

تتجه الأنظار مساء اليوم إلى حراس المرمى الأربعة في الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب، حيث تتوقف آمال المنتخبات وطموحات جماهيرها بشكل كبير على يقظة حراس العرين، في مواجهات مصيرية لا تقبل القسمة على اثنين، ويكون فيها الخطأ ممنوعًا والتفاصيل الصغيرة قادرة على تغيير مسار مباراة كاملة. ومع التقارب الفني الكبير بين المنتخبات الأربعة، يصبح دور حراس المرمى محوريًا وحاسمًا في تحديد هوية طرفي المباراة النهائية، المقرر إقامتها على ملعب لوسيل المونديالي يوم الخميس المقبل.
وفي مثل هذه الأدوار الإقصائية، غالبًا ما تتحول الأضواء من صانعي الأهداف إلى حراس المرمى، الذين يتحملون عبئًا نفسيًا وفنيًا كبيرًا، خصوصًا في المباريات التي تُحسم بلقطة واحدة، أو بركلة ثابتة، أو حتى بركلات الترجيح. ولذلك، فإن جاهزية الحراس الأربعة وقدرتهم على التعامل مع الضغط الجماهيري والذهن الصافي ستكون عنصرًا فارقًا في رسم ملامح المشهد الختامي للبطولة.
مهدي بنعبيد
يعوّل المنتخب المغربي كثيرًا على حارسه مهدي بنعبيد، الذي يقدم واحدة من أفضل بطولاته مع أسود الأطلس، بعدما شكّل عنصر أمان واضح في الخط الخلفي. واستقبل المنتخب المغربي هدفًا وحيدًا فقط طوال مشواره في البطولة، كان في المباراة الأولى أمام جزر القمر، بينما حافظ بنعبيد على نظافة شباكه في باقي المباريات، سواء أمام عُمان التي انتهت بالتعادل السلبي، أو في الفوز على السعودية بهدف دون رد، ثم تكرار النتيجة ذاتها أمام سوريا في ربع النهائي. ويعكس هذا الأداء الانسجام الكبير بين الحارس وخط الدفاع، إضافة إلى تمركزه الجيد وقدرته على قراءة الهجمات والتدخل في اللحظات الحاسمة، ما يجعله أحد أبرز مفاتيح القوة في صفوف المنتخب المغربي.
يزيد أبو ليلى
من جانبه، يبرز يزيد أبو ليلى كأحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة المنتخب الأردني، وأحد أبرز الحراس في القارة الآسيوية، لما يمتلكه من خبرة طويلة وشخصية قوية داخل الملعب. ولم تهتز شباك النشامى سوى مرتين فقط خلال البطولة، في مباراتي الإمارات والكويت، بينما نجح المنتخب في الحفاظ على نظافة شباكه في مواجهات صعبة، أبرزها أمام العراق في ربع النهائي. وفي تلك المباراة، كان أبو ليلى نجم اللقاء دون منازع، بعدما تصدى لعدة فرص محققة، ليقود الأردن للفوز بهدف دون رد، ويحصد جائزة أفضل لاعب، مؤكدًا مرة أخرى قدرته على الظهور في المواعيد الكبرى وتحمل ضغط المباريات الإقصائية.
نواف العقيدي
يراهن المنتخب السعودي على خبرة حارسه نواف العقيدي وسرعة ردّة فعله العالية، في مواجهة واحدة من أقوى الخطوط الهجومية في البطولة، ممثلة في المنتخب الأردني، الذي يضم هداف البطولة حتى الآن علي علوان، إلى جانب محمود مرضي. ويُدرك المدرب الفرنسي هيرفي رينارد أن مهمة الوصول إلى النهائي لن تكون سهلة، ولذلك يعلّق آمالًا كبيرة على تماسك الخط الخلفي ويقظة الحارس، رغم أن شباك الأخضر استقبلت أهدافًا في جميع مباريات البطولة. ومع ذلك، يبقى العقيدي عنصر ثقة في صفوف المنتخب السعودي، لما يمتلكه من قدرة على التعامل مع الكرات الصعبة والتصدي في اللحظات الحرجة.
حمد المقبالي
أما المنتخب الإماراتي، فيضع ثقته الكاملة في حارسه حمد المقبالي، الذي خطف الأضواء في مواجهة الجزائر الأخيرة، وكان أحد أبرز أسباب تأهل الأبيض إلى نصف النهائي. ولم يقتصر تألقه على ركلات الترجيح، حيث تصدى لركلتي جزاء حاسمتين، بل امتد إلى إنقاذ فرص محققة خلال الوقتين الأصلي والإضافي، أبرزها تصدٍ حاسم في الدقيقة 120 كاد أن يحرم الإمارات من التأهل. ورغم أن شباك الأبيض اهتزت في جميع مبارياته السابقة، فإن المقبالي أثبت قدرته على الارتقاء بمستواه في اللحظات الحاسمة، ليبقى أحد أهم أوراق المنتخب الإماراتي في سباق الوصول إلى النهائي.لا تتحمل أخطاء
بين طموحات جماهير تتطلع للفرح، وضغط مباريات لا تحتمل الأخطاء، سيكون حراس المرمى الأربعة على موعد مع اختبارات صعبة، قد تجعل منهم أبطال الأمسية، أو عنوانًا بارزًا لنتائج نصف النهائي، في بطولة يبدو أن كلمة الحسم فيها ستكون للتفاصيل الصغيرة ولمسة الحارس الأخيرة، وهي بطولة كأس العرب التي تقام في اجواء استثنائية ورائعة ولا ننسى أن البطولة الماضية عندما حققت الجزائر اللقب كان لحارس المرمى رايس مبولحي دور كبير في قيادة الخضر لحصد اللقب العربي.