10000 زائر لـ«محمية الدوسري» في عطلة العيد

alarab
محليات 15 سبتمبر 2016 , 06:39م
الدوحة - محمود مختار
واصلت محمية الدوسري الطبيعية تفردها في استقطابها العدد الأكبر من المواطنين والمقيمين الذين توافدوا لزيارتها في عطلة عيد الأضحى المبارك، للاستمتاع ببرامج الاحتفالات التي أعدتها بالمجان.

وأكد السيد محمد الدوسري، صاحب المحمية ، لـ«العرب»، أن المحمية استقطبت 10 آلاف زائر خلال عطلة العيد رغم حرارة الجو، مضيفاً أن المحمية تفتح أبوابها لاستقبال المحتفلين بالعيد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة، وأنها خصصت برنامجاً ثرياً للفعاليات في هذه المناسبة.

قال المواطن محمد الدوسري صاحب محمية الدوسري "إن المحمية توفر لزائريها فرصة مشاهدة الحيوانات على الطبيعة، وزيارة بحيرة السمك، وركوب الحيوانات ومشاهدة الأقسام المختلفة للطيور والحيوانات البرية المحنطة والتراث وحيوانات الحديقة ومن ضمنها الأسد والفهد والضباع والذئب العربي والقرود وطيور الزينة.

وأضاف أن المهرجانات والفعاليات بالمحمية بمناسبة عيد الأضحى المبارك تبدأ من الساعة الرابعة عصراً حتى التاسعة مساء يومياً، لافتاً إلى وجود مهرجان سياحي وبيئي وأنشطة مختلفة ومسابقة للمصورين، ويشارك فيها عدد كبير من الفنانين من أبناء الجاليات المقيمة بالدوحة، مشيراً إلى أن الجالية الهندية تقوم بعمل مشروع داخل المحمية يسمى مشروع «إنتاج الخضراوات العضوية» ويهدف إلى إنتاج الخضراوات الطبيعية التي لا تحتاج إلى كيماويات، ويأتي المشروع حرصاً من الجمعية على مد السوق القطرية بالخضراوات الطبيعية.

وتابع الدوسري: إن المحمية حريصة على التجديد والتطوير دائماً لإدخال السعادة والفرحة داخل قلوب المعيدين؛ حيث توجد مهرجانات للفنون الشعبية وفي مقدمتها فرقة اسمها «ليالي حران» كما توجد فرقة تشكيلية أجنبية أخرى بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة، بجانب عروض للألعاب الخطيرة، مضيفاً أنه تم تجديد المحمية بالمسطحات الخضراء وزيادة منطقة السفاري للزوار بالإضافة للمتحف الذي تم تجديد بعض الأقسام فيه لخدمة المواطنين والمقيمين من الزوار.

وأشار الدوسري إلى أنه يوجد تنسيق دائم مع الجهات الرسمية بالدولة سواء إدارة المرور أو الإسعاف والدفاع المدني، لتأمين الزوار وإسعادهم دون وجود أي إشكالية، مضيفاً أن المحمية دائماً تسعى إلى تحقيق الأفضل رغم أنها تعتمد على الجهود الشخصية، كاشفاً عن تدشين قسم خاص لكبار الشخصيات وعوائلهم، وآخر للمخيمات مزود بالمظلات والأكواخ الإفريقية، ما شجَّع الكثير من الأسر على إقامة الولائم وسط جلسات القهوة والشاي، كما تمت توسعة المسرح.

وقال: إن المحمية شهدت في أول أيام العيد استعراضات فلكلورية أقامتها جاليات مختلفة، فضلاً عن العروض بالمسرح الذي شهد هذا العام أيضاً توسعة، ما يسمح باستقبال 40 شخصاً، ممن يرغبون في تنظيم عروض أو حفلات أعراس أو حفلات تكريم للشركات والجمعيات والأفراد، ومختلف الحفلات مجاناً.

وتابع: إن محمية الدوسري استثمار خاص ورغم ذلك حافظت المحمية على صيتها ومكانتها بين مختلف الفعاليات التي تزين الدوحة في إجازة العيد وعلى مدار أيام السنة، مضيفاً أن حرارة الجو لم تمنع آلاف الجماهير من عشاق الحيوانات البرية والطيور من البقاء أوفياء لقبلتهم التي عشقوها، فلم يجدوا متعة أفضل من قضاء ساعات العيد الأولى في محمية الدوسري.

وأشار إلى أنه ينفق على المحمية قرابة 3 ملايين ريال سنوياً، لشراء الحيوانات ورعايتها ودفع أجور العاملين، متمنياً الدعم من الجهات المسؤولة بالدولة من أجل استمرار مسيرة التطوير أكثر وأكثر.
وذكر "الدوسري" أن المحمية تستقبل ما يقارب 170 ألف زائر سنوياً، ويتراوح متوسط عدد الزوار بين 4 إلى 5 آلاف زائر يومياً خلال العطلات والاحتفالات، لافتاً إلى أن المحمية تستقبل كبار الشخصيات والوفود الهامة على مستوى العالم الزائرة لدولة قطر، وتقدم لهم كل الخدمات مجاناً كما تنظم مسابقات وأنشطة توعوية مختلفة للجمهور.

من ناحيته، قال راشد عبدالعزيز أحد زوار المحمية الذي التقت به «العرب» مع عائلته: "إنه فضَّل قضاء إجازة العيد هذه السنة بالدوحة للاستمتاع بأجوائها المختلفة والمبهجة، وزيارة محمية الدوسري التي تميزت على مستوى أماكن الترفيه في منطقة الخليج العربي ببرامجها المتنوعة وكرم ضيافتها، فهي تقدم حفلات ومهرجانات تسعد الكبار والصغار".

وأوضح أن الشعب القطري يميل أكثر إلى الأشياء التراثية والاحتفاظ بعادات وتقاليد الأجداد، والمحمية تقدم بشكل كبير كل ما هو ينتمي إلى عادات القطريين القديمة، وهذا من أكثر ما يميزها، بل ويجلب إليها كافة الخليجين، مؤكداً أن صاحب المحمية يستحق الدعم الكافي لما يفعله من أجل قطر.

من جهته أوضح الزائر عمرو يوسف "مصري الجنسية" أن محمية الدوسري تشكِّل له طابعاً خاصاً، لما تقدمه من احتفالات قيمة وبالمجان، وأنه حريص على زيارتها خلال العطلات الرسمية والأعياد، الأمر الذي يسعد جميع الأسر المقيمة، مضيفاً أن المحمية تعد فريدة من نوعها بقطر ودول مجلس التعاون.
وأضاف أن صاحب المحمية ينظِّم مسابقات واحتفالات كل يوم جمعة بخلاف أيام العيد، وتكون الجوائز قيمة وثمينة، وفي آخر مسابقة قبل العيد حصل الفائز على رحلة عمرة مجانية على نفقة صاحب المحمية الذي يجتهد وينفق من ماله الخاص لإسعادنا، مؤكداً أن المحمية تعمل على توطيد العلاقات والأواصر الأخوية بين القطريين وأبناء الجاليات الأخرى.

وذكر "يوسف" أن الغالبية من أبناء الجاليات تحافظ على الحضور الدائم للمحمية لمشاهدة الحيوانات البرية على طبيعتها، وسط أجواء تراثية من أجل التنزه وقضاء أوقات من البهجة بعيداً عن الروتين.

وبدوره قال أحد أبناء الجالية السودانية: نأتي دائماً لزيارة محمية الدوسري؛ لأنها تذكرنا بالسودان حيث نقوم بذبح الخرفان وإعداد الطعام، فهي تمثِّل لنا جزءاً كبيراً في حياتنا، وأوضح أن صاحب المحمية لم يدخر جهداً في إسعاد مختلف الجاليات، والجالية السودانية من أكثر الجاليات التي تحرص على التواجد باستمرار في المحمية، مشيراً إلى أن "الدوسري" حرص على تجميع العديد من الحيوانات من كل بلدان العالم، لإسعاد الزائرين.

وكانت فكرة إنشاء المحمية قد راودت صاحبها المواطن محمد الدوسري الذي درس علوم الطيران في بريطانيا والنمسا، تخصص دراسة إلكترونية، وحصل على رخصة طيران مدني، والذي استغل كفاءته وموهبته في الطيران للقيام برحلات للقنص بحثاً عن الحيوانات البرية وإجراء فحوصات لها واستخراج الأوراق ونقلها إلى قطر والسعودية.

وابتداء من سنة 1980، قام الدوسري بجمع بعض الحيوانات والطيور البرية من غزلان ونعام وبعض الحيوانات البرية القطرية، وفي سنة 1988 بدأ في السفر إلى عدد من الدول الإفريقية والآسيوية والأوروبية في رحلات صيد تم خلالها جمع عدد من الحيوانات والطيور التي تمت إضافتها إلى أقسام المحمية المختلفة، ويتم تنظيم رحلات صيد سنوية إلى إحدى الدول الإفريقية مثل السودان وتنزانيا وكينيا، أو آسيوية كالهند وباكستان، لصيد الغزلان والحيوانات والطيور البرية، قبل وضعها في محجر ومراقبتها لمدة شهر، ثم نقلها إلى المحمية بعد استخراج التصاريح الخاصة بها.

أ.س