فاطمة الغزال لـ «العرب»: الأمل معقود على جيل جديد يتخلى عن الحساسية الموروثة تجاه المرأة
            
          
 
           
          
            
                 حوارات 
                 15  يونيو  2011 , 12:00ص  
            
            
           
          
            
              الدوحة - رشيد يلوح
            
           
            
          
            كانت انتخابات البلدي الماضية مناسبة جيدة تعرف فيها المجتمع القطري على طاقات نسائية فاعلة فرضت نفسها للمساهمة في خدمة المجتمع وبناء الدولة، الأستاذة فاطمة يوسف الغزال من هذه الطاقات التي تعرف عليها المواطن القطري من خلال برنامجها التواصلي.
لم تكسب فاطمة يوسف الغزال معركة انتخابات البلدي، لكنها كسبت معركة التواصل مع المجتمع القطري والتعرف أكثر على قضاياه، وتقديم صورة المرأة القطرية التي تخدم قضايا بلادها وتساهم في تنمية مجتمعها.
فاطمة يوسف الغزال هي مديرة مدرسة متقاعدة، حصلت على بكالوريوس تربية/ إسلامي، عربي، عام 1990م، تدرجت عبر عدة وظائف، منها: مدرسة ووكيلة ومديرة مدرسة، ثم عضوة في تقييم الأداء الدراسي. شاركت فاطمة في مجموعة من الدورات والأنشطة والمناسبات العلمية والاجتماعية والرياضية. 
وللتعرف أكثر على مواقف وأفكار الأستاذة فاطمة بعد محطة البلدي، أجرت معها «العرب» هذا الحوار.
¶ كيف ترسخت عندك قناعة المشاركة في انتخابات البلدي؟
- تولدت وترسخت لدي قناعة المشاركة من عدة اعتبارات، أولها أن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر أتاحا للمرأة القطرية المشاركة والقيام بأدوار مختلفة من دون تمييز، ومن ثم يتعين على المرأة القطرية أن تثبت حسن الظن بها، وأن تبادر إلى تحمل مسؤولياتها الطبيعية في المجتمع، وعليها أيضا أن تبادر إلى تحويل مواد في الدستور القطري تعترف للمرأة بحقوقها إلى واقع وإلى شراكة ومسؤولية وطنية.
وثانيها: أن العمل البلدي والاعتناء بشؤونه ليس حكرا على الرجال بأي حال من الأحوال، بل إن عطاء المرأة يمكن أن يتزايد ويرتقي ويحقق أشياء كثيرة.
وثالثها: أن وطني قطر يحتاج مني ومن غيري إلى بذل الجهد وإلى دق كل أبواب مجالات المشاركة الوطنية المسؤولة.
ورابعها: القبول بخوض التحدي بكل احتمالاته، بما فيه من احتمالات الفوز واحتمالات الهزيمة حتى يتسنى للمرء قراءة الواقع واستيعابه وفهمه.
¶ ما آثار وانعكاسات هذه التجربة على علاقاتك؟
- بلا شك أحدثت تجربة خوضي انتخابات المجلس البلدي حراكا في علاقاتي الاجتماعية، خاصة بين أهل دائرتي، وفتحت أمامي المجال لكي أخرج إلى دائرة أوسع، وقد استفدت من ذلك الكثير.
تعرفت على أناس جدد، وخاطبت جمهورا أكثر سعة، وقمت بشرح برنامجي الانتخابي داخل دائرتي، ومن ثم فقد سقطت الحواجز الوهمية التي كانت تجعل من المرأة مجرد مخلوق معزول، لقد تحدثت إلى كثيرات من أهل دائرتي، ووجدت منهن الاستجابة، واكتسبت صديقات جديدات والحمد لله.
¶ على ضوء تجربتك كيف تنظرين الآن إلى مستقبل المرأة الفاعلة؟
- إذا كانت المرأة القطرية قد احتفظت بمقعد وحيد في المجلس البلدي، إضافة إلى المتغيرات الموجودة في المجتمع، فلا شك بأنها سوف تتحقق أشياء جديدة في الغد.
والذي لم يقتنع بعد بأن المرأة القطرية طاقة عظيمة ينبغي الاعتماد عليها والإفادة منها، سوف يقتنع في الغد، ومن ثم علينا المشاركة، وعلى المرأة القطرية ألا تيأس لمجرد أن الحظ لم يحالفها مرة أو مرتين أو حتى عشر مرات، وأنا أدرك أن عدم الفوز يصاحبه عادة المرارة، ولكن الإصرار على تحقيق الهدف يخفف من هذه المرارة.
وأضيف أن عدد المثقفين في مجتمعنا في تزايد مستمر، والأمل معقود على جيل جديد سوف يتخلى بلا شك عن هذه الحساسية الموروثة تجاه المرأة، وسوف تزداد ثقته بها، ويعطيها صوته استنادا إلى معيار الكفاءة، بل إنني ما زلت لا أستبعد أن يرشح الرجال شقيقاتهم النساء، طالما توفرت للمرأة الكفاءة والقدرة على أن تلعب دورها باقتدار وإتقان وإخلاص وصدق.
¶  هل لديك اقتراحات بشأن القانون التنظيمي للانتخابات ؟
- أنا لا أطالب بكوتا للمرأة، كما أتلمس من سؤالك، لأنه من الصعب أن نفرض مرشحة امرأة على دائرة من الدوائر على زميل رجل فاز وحصل على أعلى الأصوات في أية دائرة من الدوائر، فأنا لا أنحاز لجنسي، ولكني في ذات الوقت أنشد فرصا للمرأة، لأنه من غير المناسب أن يتم تهميشها طول الوقت، خاصة أن المرأة القطرية أظهرت نبوغا في التعليم يؤكد على قدراتها، ويبشر بأن في استطاعتها إنجاز الكثير، وخوض الكثير من التحديات.
ولكني في نفس الوقت أقترح مجالا آخر لتفعيل دور المرأة، ويمكن أن يحقق مشاركة أقوى للمرشحة التي لم يحالفها الحظ بالفوز، مثل أن يتم اختيار عدد من المرشحات غير الفائزات ليتم تعيينهن في مكتب المجلس، ويشاركن في الجلسات باعتبارهن عضوات متساويات في الحقوق والواجبات مع بقية الأعضاء، ولكنهن لا يمثلن دوائر بعينها، بل فقط يشاركن في اقتراح ومناقشة موضوعات المجلس البلدي ذات الصبغة العامة والتي لا تخص دائرة بعينها، ويتوزعن على اللجان المختلفة التابعة للمجلس البلدي، فبهذه الطريقة سوف نتيح للمرأة القطرية دورا طالما أن العادات والتقاليد ما زالت تحول دون أداء هذا الدور. أما من حيث العملية الانتخابية، فإنه لا شك في نزاهتها والقواعد المنظمة لها، ونحن جميعا نفتخر بسلامة الانتخابات البلدية في بلدنا، ونحن باعتبارنا قطريين حريصون جميعا على أداء انتخابي نظيف، لأن ذلك في مصلحة وطننا ومصلحتنا جميعا.