اتفق خبراء وباحثون سياسيون وعسكريون لبنانيون، على أن "التحالف الإسلامي العسكري"، الذي أعلنت السعودية تشكيله، مساء الاثنين، لـ"مكافحة الإرهاب"، يمثل "ضرورة لمنع روسيا وإيران من احتكار مكافحة الإرهاب واستغلاله لخدمة أهدافهما".
وقال هؤلاء في أحاديث منفصلة لوكالة "الأناضول"، إن "أهمية التحالف الجديد، بخلاف العمليات العسكرية التي سينفذها ضد الإرهاب، تكمن في أنه يمثل التيار الإسلامي المعتدل، الذي يتولى محاربة التطرف".
وأصدرت 35 دولة، مساء الاثنين من العاصمة السعودية الرياض، بياناً مشتركاً أعلنت فيه تشكيل "تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب"، بقيادة السعودية.
وقررت الدول الموقعة على البيان، تأسيس مركز عمليات مشتركة مقره الرياض، لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب.
والدول المشاركة في التحالف هي: السعودية، الأردن، الإمارات، باكستان، البحرين، بنغلاديش، بنين، تركيا، تشاد، توغو، تونس، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا، فلسطين، جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية، قطر، كوت دي فوار، الكويت، لبنان، ليبيا، المالديف، مالي، ماليزيا، مصر، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، اليمن، أوغندا.
وقال مكرم رباح، الباحث في تاريخ العلاقات الدولية، إن "التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، يمثل أهمية كبيرة لأنه يعني التزاما واضحا من الدول المشاركة فيه، بالاقتصاص من الإرهاب أينما وجد" .
وأضاف رباح أن "السبب الحقيقي لهذا الحلف هو منع دول معينة من احتكار محاربة الإرهاب، وتوجيه العمل العسكري لخدمة أهدافها كما يحصل في العمليات العسكرية الروسية في سوريا"، معتبراً أن "الإعلان عن التحالف يعني اقتراب العمل العسكري على الأرض في سوريا، والتحضير لإيجاد غطاء سياسي ودولي".
وذكر أن "الإرهاب منتشر، ويشكل ظاهرة عالمية، لذا فإن هذا التحالف، سينتشر في أي بقعة جغرافية يتواجد فيها الإرهاب، وسيحرج من تطلق على نفسها صفة دول الممانعة (إيران وسوريا والعراق)".
وقال إن "عمل هذا التحالف في مناطق تواجد روسيا وإيران في سوريا، سيكون عبر رسم خطوط حمراء، وقواعد اشتباك وليس عبر غرف عمليات مشتركة فقط".
ورأى رباح أن "الغموض بتعريف الإرهاب من قبل التحالف مقصود، وهو يحاكي الطريقة التي تعرف فيها روسيا الإرهاب من أجل أن يخدم ذلك المشروع السياسي لكل من تلك الأطراف المشاركة في الحلف".
من جانبه، قال نديم شحادة، مدير "مركز فارس لدراسات شرق المتوسط" في كلية "فلتشر" في بوسطن الأمريكية، إن "ما يميز هذا التحالف ليس الجانب العسكري فقط، بل لكونه يمثل ثورة من قبل التيار الإسلامي المعتدل العريض ضد التيار الراديكالي وهذا بحد ذاته أمر هام".
وأضاف شحادة، أن "الراديكالية لا تعني تنظيم الدولة و(القاعدة) فقط ولكنها تشمل الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التي شكلها"، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني "بدأ يتغلغل داخل التيار الشيعي المعتدل العريض، في حين لا تزال القاعدة وتنظيم الدولة تنظيمين هامشيين في التيار السني".
وأفاد بأن "التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة فاشل لأنه يقاتل تنظيم الدولة، بالشراكة مع الحرس الثوري وأحيانا قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد، وهذا لا يفعل شيئا سوى أنه يقوي المتطرفين لذلك لا بد من القتال باسم التيار العام المعتدل على كل الجهات ولذلك يجب ألا يكون تحالفا سنيا فقط".
م.ن/م.ب