جون كيري يبحث في بكين الخلافات حول بحر الصين الجنوبي
حول العالم
16 مايو 2015 , 11:44ص
أ ف ب
التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم السبت في بكين قادة صينيين أثناء زيارة يقوم بها لبكين فيما أفاد مسؤولون في وزارة الخارجية بأنه سيعرب لمحاوريه عن قلق واشنطن حيال قيام الصين ببناء جزر صغيرة اصطناعية في مناطق متنازع عليها من بحر الصين الجنوبي.
وتدرس وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إرسال سفن عسكرية وطائرات مراقبة إلى مسافة أقل من 12 ميلا بحريا "22 كيلومترا" من هذه الجزر الصغيرة الاصطناعية التي تعمد الصين إلى بنائها بشكل متسارع منذ سنة، وهي المسافة التي تعتبر ضمن المياه الإقليمية لأي جزر طبيعية.
وتقع هذه الجزر الصغيرة في أرخبيل سبراتليز الذي تتنازع السيادة عليه سواء جزئيا أو كليا كل من الصين والفلبين وفيتنام وبروناي وماليزيا وتايوان. وتخشى دول المنطقة هيمنة العملاق الصيني على الأرخبيل.
وتؤكد بكين من جهتها سيادتها على بحر الصين الجنوبي بشكل شبه كامل ما يثير مخاوف وتوترات دبلوماسية مع جيرانها.
وفي حال حصلت خطط البنتاجون على موافقة الرئيس باراك أوباما، الذي سيستقبل بعد أشهر نظيره الصيني شي جينبينغ في زيارة دولة تشكل محورا آخر لمحادثات كيري، فإن دخول سفن تابعة للأسطول الأمريكي السابع في المحيط الهادي فيما تعتبره بكين مياهها الإقليمية قد يثير أزمة خطيرة بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين.
وجزر سبراتليز هي أرخبيل مرجاني كبير في بحر الصين الجنوبي يمتد على مساحة نحو 410 آلاف كيلومتر مربع. وتقع على ملتقى طرق بحرية إستراتيجية للتجارة العالمية كما تحتوي على احتياطيات من النفط والغاز.
وتحتل تايوان أكبر الجزر الطبيعية إيتو أيبا التي يبلغ طولها حوالي 1,3 كلم وعرضها 366 مترا. وهي الجزيرة الوحيدة التي يوجد فيها مياه عذبة طبيعية.
ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أن بناء جزر اصطناعية كما تفعل الصين لا يسمح بالمطالبة بمياه إقليمية محيطة بها ولا بإقامة مجال جوي فوقها.
ونشر البنتاجون الأسبوع الماضي صورا التقطت عبر الأقمار الاصطناعية تظهر أن بكين تعمل بشكل مكثف على ردم جروف مرجانية تحولها إلى موانئ ومنشآت أخرى بينها مدرج هبوط يجري بناؤه حاليا وقد ارتفعت المساحة التي يمكن استخدامها خلال سنة من 200 إلى 800 هكتار.
ويعتزم كيري التشديد خلال لقاءاته في بكين ولاسيما مع نظيره الصيني وانغ يي اليوم السبت والرئيس شي جينبينغ الأحد على "العواقب السلبية جدا بالنسبة لصورة الصين ولعلاقاتها مع جيرانها وللاستقرار الإقليمي وربما للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة" جراء هذه الأنشطة، وفق ما أفادت أوساط وزير الخارجية.
وقال مسؤول مقرب من كيري إن وزير الخارجية "لن يدع أي شك لدى محاوريه الصينيين حول تصميم الولايات المتحدة على الحفاظ على حرية الملاحة" في المنطقة.
والإدارة الأمريكية على قناعة متزايدة بوجوب توجيه إشارة واضحة إلى بكين حول أرخبيل سبراتليز والجزر الأخرى التي تطالب بها الصين مع ضرورة درس حجم عملياتها البحرية لتفادي نشوب أزمة كبرى.
ويشير المسؤولون الأمريكيون إلى أن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار التي لم تبرمها واشنطن لا تنطبق سوى على الجزر الطبيعية.
وتدافع بكين عن موقفها متهمة واشنطن بـ"نفاق يكاد يكون مفضوحا" بحسب تعليق أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية مؤخرا.
ورأت الوكالة أنه "ليس لواشنطن أي حق في الإشارة بأصبع الاتهام إلى بكين"، معتبرة أن هذه القضية ليست سوى "ذريعة للإبقاء على وجودها المهيمن في المنطقة".