لأكثر من ذلك.

الدوسري قائد الأخضر
سالم الدوسري نجم الأخضر السعودي، قاد الأخضر في تحقيق فوز تاريخي على الأرجنتين، 2/1 ، مسجلا  أحد أجمل أهداف المونديال، لترتفع الطموحات بإمكانية التأهل لدور الــ 16، قياسا على مستوى المكسيك وبولندا، إلا أن رفاق الدوسري، لم ينجحوا في تحقيق ما خططوا له، وخسر الفريق أمام بولندا بهدفين، فكان الخروج من دور المجموعات، وهنا لم يتمالك سالم مشاعره وراح في نوبة بكاء حزناً على وداع المونديال، وتحطم أحلامه بالذهاب إلى نقطة أبعد، لكن القدر لم يكتب للأخضر الاستمرار. 
نيمار معشوق السامبا
البرازيل جاءت إلى قطر وكل المراقبين يضعونها على قائمة المرشح الأول لحمل كأس العالم، وبدا الأمر كذلك، وما هي إلا مسألة وقت، وبالفعل صعد الفريق بفوزين وخسارة إلى دور الــ 16 ، ليواجه كوريا الجنوبية، ووضح أن الخصم في متناوله، فأنهى الشوط الأول متقدما برباعية، مكتفيا في الشوط الثاني بالاستعراض فاستقبل مرماه هدفاً، لتنتهي المباراة 4/1 ، ويصعد لدور الثمانية، ليجد كرواتيا في انتظاره، وتوقع الجميع أن يتخطى البرازيل العقبة القوية بنجاح، لكن وقع العكس، وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1، لتحقق كرواتيا الفوز بضربات الجزاء الترجيحية، لتنهار دموع نيمار، ولم يتمالك نفسه، ويحسب له أنه هنأ الكروات بالصعود المستحق.
لوكاكو برفقة بلجيكا
جاء لوكاكو برفقة بلجيكا، وهو يعاني من إصابة، وظل على دكة البدلاء في أول مباراتين، وتملؤه الثقة بأن فريقه بكل سهولة سيجتاز دور المجموعات، وفازت بلجيكا على كندا 1/ صفر، وتعادلت مع كرواتيا وخسرت صفر/2 ، أمام المغرب لتودع المونديال من دور المجموعات، لتنساب دموع لوكاكو من مقلتيه، حزناً على الخروج غير المتوقع، ويرحل مبكراً  إلى بلجيكا. 
لاعبو إسبانيا وحزن عميق
لم يتمالك لاعبو منتخب إسبانيا أنفسهم عقب الخسارة المدوية أمام المغرب بركلات الترجيح 3-0 في ثمن نهائي كأس العالم 2022، ودخل عدد كبير من اللاعبين في نوبة بكاء، بعد ضياع الحلم، أمام أسود الأطلس، وقام المدرب لويس إنريكي رغم بكائه هو الآخر، بتهدئة اللاعبين الذين استمروا داخل ملعب استاد المدينة التعليمية، لا يصدقون مغادرة «لاروخا» للبطولة التي كان أحد أبرز المرشحين للتتويج بلقبها. 
وفشل منتخب إسبانيا في تكرار الإنجاز الأبرز في تاريخه عندما حقق لقب كأس العالم للمرة الأولى في نسخة جنوب إفريقيا 2010 على حساب هولندا في النهائي بهدف دون رد لأندريس إنييستا.
لاعبو إنجلترا.. واقع مرير
إنجلترا مهد كرة القدم، جاء منتخبها إلى الدوحة بقيادة هاري كين، محملاً بآمال مر عليها 56 عاماً عندما تُوج فريقها بكأس العالم 1966، كمرة أولى وأخيرة، ليصطدم الأسود الثلاثة، بالديوك الفرنسية، لتكون الخسارة 2/1 ، في دور الثمانية، لينتابهم جميعاً حزن عميق، ليعود رفاق كين لإنجلترا بعد واقع مرير، وكان هاري كين الأكثر تأثرا لتضييعه ضربة جزاء لمنتخب بلاده، في آخر دقائق المباراة، لكنه عاد وصرح للصحافة الإنجليزية بأنه مسؤول عما جرى لمنتخب بلاده والخروج أمام الديوك.
رونالدو وضياع الحلم 
رونالدو آخر من بكى على ملعب الثمامة، بعد الخسارة أمام أسود الأطلس بهدف دون رد، وخروج فريقه من دور الثمانية، حيث أشركه مدربه سانتوس في الشوط الثاني، كأمل أخير في إمكانية إدراك التعادل، وحاول النجم البرتغالي كثيراً، إلا أن كل محاولاته تحطمت على أسوار كازابلانكا، وياسين بونو، لتنتابه حالة بكاء هستيرية عقب اللقاء، حتى أنه وسط انفعالاته صرح بأنه أعتزل كرة القدم.. رونالدو لم يبك وحده بل شاركه زملاؤه البكاء حزناً على الوداع .
لاعبو المغرب.. أبكوا معهم ملايين
لاعبو المغرب لم يبكوا هم فقط، بل أبكوا معهم ملايين العرب، للوداع الصادم أمام فرنسا في قبل النهائي، إلا أن البكاء لم يكن حزناً مريراً، بل كان ممزوجاً أكثر بالفرحة، بأننا قادمون، وأصبحنا في صحبة الكبار.