الكواري:القطاع الخاص يساهم في النهوض بالحركة الثقافية

alarab
محليات 15 أكتوبر 2014 , 09:12م
الدوحة - قنا
قال سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث إن القطاع الخاص في دولة قطر يساهم بشكل كبير في النهوض بالحركة الثقافية في الدولة، واصفا الأمر بأنه "ظاهرة صحية وممتازة ينبغي لها أن تتطور"، معتبرا أن الثقافة لا تقوم فقط أو تقتصر على الجهد الحكومي، بل ينبغي على القطاع الخاص أن يقوم بدوره كذلك.
وأعرب سعادة الدكتور الكواري عن سعادته بتطور الوعي لدى القطاع الخاص بأهمية الثقافة بكل مفرداتها وخصوصا في الفن التشكيلي، لافتا إلى أن ظاهرة المعارض الخاصة تطورت بشكل لافت في الفترة الأخيرة، خاصة أنها أصبحت ذات طابع عالمي ولم تعد تقتصر على تقديم الإنتاج المحلي فحسب.
وأضاف سعادته في تصريح أدلى به على هامش افتتاحه معرض الفنان الكولومبي العالمي فرناندو بوتيرو الذي يحتضنه "جاليري أنيما" باللؤلؤة، أن العديد من الفنانين في العالم يحرصون على تقديم أعمالهم في الدوحة والتي بطبيعة الحال تحظى بإقبال شديد، ..مشيرا في هذا الشأن إلى المعرض والمزاد الكبير الذي نظمته /سوذيبيز / بمركز كتارا للفن في الثالث عشر من أكتوبر الجاري والذي حقق أرقاما كبيرة.
وتقدم الدكتور الكواري بشكره للسيدة غادة الشولي، مديرة /جاليري أنيما / لتقديمها هذا المعرض الكبير من كولومبيا، وهو ما اعتبره سعادة الوزير أمرا سيشكل دفعا قويا للاهتمام بالثقافة والفنون في البلد خصوصا مع تزايد الإقبال على مثل هذه المعارض سواء من قبل المواطنين أو المقيمين.
وبدورها، تقدمت السيدة الشولي، بالشكر الجزيل لسعادة الدكتور حمد عبد العزيز الكواري على رعايته للثقافة وللفن في دولة قطر، وتقديمه كافة الدعم لتعزيز الحركة الفنية في الدولة .
وعن معرض الفنان الكولومبي بوتيرو، أوضحت مديرة /جاليري أنيما/ أن تنظيم هذا المعرض استغرق عاما ونصف العام، معتبرة أن معرض بوتيرو يعد امتدادا لتجربة الجاليري في استضافة تجارب عالمية وتنظيم معارض نوعية، ومساهمة منه في الحراك الإبداعي والنهضة الفنية التي تتمتع بها دولة قطر.
وأكدت الشولي على حرص الجاليري على اختيار أعمال تتضمن تجارب متعددة في معالجة موضوعات مثل سلسلة أعمال الجاليري عن السيرك والمهرجين وسلسلة أعماله عن مصارعي الثيران، والجياد والطبيعة، مما يعطي /جاليري أنيما / صفة الشمول والتنوع.
يذكر أن /جاليري أنيما / الذي تأسس منذ عامين في اللؤلؤة، استطاع أن يصبح جزءا من المشهد الثقافي القطري، ويساهم ضمن القطاع الخاص في دولة قطر في رسالة التنمية الثقافية التي تشهدها الدولة، وذلك من خلال نجاحه في استقطاب معارض وأعمال لكبار الفنانين العالميين المعاصرين، وعرض أعمال كبار المبدعين التشكيليين القطريين لجمهور الفن في الدولة .
ويشتمل معرض الفنان الكولومبي الذي يحتضنه الجاليري على منتخبات من أعمال فرناندو بوتيرو تمتد من عام 2008 إلى عام 2014، حيث يضم منحوتات ورسومات ومجسمات، تعكس ملامح أساسية ومهمة لتجربة الفنان.
وتجمع رسومات بوتيرو بين حيوية الألوان وخصوصية الأشكال وروح السخرية والنقد والأبعاد الإنسانية والأصالة التي تقدم بساطة المعالجة وعمق المضمون وإنسانيته.
واستطاع بوتيرو أن يعزز موقعه في صدارة المشهد الفني العالمي المعاصر من خلال أسلوبه المميز الذي يجمع بين البساطة والعمق، فصارت أعماله من كلاسيكيات الفن المعاصر، تحرص المتاحف الكبرى على اقتناء أعماله، وضمها إلى مقتنياتها المميزة من أعمال المبدعين المعاصرين والكلاسيكيين.
الجدير بالذكر أن فرناندو بوتيرو هو رسام ونحات كولومبي ولد عام 1932، في مدينة ميديلين في إقليم"أنتيوكويا "، ويقول عن الفن "لطالما ظننت أن الفن يمكّن الإنسان من التخلص مما في الحياة من قسوة ووحشية، ويؤمن له ملاذا للجمال والصفاء".
عاش بوتيرو متنقلا بين حواضر العالم الكبرى في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وفي عام 1970، عرضت لوحاته في خمسة متاحف في ألمانيا، وفي أواخر تسعينيات القرن الماضي أبدع الفنان مجموعة من اللوحات صور فيها الخراب والدمار الذي حل بوطنه كولومبيا، والعذاب الذي لاقاه أهل بلده.. أثناء حروب منتجي المخدرات.
وفي العام 2006 تحول الفنان بوتيرو عن موضوعاته المألوفة، إلى إبداع أكثر من خمسين لوحة شديدة التأثير لسجن "أبو غريب"، شكلت هزة كبرى للضمير العالمي.