في اليوم العالمي للفن.. قطر تحتضن الفنون وترسّخ الهوية الوطنية

alarab
محليات 15 أبريل 2021 , 01:12ص
الدوحة - قنا

الفنان حسن الملا: مشتركات فنية عربية وإسلامية إلى جانب خصوصية الفن القطري
الفنان سلمان المالك: الفنون البصرية ارتبطت بالأرض والموروث الشعبي في البر والبحر

تحظى الفنون البصرية باهتمام دولة قطر؛ لما لها من دور حضاري في الارتقاء بالمجتمع وإذكاء الوعي الثقافي، فتتضافر جهود المؤسسات المعنية بالفنون سواء الأكاديمية أو الثقافية، ليكون الفن في قطر معبراً عن هويته الذاتية والتي تعتبر جزءاً رئيسياً من منظومة الحضارة الإسلامية.
وأكد السيد حمد العذبة المنسق العام لفعالية الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، اهتمام فعاليات الاستضافة بتعزيز الفنون، خاصة الفنون الإسلامية التي تعبر عن الهوية الثقافية للفنون في قطر.
وأوضح في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية «قنا» بمناسبة اليوم العالمي للفن، الذي يوافق الخامس عشر من أبريل من كل عام، احتضان العاصمة لكثير من الفعاليات والمعارض الفنية التي ترسخ الهوية الثقافية لدولة قطر خلال هذا العام، حيث سيتم تنظيم أكثر من مائة فعالية، منها العديد من الفعاليات المتعلقة بمحور الفنون بمختلف أشكالها.
وقال: «إن دولة قطر لديها اهتمام كبير بالفنون، وإن الفن له دور بارز في المشهد الثقافي القطري عبر جهود مؤسسات الدولة المختلفة سواء الثقافية أو التعليمية، أو حتى الفنانين الذي ينثرون إبداعهم الذي يظهر جمال الهوية القطرية في التشكيل والنحت والتصوير والخطوط والزخارف، مشدداً في الوقت نفسه على أنه بالرغم من وجود التنوع الثقافي في الدوحة الذي يسمح بوجود تنوع في المدارس الفنية العربية والعالمية، فإن الفن القطري يحتفظ بنسقه الثقافي وهويته الذاتية.
وأضاف أن احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي والمقامة تحت شعار» ثقافتنا نور» تبرز عبر الفعاليات الفنية التي تقيمها اللجنة العليا المنظمة للاحتفالية، من خلال الشركاء الاستراتيجيين، ومنهم متاحف قطر والمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» ومؤسسة قطر، مدى اهتمام دولة قطر بالتراث الإسلامي بشكل خاص والفنون الإسلامية بشكل عام، وهو ما يبدو في متحف الفن الإسلامي الذي تتوفر فيه قطع أثرية وأخرى تاريخية إسلامية تتحدث عن القرون الماضية، إلى جانب تراث الدوحة المعماري مما يشكل عنصراً جمالياً يبرز جماليات معالم الدوحة التي تشكّل منارة فنية.
وشدد العذبة على أن إلغاء الفعاليات الجماهيرية والمعارض الفنية الواقعية لا تشكّل تحدياً كبيراً أمام اللجنة المنظمة للدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، وقال: «إن الفعاليات الفنية التي يتم تنظيمها افتراضياً، تمنحنا فرصة الوصول إلى جمهور أوسع خارج قطر للتعريف بالفنون في قطر وأهم خصائصها، حيث تتسم بالانجذاب نحو الهوية الثقافية في قطر، فنجد فنوننا العربية متجذرة في الفنون الحديثة، فنجد الخط العربي والزخارف والحروفيات وغيرها، بل إن بعض الفنانين القطريين لهم أسلوبهم الخاص وأدواتهم الخاصة».
وحول البعد التاريخي في الفنون عن المسلمين أكد السيد علي عفيفي علي غازي الباحث في التاريخ، أن الخط العربي يعتبر جوهر الفنون الإسلامية زمانياً؛ لأنه يمثل الأساس الذي قامت عليه الفنون الإسلامية لأكثر من 14 قرناً، وتمحورت حوله باقي الفنون كالزخرفة والتذهيب والرقش والتجليد وغيرها من الفنون، كما يمثل جوهر الفنون الإسلامية مكانياً؛ لأنه يشكّل مجالات الفن الإسلامي في صورة تميز وحدة الأمة الإسلامية في عقيدتها وتاريخها وعلومها وفنونها على امتداد رقعة العالم الإسلامي.
كما لفت إلى أن الخط العربي يمثل أيضاً جوهر الفنون الإسلامية موضوعياً؛ إذ إن نظرة المسلمين للتجسيد المادي في الرسم جعلتهم يتجهون لفن الخط العربي، الذي ارتبط بالقرآن الكريم، فأبدعوا وتفننوا فيه، واستولدوا الخطوط، حتى بلغت أنواعها أكثر من 20 نوعاً، بل إن النوع الواحد منها تفرق إلى فروع كثيرة، فمثلاً الخط الكوفي، عرفوا منه الكوفي المورق، المزهر، المربع، كوفي المصاحف، وغير ذلك، مشيراً إلى أن المسلمين استخدموا الخط في زخرفة المساجد والجوامع والمدارس والمستشفيات والقصور والأضرحة والقبور والمكتبات، وغير ذلك، فأسهم الخطاط العربي في إخراج التحف الفنية الإسلامية سواء في العمارة أو الفنون التطبيقية أو التشكيلية.
وقال الفنان القطري حسن الملا، في تصريح مماثل لـ»قنا» إن الفن القطري تأثر بالثقافة العربية والإسلامية، فنجد الحرف العربي والزخرفة العربية جاءا نتيجة تأثير الأتراك وغيرهم، إلى جانب التأثر بالأحداث في منطقتنا العربية، مما يجعل هناك مشتركات فنية عربية وإسلامية، إلى جانب خصوصية الفن القطري.
وبدوره، ثمن الفنان القطري سلمان المالك الاهتمام المحلي والدولي باليوم العالمي للفن، مؤكداً أن الفنون في قطر، ومنها الفنون البصرية، ارتبطت بالأرض والموروث الشعبي، سواء في حياة البر أو البحر، حيث يحرص الفنان القطري على تقديم الموروث الشعبي في قالب معاصر يتماشى مع معطيات الفنون الحديثة، مؤكداً أن الفنون في قطر ارتبطت ارتباطاً وثيقاً كذلك بالحضارة الإسلامية، والشواهد على ذلك نجدها في العمارة القطرية والنقوش الجصية المستوحاة من المكعبات والمنمنمات، حتى الأبواب القديمة التي استلهمت تشكيلها من الفنون الإسلامية فنجد الدوائر المستوحاة من الهلال والمربعات المستوحاة من شكل الكعبة، فالفنون الإسلامية كانت وما زالت حاضرة في الفن القطري شأن كل دول العالم الإسلامي انطلاقاً من التراث الإسلامي.
وحول الاهتمام بتعليم الفنون في قطر ومدى ارتباطها بالوجدان القطري، قال الدكتور عيسى ديبي رئيس قسم الرسم والطباعة في جامعة فرجينيا كومنولث: هناك ارتباط بالتراث والثقافة القطرية والجامعة تحاول مساعدتهم في بناء أدوات وإن اهتماماتهم الثقافية لبناء مسيرة ثقافية من خلال الفنون، مشيراً إلى أن البرنامج الدراسي يؤهل الطالب لمعرفة بداية المسيرة والبحث عن الذات، لافتاً إلى دور المجتمع الذي يحمي الهوية سواء في الفنون أو الثقافة بشكل عام، وهذا ما نجده من متاحف قطر، وتحديداً متحف قطر الوطني، إلى جانب اهتمام مطافئ (مقر الفنانين) بتقديم منح للطلاب، وتوفير استوديوهات، وإقامة فنية، مما يجعل الحفاظ على الهوية القطرية مرتكزاً أساسياً في الفنون.