

استعرض خبراء التعليم في مؤسسة قطر نماذج التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والمدارس في مختلف أنحاء العالم، عبر مشاركتهم في تأليف كتاب جديد صدر بعنوان «نماذج التعاون بين التعليم الجامعي والمدرسي خلال الجائحة».
يتناول الكتاب الذي صدر باللغتين الإنجليزية والإسبانية هذه النماذج التي ازدادت بشكل ملحوظ خلال جائحة «كوفيد-19» لاستكشاف أثرها والدروس المُستفادة منها، من أجل بناء مستقبل تعليمي أفضل.
فمنذ إصداره في 5 أكتوبر الحالي جرى تحميل 12000 نسخة منه عبر الإنترنت خلال الـ 24 ساعة الأولى على إصداره. وتجاوز تحميل النسخة الإنجليزية الـ 31 ألف نسخة حتى الآن، ومن المنتظر إصداره قريبًا بلغات أخرى، بما في ذلك العربية والفيتنامية.
وقد وصف فرانسيسكو مارموليجو، رئيس التعليم العالي في مؤسسة قطر، الذي شارك في تحرير الكتاب إلى جانب فيرناندو ريمرز من جامعة هارفارد، الجائحة بالفرصة الثمينة لتعزيز التعاون بين الجامعات والمدارس، والتصدي للتحديات القائمة نتيجة عمل القطاعين بمعزل عن بعضهما البعض، وبحث سبل حلّها.
وقال مارموليجو:»سلط الكتاب الضوء على الدروس المستفادة من تجارب القطاع التعليمي أثناء الجائحة، ومن خلال دراسة نماذج عمليّة لأمثلة عن هذا التعاون من قطر، إلى جانب 15 دولة أخرى.
وتضم تلك النماذج علاقات التعاون بين الجامعات والمدارس التي كانت قائمة بالفعل قبل الجائحة، وأخرى تم استحداثها بدافع التصدي للأزمة».
وأضاف مارموليجو: «شرعت الجامعات في التواصل مع المدارس لدعمها أثناء استمرارها في التعليم عن بُعد. واستفادت تلك الجامعات في الوقت ذاته باكتساب خبرات من المدارس، ما أسهم في إثراء التجربة التعليمية لطلابها. وقد أكد هذا التعاون ثنائي الاتجاه على المزايا الإيجابية لإزالة الحواجز التي تفصل المؤسسات التعليمية عن بعضها البعض».
وشارك إلى جانب مارموليجو من مؤسسة قطر كلّ من: بثينة علي النعيمي، رئيس التعليم ما قبل الجامعي؛ وهند زينل المدير التنفيذي للإدارة والاستراتيجية والشراكات في قطاع التعليم العالي؛ في كتابة فصل خاص، استعرضوا من خلاله منظومة التعليم بمؤسسة قطر والتي تُعد نموذجًا فريدًا من نوعه على مستوى العالم، يضم تحت مظلته نظاما تعليميا متكاملا، بدءًا من مرحلة رياض الأطفال، ووصولاً إلى تعليم ما بعد الدكتوراه.
أشار مارموليجو إلى الاستنتاجات الرئيسية التي توصل إليها الكتاب من خلال دراسة النماذج التي تناولها، وهي أن التعاون المتبادل بين الجامعات والمدارس يصب في مصلحة الطلاب؛ وأنه من الضروري أن نواصل دراسة تلك الأنماط من التعاون، من أجل تحديد أفضل الممارسات التي يمكن أن تأخذها المؤسسات التعليمية حول العالم بعين الاعتبار؛ وأن القدرات البحثية داخل الجامعات يمكن استخدامها بشكل أكثر فاعلية لصالح تطوير التعليم على مستويات عديدة.
وأضاف: «تطوع طلاب جامعاتنا في مؤسسة قطر للمشاركة في أنشطة بالمدارس الثانوية والابتدائية، وكان لذلك أثر جلي على تطوير خبراتهم، بل وأضاف لمهاراتهم كأفراد وهم في طور الاستعداد للانطلاق في الحياة العملية، وكانت تلك هي نتيجة التعاون.