انتقال تركيز السلع من سوريا لاجتماع «الاحتياطي الفيدرالي»

alarab
اقتصاد 16 سبتمبر 2013 , 12:00ص
الدوحة - العرب
تضاءل الخوف من توجيه ضربة عسكرية غربية لسوريا إلى حد كبير هذا الأسبوع، لأن ممثلين من روسيا وحكومات الولايات المتحدة بدؤوا البحث عن سبل للتوصل إلى اتفاق يُمَكِّنُ من إزالة الأسلحة الكيميائية السورية. ونتيجة لذلك بدأت الأسعار في أسواق النفط في النزول، بينما دخل الذهب في حالة من الفوضى، ليس أقلها بسبب زيادة التركيز على اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المزمع انعقاده من 17 إلى 18 سبتمبر 2013، حيث بات من المتوقع -على نطاق واسع- أن يُعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن بداية التخفيف التدريجي لبرنامجه الضخم الخاص بشراء الأصول، وفقا لتقرير صادر عن «ساكسو بانك». دُفِعت قطاعات الطاقة والصناعة وعلى وجه الخصوص المعادن الثمينة كلها من قبل العاملين المذكورين، ولكن أيضا بسبب استمرار الشكوك المتعلقة بالانتعاش الاقتصادي المستمر في أعقاب بيانات إنتاج أقل من المتوقع في أوروبا والتباطؤ الأخير في خلق الوظائف في الولايات المتحدة. كان قطاع الزراعة مختلطا، حيث ذهب كل من فول الصويا والذرة في اتجاهين منفصلين، بينما كانت ثلاثة من السلع الزراعية مثل عصير البرتقال والسكر والقهوة الأفضل من حيث الأداء. النفط الخام يزداد انخفاضاً مع تناقص خطر حدوث غارة جوية أميركية وشيكة على سوريا في الوقت الحالي خسرت أسعار النفط بعضا من فوارق الأسعار المكتسبة من مخاطر الحرب, التي كانت قد بنتها على مدى الأسابيع القليلة الماضية. ونتيجة لذلك شهد خام برنت أول انخفاض أسبوعي له في خمسة أسابيع، لكنه تمكن من إعادة إنشاء الدعم قبل وصوله إلى مستوى 110 دولارات للبرميل، وهو متوسط سعره على مدى العامين الماضيين. رغم أن سوريا باتت الآن تشكل خطرا أقل فيما يتعلق بالإخلال بالتوازن في منطقة الشرق الأوسط التي تنتج %35 من مجموع إمدادات النفط العالمية، فإن بعض المفاوضات الصعبة لا تزال منتظرة مستقبلا، وبالتالي فإنه من السهل أن يشهد الوضع تصعيدا مرة أخرى ويتسبب في تجدد المخاوف بشأن الإمدادات. من حيث المخاوف المتعلقة بالإمدادات، فإن الإضرابات في موانئ ليبيا لا تزال مستمرة في تقديمها الدعم لأسعار النفط. انخفض الإنتاج اليومي في ليبيا من 1.3 مليون برميل قبل بضعة أشهر إلى 300000 يوميا حاليا. أدى ذلك إلى توتر في سوق النفط العالمية رغم ضخ المملكة العربية السعودية كميات من النفط خلال شهر أغسطس بمعدل هو الأسرع في 32 عاما. وضع هذا الأمر مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي تحت بعض الضغوط مع انخفاض مخزوناتها من النفط الخام والمنتجات المكررة إلى أدنى مستوى لها في عامين, مقارنة مع المعدل -على المدى الطويل- لهذا الوقت من العام، وفقا لتقرير «ساكسو بانك». وكالة الطاقة ساعد تقرير شهري هذا الأسبوع صادر عن وكالة الطاقة الدولية أيضا على الحفاظ على تثبيت أسعار النفط؛ إذ رفعت وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب العالمي لعام 2014 على النفط الخام إلى 1.1 مليون برميل يوميا، وتتوقع أن تواصل التوقعات الاقتصادية العامة تحسنها، ولكنها ذكرت أيضا أن التباطؤ في الاقتصادات الناشئة خلال الربع الأخير قد يكون له أثر سلبي إذا استمر في العام الجديد. من شأن التباطؤ الموسمي المتوقع في الطلب -ونحن نتقدم نحو شهر أكتوبر- أن يساعد في إعادة بناء مستويات المخزون -واعتمادا على موعد بداية تدفق النفط الليبي مجددا- فإن سعر الخام قد يهبط في نهاية المطاف أقل مع تقدمنا نحو الربع الرابع من السنة. إن عودة السعر إلى ما دون 110 دولارات أميركية للبرميل يحمل خطر حدوث مزيد من التصفية طويلة الأمد من جانب صناديق التحوط, مما قد يؤدي إلى تخطي الأسعار حدها السفلي. الذهب والفضة يسقطان بشدة نزل سعر الذهب إلى أدنى مستوى يشهده في تسعة أسابيع بعد أن هدأت التوترات الجيوسياسية وارتفعت تكهنات تحفيز اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. أعطيت عمليات البيع دفعة فنية يوم الخميس عندما فسح خط الدفاع الثلاثي الواقع عند 1350 دولار أميركي للأونصة المجال، ولم تتوقف موجة البيع إلا عندما أَحدثَ دعمٌ فني عند 1300 دولار أميركي للأونصة بعضَ الأرباح التي حدثت قبل عطلة نهاية الأسبوع. كان الهبوط مدفوعا من قبل تجار الزخم مثل صناديق التحوط الذين كانوا خلال شهر أغسطس الماضي قد رفعوا بشكل حاد من التعرض في عمليات شرائهم المكثفة للذهب. بما أن هذا الارتفاع كان مدفوعا في المقام الأول بعمليات شراء لتجنب الخسائر عند ارتفاع الأسعار، فإن الميول الأكثر سلبية تركت للعديد من الصناديق مجالا واسعا لإعادة تأسيس عمليات بيع في سوق هابطة أسعارها. غموض يحمل الغموض الذي يلف إثر الإعلان المتوقع ليوم الأربعاء المقبل من مجلس الاحتياطي الاتحادي خطر إبقاء المعادن الثمينة في موقف دفاعي حتى ذلك الحين. ولكن رغم أن التخفيف التدريجي سوف يبدأ، فإنه قد تكون هناك حجة أن جزءا كبيرا من هذا الإعلان قد سُعِّرَ فعليا على أساس المستوى الحالي لسعر الذهب، ونتيجة لذلك، فإنه لا يمكن استبعاد حدوث ارتفاع انفراجي بعد الإعلان. من شأن مثل هذا الارتفاع على الأرجح أن يكون بحاجة إلى دعم من عائدات السندات الحكومية الهابطة, حيث إن العائد الأميركي للسنوات العشر يحوم حول أقل بقليل من %3 بعد أن ارتفع أكثر من %1 منذ ذكر التخفيف التدريجي لأول مرة في مايو من قبل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي. لا تزال حيازات الذهب في المنتجات المتداولة في البورصة تسير على الطريق الصحيح للأسبوع الثاني على التوالي من التخفيضات الصافية التي تسلط الضوء أيضا على استمرار الموقف الفاتر للمستثمرين المؤسساتيين. هذه الشريحة من المستثمرين مطالبة بتغيير ميولها لأن الطلب المادي وحده لن يكون كافيا لدفع الأسعار أعلى من هذا المستوى في هذه المرحلة. باتت المستويات الفنية التي علينا الاحتراز منها الآن فيما يتعلق بالذهب هي تلك الواقعة عند مستوى الدعم البالغ 1277 دولارا للأونصة، حيث إن هبوط السعر إلى ما دون هذا السعر سوف يشير إلى انخفاض جديد في هذا العام. من المطلوب التحرك نحو مقاومة سعرية تبلغ 1360 دولارا أميركيا للأونصة لتغيير الميول ونقلها مجددا إلى التعادل قبل المقاومة السعرية الأساسية البالغة 1433.8 دولار للأونصة, التي هي أعلى سعر بلغه الذهب في شهر أغسطس. تأثير النحاس على الفضة تفاعلت الفضة مع نفس الأخبار التي تُحَرِّكُ الذهبَ مع بعض الضعف الإضافي المتأتي من استمرار عمليات جَنْيِ الأرباح في النحاس. انتقل عقد ديسمبر الخاص بالنحاس عالي الجودة (HGZ3) إلى الطرف الأدنى من نطاق سعره البالغ 3.20-3.40 دولار أميركي للرطل لأن توقعات الطلب قد شابتها الشكوك عقب بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع كانت قد صدرت في الآونة الأخيرة. كان ارتفاع النحاس في أغسطس هو الذي ساعد على انطلاق انتعاش كبير في الفضة (والذهب) وبينما نرى الآن عودة للفضة فإنها كانت تصارع وبيعت بوتيرة أشد من الذهب. محاصيل الولايات المتحدة رسم التقرير الشهري للمحاصيل لشهر أغسطس من وزارة الزراعة الأميركية صورة مختلفة جدا عن الذرة وفول الصويا؛ فالمزارعون الأميركيون سوف يجنون محصولا قياسيا قدره 13843 مليون بوشل من الذرة هذا الصيف، وهذا من شأنه أن يساعد المخزونات العالمية على الارتفاع إلى أعلى مستوى تشهده في 12 عاما. انخفضت أسعار الذرة على خلفية الأخبار بينما ارتفع فول الصويا إلى أعلى مستوى له هذا العام حتى الآن، غير بعيد عن المستوى النفسي البالغ 14 دولارا للبوشل. ونتيجة لذلك فإن نسبة السعر ما بين فول صويا نوفمبر وذرة ديسمبر قد وصلت إلى مستوى أعلى من «ثلاثة» للمرة الثانية فقط في خمس سنوات. يُنظرُ إلى مثل هذا المستوى المرتفع على أنه غير مستدام من وجهة نظر استبدالية، لأن المستهلكين قد يتحولون إلى الذرة على حساب فول الصويا.