تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأسبوع الماضي بحوالي 4٪ بعد 4 أسابيع من المكاسب، ويعود انخفاض الأسعار الى الزيادة الكبيرة في مخزونات النفط الأمريكي التي بلغت اكثر من ستة ملايين برميل، بالإضافة الى ارتفاع وتيرة عمليات البيع في أسواق الأسهم الأمريكية، فيما قام صندوق النقد الدولي بتخفيض توقعاته للنمو الاقتصادي لعامي 2018 و2019 بمعدل 0.2 ليصل إلى 3.7٪، حسبما ورد في تقرير مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة. وبدأت الأسعار في التراجع مع استجابة السوق لعوامل الهبوط المختلفة مثل ضعف توقعات الطلب على النفط، وزيادة الإنتاج من مصادر مختلفة وعلى رأسها أوبك وروسيا والولايات المتحدة منذ مايو الماضي بما يزيد عن 1.4 مليون برميل يومياً. وبالرغم من ذلك، كان انخفاض الأسعار محدوداً بسبب استمرار انخفاض إمدادات النفط الخام الإيراني، وتأثير إعصار مايكل الذي أغلق جزءاً من منصات انتاج النفط والغاز في خليج المكسيك لبضعة أيام. وتوافقت وجهات النظر بين وكالة الطاقة الدولية ومنظمة أوبك ، من خلال آخر تقاريرهما الشهرية عن سوق النفط، بأن السوق يتمتع حالياً بإمدادات وفيرة. بينما خفضت المنظمتان توقعاتهما بشأن الطلب على النفط العام المقبل بمقدار 1.36 مليون برميل يومياً، وتتوقع وزارة الطاقة الأمريكية أن يبلغ متوسط إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام 11 مليون برميل يومياً في الربع الحالي، ويرتفع الى 11.8 مليون برميل يومياً عام 2019. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الوضع إلى المزيد من عمليات التخزين، الامر الذي قد يتسبب في إغراق أسواق النفط في العام المقبل.
من ناحية أخرى تراجعت أسعار الغاز الطبيعي المسال الآسيوي للأسبوع الرابع على التوالي، حيث انخفضت حوالي 13٪ منذ منتصف سبتمبر. وتواجه أسعار الغاز الطبيعي المسال ضغوطات متعددة، ففي الوقت الذي تأخر فيه الطلب الموسمي لفصل الشتاء يزداد حجم المعروض المتاح وسط تراجع أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الماضي. كما تأخر الطلب الصيني لفصل الشتاء والذي كان متوقعاً أن يدعم نمو الطلب، في حين من المتوقع أن تضيف منشأة يامال للغاز الطبيعي المسال ثالث خط انتاج في ديسمبر القادم، كما سينتج كل من مشروع أكثس في استراليا أول كميات من الغاز الطبيعي المسال، وخط الانتاج الخامس لمشروع سابين باس ، وخط الانتاج الأول لمشروع كوربوس كريستي في نهاية العام.
أما في الولايات المتحدة، فقد ارتفعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي لمؤشر هنري هب في منتصف الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ أواخر يناير، لكنها تراجعت مع نهاية الأسبوع، مما حقق ارتفاعاً متواضعاً لم يصل الى 1٪ خلال الأسبوع. وقد تسببت توقعات الطقس البارد والتعطل الجزئي لمنصات الإنتاج الذي خلفه إعصار مايكل في خليج المكسيك في دعم الأسعار. في حين انخفضت أسعار العقود الآجلة للغاز في المملكة المتحدة بشكل كبير بلغ 5% على أساس اسبوعي لاغية مكاسب الأسبوع الماضي. ويعود انخفاض الأسعار بشكل رئيس الى حالة الطقس المعتدلة، وارتفاع إنتاج طاقة الرياح، وتراجع أسعار النفط الخام مؤخراً. ومع ذلك، فمن المتوقع أن تدعم درجات الحرارة المنخفضة، التي قد تهبط بمقدار 10 درجات مئوية، الطلب على الغاز هذا الأسبوع.
