فعاليات «البيئة» في مهرجان المحامل تخطف أنظار الكبار والصغار

alarab
محليات 14 ديسمبر 2025 , 01:24ص
علي العفيفي

وسط أجواء تراثية تنبض بحكايات البحر وتاريخ المحامل في الدولة، يشهد جناح وزارة البيئة والتغير المناخي في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية لعام 2025، إقبالا لافتا من الكبار والصغار الذين توافدوا يوميا لاستكشاف عالم بحري غني بالتجارب التفاعلية والمعارف البيئية المبتكرة. منذ اللحظات الأولى لافتتاح المهرجان، تحول الجناح إلى واحد من أكثر المحطات حيوية، حيث ازدحمت مساحاته التسع بالزوار الذين جذبتهم الأنشطة التوعوية، العروض التفاعلية، والورش الفنية الممتدة على شاطئ البحر وفي قلب الممرات التراثية للمهرجان.
وتوافدت العائلات بأعداد كبيرة للاستمتاع بفعاليات الوزارة التي نجحت في المزج بين التعليم والترفيه والتوعية، مقدمة للأطفال تجارب فريدة كصنع مجسمات رملية، وخوض جولات بحرية افتراضية عبر تقنية الـVR، والتعرف على كنوز البيئة البحرية القطرية بأسلوب مشوق. 
ووجد زوار جناح الوزارة من مختلف الأعمار في متحف الحياة البحرية ومجلس «أهل البحر» فرصة للعودة إلى ذاكرة البحر، والتعرف على مكوناته الحيوية، وأدوات الغوص والصيد قديما وحديثا.
ويأتي هذا الإقبال المتزايد انعكاسا لأهمية مشاركة الوزارة في المهرجان، والتي تندرج ضمن جهودها المستمرة لتعزيز الوعي البيئي وإبراز قيمة البيئة البحرية القطرية وموائلها الحساسة، إلى جانب التعريف بالجهود الوطنية في حماية الحياة البحرية وصونها بما يواكب رؤية قطر 2030.
وأتاحت المناطق التسع المخصصة للمشاركة تجربة شاملة وممتدة، صممت لتصل رسائل الوعي البيئي إلى جميع شرائح المجتمع بأسلوب مبسط وممتع ومؤثر ليخرج الزوار بمعرفة أعمق بالبيئة البحرية وبتراث قطر البحري العريق.

عبدالله الخليفي لـ «العرب»: نشر ثقافة المحافظة على الموارد البحرية بين المجتمع

أكد السيد عبدالله عيسى الخليفي، مساعد مدير إدارة الحماية البحرية في وزارة البيئة والتغير المناخي، أن مشاركة ادارة الحماية البحرية في فعاليات مهرجان كتارا للمحامل التقليدية تأتي في إطار حرصها على تعزيز الوعي البيئي ونشر ثقافة المحافظة على الموارد البحرية للدولة بين أفراد المجتمع.
وقال الخليفي في تصريح لـ «العرب»، إن مشاركة الاداره تهدف إلى تعريف الجمهور بدور الحماية البحرية في مراقبة السواحل والبيئات البحرية، ومكافحة المخالفات، وحماية الشعاب المرجانية، إلى جانب إبراز جهود الادارة في المحافظة على التنوع الأحيائي البحري ومواجهة التحديات البيئية المرتبطة بالممارسات السلبية. وأضاف أن البرنامج المقدم خلال المشاركة يتضمن ركنا توعويا وتفاعليا يعرض أدوات الصيد المسموح بها والممنوعة، ونماذج من الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى فقرات مخصصة للأطفال لزرع قيم المحافظة على البيئة البحرية، بما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

 نوف باخميس لـ «العرب»: تسليط الضوء على ثراء البيئة البحرية وتنوعها البيولوجي

أكدت السيدة نوف باخميس، رئيس قسم التوعية البيئية في وزارة البيئة والتغير المناخي، أن مشاركة الوزارة في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية تأتي للعام الثاني على التوالي، في إطار حرصها على تعزيز الوعي البيئي لدى مختلف فئات المجتمع وتسليط الضوء على ثراء البيئة البحرية القطرية وموائلها وتنوعها البيولوجي.
وقالت نوف في تصريح لـ»العرب»، إن مشاركة الوزارة تهدف إلى إبراز الجهود الوطنية في مجال حماية البيئة البحرية والحياة الفطرية، والتعريف بدور إدارة الحماية البحرية وبرامجها المتعددة، بما يتماشى مع رؤية قطر 2030 في صون الموارد الطبيعية والمحافظة على الإرث البيئي للأجيال القادمة.
متحف الحياة
وأضافت نوف أن جناح الوزارة في المهرجان يتضمن عدة مناطق تثقيفية وتفاعلية، صُممت لتقديم تجربة متكاملة للزوار، موضحة أن المنطقة الأولى هي متحف الحياة البحرية الذي يعد نقطة جذب رئيسية، ويقدم معلومات مبسطة من خلال شاشات لمس تفاعلية حول مناطق تعشيش السلاحف، ومواقع وجود قرش الحوت، والمحميات البحرية، ودور الشعاب المرجانية في البيئة القطرية. وتابعت أن المنطقة الثانية هي مجلس أهل البحر تمزج بين الطابع التراثي والمعرفي، وتضم ألعابا شعبية، إضافة إلى استضافة شخصيات مختصة في البيئة البحرية تروي قصصا وتجارب عن التراث البحري وجهود الحفاظ عليه.
مجسمات بحرية
وأوضحت أن المنطقة الثالثة هي «ذكريات على البحر» التي تتيح للزوار التقاط الصور في مجسمات مستوحاة من البيئة البحرية، وأيضا المنطقة الرابعة تضم «كنوز بحرنا» التي تستخدم تقنيات الواقع الافتراضي لتعريف الجمهور بكائنات وأعماق البيئة البحرية القطرية بأسلوب مشوق، بالإضافة إلى المنطقة الخامسة التي تعرض «أدوات الصيد البحري» المسموح باستخدامها والممنوعة.
وأضافت رئيس قسم التوعية البيئية، أن المنطقة السادسة خصصت لـ «الفنون البحرية» للأطفال والتي تضم ورشا فنية تعتمد على إعادة تدوير المواد لصناعة أعمال مستوحاة من البيئة البحرية، بالإضافة إلى المنطقة السابعة المعروفة بـ»ورش تشكيل الرمال»، والمنطقة الثامنة المخصصة لـ»فنون على السيف» والمنطقة التاسعة لعرض «أدوات الغوص قديما وحديثا» لتعزيز المعرفة بالموروث البحري.

إقبال كبير
وشددت على أن الوزارة تعد الجهة الوحيدة في المهرجان التي تقدم هذا النوع من الفعاليات لجميع الفئات العمرية، مضيفة أن الإقبال على الجناح كبير منذ انطلاق المهرجان قبل نحو أسبوعين، حيث يستقبل يوميا أعدادا كبيرة من الزوار من مختلف الأعمار.
وأكدت: «قدمنا للأطفال هدايا توعوية مثل قصص بيئية تعليمية وأدوات تلوين مرتبطة بالحياة البحرية، بينما يحصل الكبار على هدايا تذكارية مستوحاة من الكائنات البحرية لتعزيز ارتباطهم بالإرث البيئي». واختتمت بقولها: «نتواجد يوميا في المهرجان من الساعة الثالثة عصرا حتى العاشرة مساء، ومن الثالثة حتى الثانية عشرة ليلا يومي الخميس والجمعة، وهما الأكثر جذبا للزوار».