أكدت وكالة أسوشيتد برس الأميركية، أن عبد الفتاح السيسي - رئيس النظام المصري - تعرض لانتقادات كثيرة خلال الأسابيع الأخيرة في مصر، موضحة أن شهر عسل السيسي في السلطة قد انتهى.

وأشارت "أسوشيتدبرس" في تقرير لها، إلى أن تزايد النقد يشير إلى أن هالة "الرجل الذي أنقذ الأمة من حكم الإخوان" بدأت تتلاشى، وتتم الاستعاضة عنها بصورة الرجل المكافح من أجل إصلاح الاقتصاد، ووقف انتهاكات الشرطة أو قمع المعارضة.

وكان الخطاب الذي ألقاه السيسي مؤخرا وبدا فيه غاضبا ومحبطا، مثار تندر واسع، ليس في مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل في أجهزة الإعلام التي ساعدته في اعتلاء كرسي السلطة.

وتوضح الوكالة أنه منذ نحو عامين رأت وسائل الإعلام والسياسيون والزعماء الدينيون أن أي رسالة انتقاد للسيسي أو حكومته أو الأجهزة الأمنية تُعَدُّ خيانة وتقويضًا للأمن.

وتلفت الوكالة النظر إلى أن السيسي اتخذ موضع البطل في وسائل الإعلام، حين كان قائدًا عسكريًّا في يوليو 2013، وأطاح بالرئيس محمد مرسي، بعد الاحتجاجات الواسعة ضد هيمنة جماعة الإخوان على الحياة السياسية.

ومنذ ذلك الحين، اتخذ السيسي إجراءات صارمة فاعتقل آلاف الإسلاميين، بخلاف آلاف القتلى والجرحى، وقمع ناشطين ينادون بالديمقراطية ممن أذكوا ثورة يناير 2011 ضد الرئيس حسني مبارك.

ولفت ناشطون بمجال حقوق الإنسان النظر إلى حملات التعذيب والاعتقالات السرية التي تشنها الشرطة على نطاق واسع.

وتلفت الوكالة إلى أن أبرز الإخفاقات الأمنية كانت إسقاط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء، وإلقاء اللوم على الإرهابيين، موضحة أن رفض الحكومة الاعتراف بالخطأ أثار الانتقادات، وكان الهجوم ضربة لصناعة السياحة في مصر؛ مما أدى لانهيار الاقتصاد بشكل كبير.

وأضافت وكالة الأنباء الأميركية، أن ثقافة استغلال السلطة من طرف قوى الأمن ربما أوصلت حكومة السيسي إلى حد الفضيحة الدولية، مشيرة إلى حادثة اختفاء طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني يوم 25 من يناير الماضي، الذي عُثر عليه لاحقاً مقتولا وعلى جثته آثار تعذيب.

وترى الوكالة أن صورة الحكومة تضرَّرت بسبب سلسلة الأحكام القضائية التي يُنظَر إليها على أنها ظالمة، آخرها الحكم على كاتب شاب بسبب رواية أدبية، وهو ما لم يحدث في عهد مرسي أو مبارك، وقد أغضب هذا الحكم عددًا من الفنانين والمثقفين الذين دعموا السيسي في السابق خوفًا من الإخوان.

وتقول الوكالة إن الانتقادات الأكثر جرأة ظهرت من المذيعة التليفزيونية عزة الحناوي، بالإضافة إلى الأوساط السياسية التي ظلت صامتة لفترة طويلة.
     /أ.ع