

لا صوت يعلو في الشارع الكروي الأردني ونظيره السعودي، فوق صوت المباراة التي تجمع الفريقين في الثامنة والنصف مساء غد الاثنين، على ملعب استاد البيت، في الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025.
ويدخل كل الفريق المباراة بهدف الفوز والوصول إلى الدور النهائي، ومواجهة الفائز من مباراة المغرب والإمارات، إذ يمني كلاهما النفس بالصعود إلى منصات التتويج، ورفع كأس البطولة، واعتلاء عرش الكرة العربية لأربع سنوات قادمة.
مباراة الغد تحمل طابعًا مختلفًا تمامًا عن سابقتيها، في ظل تطور المنتخبين وتنافسهما القوي في السنوات الأخيرة، ما يجعل الصدام الثالث بينهما في كأس العرب مفتوحًا على كل الاحتمالات، الجماهير العربية على موعد مع مواجهة تحمل التاريخ في جانب، والطموح في جانب آخر، بين أخضر يسعى لتأكيد تفوقه القديم، ونشامى يبحثون عن استمرار صحوتهم الأخيرة.
تاريخ مواجهات الفريقين دائمًا ما يشهد الكثير من الإثارة والندية، ويثبت أنها مقابلة متكافئة في كل زمان ومكان، فالأردن برجاله وكفاحه، والسعودية بخططه ومواهبه، وما بينهما جمهور عاشق باحث عن المتعة والفرحة مع كل هدف أو مع صافرة نهاية وانتصار.
مواجهة الغد بين الأردن والسعودية، ستكون الثامنة عشرة في تاريخهما سنويًا، إذ التقى الطرفان من قبل في 17 مناسبة سابقة، نجح الأخضر السعودي في الفوز ثماني مرات، وانتصر النشامى في 7 مباريات، بينما انتهت مباراتان فقط بالتعادل، ونجح المنتخب السعودى في هز شباك النشامى في 19 مرة، بينما استقبلت السعودية 14 هدفًا من النشامى.
أكبر نتيجة تحققت في تاريخ مواجهات الفريقين، كانت 4-0 لصالح الأخضر السعودي، وكان ذلك في كأس العرب 1985، بينما كان الفوز الأردني الأكبر على الأخضر في بطولة اتحاد غرب آسيا عام 2019 عندما انتصر النشامى بثلاثية نظيفة.
آخر مواجهتين بين المنتخبين شهدتا تفوقًا أردنيًا لافتًا؛ إذ فاز النشامى 2-1 في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، كما حسموا لقاء كأس العرب 2021 بهدف دون رد.
شهدت بطولة كأس العرب مواجهتين فقط بين الأخضر والنشامى، جاءت الأولى في نسخة عام 1985، حين حقق المنتخب السعودي انتصارًا كبيرًا برباعية نظيفة، مسجلًا أكبر فوز له على الأردن في تاريخ البطولة، وبعد 36 عامًا، عاد المنتخبان ليتجددا في نسخة 2021، وهذه المرة كانت الكلمة للنشامى الذين خطفوا الفوز بهدف دون رد، ليعيدوا التوازن إلى سجل المواجهات ويؤكدوا أنهم خصم لا يُستهان به في المسابقة.
كرة القدم لا تعترف بالتاريخ إنما تعترف بالجهد والعطاء، لذلك فكل فريق سيقاتل في مباراة الغد من أجل الفوز والانتصار وإسعاد جمهوره المتواجد في الدوحة بكثافة، والتي تزحف بكل ضراوة مع كل مباراة لتفرح بعد كل انتصار.