أشاد كبار المسؤولين في المركز الدولي للأمن الرياضي باستعدادات دولة قطر الاستثنائية في مجالي الأمن والسلامة قبل أيام من انطلاقة النسخة الـ22 من نهائيات كأس العالم فيفا قطر 2022 والتي تنظمها دولة قطر لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط.
وقال بيان صادر عن المركز الدولي للأمن الرياضي، منظمة دولية مستقلة وغير ربحية تأخذ من الدوحة مقراً لها، إن قطر لم تدخر جهداً في إرساء أسس راسخة للتعاون الدولي لضمان سلامة وأمن كافة المشاركين في بطولة كأس العالم من منتخبات ومشجعين وزوار في النسخة التاريخية المرتقبة.
وقال السيد محمد بن حنزاب، رئيس مجلس إدارة المركز الدولي للأمن الرياضي: مع اقتراب انطلاق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بعد أيام قليلة، نحن في المركز الدولي فخورون بأن قطر جاهزة ومستعدة للترحيب بالعالم وتنظيم نسخة فريدة من البطولة التي من المتوقع أن تكون ناجحة على كل المستويات، خاصة على مستوى سلامة وأمن الجماهير العالمية الغفيرة مع نفاد التذاكر التي أعلن عنها الفيفا.
وأشاد بن حنزاب بجهود وزارة الداخلية التي وضعت استراتيجية العمل وسار عليها الجميع، مشيراً إلى أن الوزارة الموقرة هي المعنية بكل الأمور وقامت بعمل كبير وتجهيزات أمنية على أعلى مستوى وبناء القدرات ورفع مستوى الكفاءات وهذا بحد ذاته يترك إرثا طويل الأمد، والشكر موصول للجنة الأمنية لكأس العالم قطر 2022 واللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وتابع بن حنزاب: لقد قدم المركز الدولي للأمن الرياضي كل وسائل المساندة المهنية منذ الأيام الأولى عندما مُنحت قطر حق استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022 في ديسمبر 2010، لتصبح قطر أول دولة في العالم العربي والشرق الأوسط تستضيف المونديال.
وشدد بن حنزاب على أن دولة قطر نجحت في تسخير الخبرات في مجال الأمن باعتبارها واحدة من الدول التي تشهد أدنى معدلات جريمة في العالم، وفي الوقت نفسه، تتبنى أفضل الممارسات العالمية على جميع المستويات، لاسيما تلك التي اعتمدتها الدول التي استضافت الأحداث الرياضية الكبرى في الماضي وهذا ما يجعلنا نؤكد أن كأس العالم قطر 2022 لن تشهد نجاحاً على مستوى الأمن والسلامة فقط، بل ستترك إرثاً ملموساً في مجال السلامة والأمن يخدم المنافسات الرياضية المقبلة في شتى أنحاء العالم.
وختم بن حنزاب حديثه معرباً عن فخره بأن دولة قطر أصبحت عبر المركز الدولي للأمن الرياضي مرجعية دولية في مجال السلامة والأمن الرياضي والنزاهة في الرياضة وهذا بحد ذاته إرث كبير للعالم بأسره.
من جانبه، قال السيد ماسيميليانو مونتاناري، الرئيس التنفيذي للمركز الدولي للأمن الرياضي: إن المركز الدولي واثق من أن قطر ستقدم بطولة آمنة لجميع المشاركين، وذلك بفضل الجهود الدؤوبة للمسؤولين والمنظمين على مدار سنوات الاستعدادات، مضيفاً أن العالم شهد العديد من المتغيرات منذ أن مُنحت قطر حق استضافة بطولة كأس العالم، حيث مر بأوبئة واضطرابات دولية، لكن الحكومة القطرية واصلت العمل برؤية منسقة وروح تعاون بمشاركة أصحاب المصلحة عبر مختلف البلدان والقطاعات، بما في ذلك مؤسسات وممثلو المجتمع المدني أيضاً .
قال السيد ستيفن فليمنج مدير أمن الأحداث الرياضية الكبرى في المركز الدولي للأمن الرياضي، إن المركز منذ تأسيسه في عام 2010، قدم كل جوانب الدعم للهيئات الرياضية، واللجان المنظمة المحلية، والمنظمات والاتحادات الرياضية على المستويات الدولية والوطنية والمحلية في جميع المسائل المتعلقة بتصميم الملاعب وتطوير الجوانب التنظيمية والتخطيط التشغيلي والتدريب والتعليم .
وتابع: لقد وضعنا معايير السلامة والأمن والمبادئ ذات الصلة لبطولة كأس العالم للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وأجرينا تقييمات للتهديدات والمخاطر للبطولات الدولية بالاشتراك مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بالشراكة مع معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة وتحالف الأمم المتحدة للحضارات.. كما نشارك في أنشطة الإنتربول والمجلس الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية وآليات التعاون الدولية الأخرى ذات الصلة في مجال السلامة والأمن.
وأشار إلى أنه: منذ عام 2013، كان للمركز الدولي للأمن الرياضي شرف تعيينه استشارياً رئيسياً ومقدماً للمساعدة الفنية للجنة العليا للمشاريع والإرث بشأن السلامة والأمن لملاعب كأس العالم قطر 2022.
وطوال هذا الوقت، قمنا بتسليم أكثر من 100 مشروع، كان آخرها في أكتوبر 2022، شملت هذه المشاريع مجموعة كاملة من الموضوعات المتصلة بتصميم سلامة وأمن الملاعب المونديالة، وتطوير جدول زمني للنتائج الرئيسية، وإنتاج مفاهيم العمليات التشغيلية، وجوانب التخطيط التشغيلي للسلامة والأمن، والسياسات، والإجراءات، من خلال تطوير التدريب وتقديم سلسلة من البرامج التدريبية لقادة الملاعب الرئيسية في وزارة الداخلية، ومديري ومنسقي سلامة وأمن الملاعب، وضباط الأمن، والمشرفين، والأمن الخاص والمتطوعين.
لقد قدمنا المشورة الفنية والمهنية بشأن إجراءات سلامة وأمن الأحداث الرياضية الرئيسية، ونفذنا برامج المراقبة في العديد من الأحداث الرياضية العالمية ونجحنا في نقل خبرتنا الدولية في مجال التعليم والممارسات الجيدة لدمجها في التخطيط التشغيلي لكأس العالم قطر 2022. ولا تغطي هذه المشاريع عمليات الملاعب فحسب، بل تشمل أيضاً النقل، الفنادق ومواقع التدريب ومركز البث الدولي ومركز العمليات الرئيسي ومهرجانات المشجعين. لقد قمنا بتصميم وتطوير برنامج تدريب شامل لمستشاري الأمن الوقائي للشرطة، بالإضافة إلى تطوير نهج لحماية وإدارة الحشود.
وأكّد أيضاً: من منطلق تجربتنا مع الأحداث الرياضية الكبرى، سيكون هناك تنسيق كبير بين جميع الوكالات الحكومية والأمنية الوطنية والدولية. ويلعب المركز الدولي للأمن الرياضي دوراً في هذا الصدد، لا سيما من خلال الشبكة العالمية لنقاط الاتصال الوطنية المعنية بأمن الأحداث الكبرى التي أنشأناها بالاشتراك مع الأمم المتحدة كآلية لتعزيز الأشكال المختلفة للمساعدة والدعم المتبادلين عبر الدول.
لقد تم التنسيق من خلال شبكات الاستخبارات الدولية لتحديد وتخفيف التهديدات والمخاطر الدولية للبطولة. من خلال وكالات تنفيذ القانون الدولية مثل الإنتربول (مشروع ستاديا) وتلك التابعة لوكالات الشرطة الوطنية للفرق المشاركة، سيتم تبادل المعلومات الاستخباراتية والجنائية وإدماجها في التخطيط التشغيلي لضمان سلامة وأمن جميع الحاضرين.
وختم فليمنج قائلاً: لقد أنجزنا جميع التزاماتنا الرئيسية خلال هذه السنوات من التحضير والعمل الجاد من قبل جميع أصحاب المصالح والمعنيين وحظينا بكامل التعاون من كل الجهات في دولة قطر.
وتابع: لقد تم تكليف المركز الدولي للأمن الرياضي من قبل اللجنة العليا للمشاريع والإرث بإجراء ملاحظات وتقييمات السلامة والأمن في عدد من الملاعب، من أجل تحديد ودعم، الممارسات الجيدة والإبلاغ عن المجالات التي يمكن فيها إجراء تحسينات على جميع المستويات المتعلقة بالبطولة. نحن فخورون أيضًا بمساعدة لجنة قطر 2022 في الحفاظ على إرث السلامة والأمن لهذا الحدث التاريخي، من حيث تجميع وتحليل المخرجات التي تم تسليمها أثناء التحضير لكأس العالم FIFA قطر 2022.