«الأوقاف» تدشن شراكة إستراتيجية مع «جوجل كلاود»

alarab
محليات 14 ديسمبر 2025 , 01:24ص
حامد سليمان

أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الوصول إلى الشراكة الاستراتيجية مع شركة «جوجل كلاود» عبر إنجاز العديد من مشاريع وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لصالح الوزارة،
وكشفت الوزارة في مؤتمر صحفي مشترك مع شركة «جوجل كلاود» العالمية بمقر الوزارة، عن مشروع مشترك رائد عبر إطلاق مصنع الذكاء الاصطناعي (Awqaf AI Factory): (البيئة التكنولوجية المُوحّدة) التي تتضمن بنية تحتية قوية للحوسبة الفائقة لمعالجة البيانات وتدريب النماذج، وإنشاء منصات ذكاء اصطناعي رائدة تعتمد في عملها على الأرشيف الضخم لوزارة الأوقاف، وتهدف إلى تسريع التحول الرقمي في جميع قطاعات الوزارة، باعتبارها من الجهة الحكومية الأولى في الشراكة مع شركة «جوجل كلاود» بعد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك بتبنيها لتطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ضمن رؤيتها الوطنية للتحول الرقمي الشامل بحلول عام 2030، وتعزيزاً لدورها في تعزيز وتطوير الخدمات ومواكبة تطلعات الجمهور. 

وقال السيد محمد بن حسن المالكي مدير إدارة الموارد البشرية، ونائب رئيس لجنة تطوير الأعمال والأنظمة بالوزارة، إن العمل مع شركة جوجل بدأ في مطلع يناير عام 2024م، للاستفادة من القدرات التكنولوجية الكبيرة لجوجل في إنجاز العديد من المشاريع التي تسرع عملية التحول الرقمي، وترتقي بالخدمات الإدارية للوزارة بمتابعة حثيثة من سعادة وزير الأوقاف السيد غانم بن شاهين الغانم، الذي يترأس لجنة تطوير الأعمال والأنظمة، ويولي هذا الملف أهمية كبرى من خلال الدعم الكامل لهذه المشاريع التقنية.
وأضاف المالكي: نصل اليوم بتدشين هذه المشاريع مع شركة جوجل إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية التي نسعى إلى تعزيزها في المستقبل بالإعلان عن المزيد من المشاريع والإنجازات التكنولوجية، وهذه المشاريع التي نستعرضها اليوم هي: (مساعد الخطيب الذكي)، ومنصة (Media Agent) لتوليد مقاطع الفيديوهات، و(مُقَيِّم الخُطبة الذكي)، و (مُترجم الخُطب الفوري)، مؤكدًا إن هذه المشاريع ليست مجرد اعتماد على التكنولوجيا فحسب، بل هي تسخير لها في خدمة مجتمعنا وقيمنا ومبادئنا وتراثنا الإسلامي.
وقال المالكي: لدينا مجموعة من المشاريع، والتي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منها وإطلاقها في عام 2025، وهي مشاريع مرتبطة بالمساجد، وأخرى مرتبطة بإدارة الدعوة والمتمثلة في الشبكة الإسلامية «إسلام ويب».
وأكد المالكي أن جميع التطبيقات والبرامج التي أُعدت بالذكاء الاصطناعي لن تخرج عن مصادر وزارة الأوقاف المعتمدة، ولن يحصل أي تطبيق على بيانات من مصدر عام، وكلها من المصادر التي اعتمدتها وزارة الأوقاف، وأن نسبة استخدام الذكاء الاصطناعي لمعلومة أو مصطلح من خارج هذه المصادر منعدمة، وهي من الميزات التي أعدت للوزارة.
وأشار إلى أن العمل على أدوات الذكاء الاصطناعي سيشمل جميع إدارات وزارة الأوقاف، وأن البداية كانت مع إدارة المساجد وإدارة الدعوة، وأن الوزارة تعمل على إيصال أحدث ما وصلت له للجمهور ليستفيد منه، وأن مشاريع قائمة بالموارد البشرية وأخرى بإدارة شؤون الزكاة، وكذلك إدارة نظم المعلومات وإدارة الحج، وأنه تم الانتهاء من 25 من الإدارات الدعوية والشرعية، والتي لها تأثير على المجتمع، وخلال العام المقبل ستنتقل الوزارة لعدد من الإدارات الأخرى.

محمد آل محمود: «المساعد الذكي» يعزز كفاءة الخطباء

أوضح السيد محمد بن عبد اللطيف آل محمود مساعد مدير إدارة المساجد إن تطبيق «مساعد الخطيب» الذكي يهدف إلي توفير الجهد على الخطباء عبر توفير مادة شرعية ضخمة وموثوقة على المحرك الذكي (مساعد الخطيب) تلامس واقع المجتمع، وتقترح مواضيع لها صلة بحياة الناس وواقع المجتمع، ما يعزز من كفاءة الخطيب ويجعل رسالة الخطب فعالة وذات تأثير بنّاء على جمهور المصلين.
وأضاف آل محمود: يتمتع مساعد الخطيب الذكي بخاصية مهمة تتيح التدخل البشري في إعداد الخطبة، فالخطيب بإمكانه أن يعدل ويقترح ما يراه أكثر صوابًا أثناء إعداده للخطبة على المساعد الذكي، مشيرًا بأننا لا نريد للأئمة والخطباء أن يعتمدوا بشكل كامل على هذه الأداة، وإنما أردنا أن تكون أداة مساعدة لهم في اقتراح عناوين الخطب ومضامينها، واختصارها، وغير ذلك من الخصائص التي تسهم في أداء رسالة الخطيب بشكل جذاب وفعال ومختصر. وأكد تدريب الخطباء على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتم تجربة البرامج وأخذ ملاحظاتهم، وكانت البداية مع 10 خطباء، ثم زاد العدد إلى 50 خطيبا، وسيتم التوسع ليشمل جميع الخطباء، لافتاً إلى أن لتدريب الخطباء تم اعداد سُلم، وأنه يتم أخذ التغذية الراجعة والملاحظات ليتم تحسين أداء البرنامج.

 حاتم المهندس مدير الشركة الإقليمي: البرامج الذكية تعزز الكفاءة التشغيلية بالوزارة

قال السيد حاتم المهندس، مدير المهندسين الإقليمي في شركة «جوجل كلاود» بمنطقة الخليج: نحن فخورون بالوصول لمرحلة الشراكة الإستراتيجية مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وإظهار كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحافظ على الثقافة والتراث الإسلامي، ويعزز الكفاءة التشغيلية لمختلف إدارات الوزارة، وبفضل البرامج الذكية المتنوعة بما فيها Gemini والبنية التحتية السحابية، نبني أساساً مستقبلياً يخدم المجتمع المحلي والعالم، مضيفًا أن وزارة الأوقاف تعد الشريك الحكومي الأكبر لـ «جوجل كلاود» بعد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ونحن حريصون على تطوير هذه الشراكة وتوسيعها في المستقبل، ونضع كافة قدراتنا وإمكاناتنا تحت تصرف الوزارة.
وتابع المهندس: وزارة الأوقاف هي وزارة إستراتيجية لجوجل، وهي من أوائل الوزارات التي تبنت التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وهي وزارة ضخمة، وتضم عدة إدارات، وكل منها يلمس حياة المواطن والمقيم، والهدف هو كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لفائدة السكان.
وأشار إلى 4 مشاريع بالتعاون مع وزارة الأوقاف وهي الخطبة بالذكاء الاصطناعي، ويعمل على ترجمة الخطبة، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي يمكنه ترجمة الخطبة بسهولة، وأن الوزارة تنظر إلى أدق التفاصيل، كمعالجة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأن المشروع الثاني هو (Media Agent) لبناء فيديوهات تعريف بالوزارة وبرامجها من خلال الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أنه كان تحديا كبيرا.
ونوه بأن إسلام ويب شبكة عالمية وأن المشروع الثالث ارتكز على جعل الشبكة تواكب العصر الحديث بالذكاء الاصطناعي، وزيادة عدد زوار الشبكة، حيث تم إدخال عدة ابتكارات ومحاور لتطوير إسلام ويب، وأن المشروع الرابع هو مساعد الخطيب الذكي، والذي يساعد الخطيب في تطوير الخطبة لتجتذب انتباه المصلين، وأنه مشروع لقي نجاحا كبيرا.
وأكد أن إدارة الإنسان من الأمور الهامة في هذه المشروعات، وتدريب الكوادر على هذه التقنيات، وأن الوزارة حرصت على تطوير قدرات الموظفين.
الجدير بالذكر أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أطلقت العديد من المبادرات التقنية في الفترة الأخيرة، وتهدف من خلالها إلى تحديث وتطوير منظومة الخدمات الإسلامية، وذلك عبر إنشائها لجنة تطوير الأعمال والأنظمة التي يترأسها سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث أصبحت الوزارة قادرة من خلال هذه المبادرات على تقديم خدمات ذكية متكاملة تشمل الفتاوى الرقمية، وإدارة الأوقاف، وحلول التبرع الإلكتروني، كما تم تعزيز البنية التحتية الرقمية من خلال الحوسبة السحابية الآمنة والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على الالتزام الكامل بضوابط الشريعة الإسلامية في جميع مراحل التطوير والتنفيذ، وذلك تماشيًا مع رؤية قطر الوطنية 2030 الهادفة إلى بناء مجتمع معرفي متقدم، يعزز دور التقنية في التنمية المستدامة ويواكب التحولات العالمية في التعليم والإرشاد والخدمات العامة.

جاسم العلي: توسيع رقعة انتشار»إسلام ويب»

أوضح السيد جاسم بن عبدالله العلي مدير إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف إن (مُقَيِّم الخُطبة الذكي) أحد المشاريع التي دشنتها الوزارة، جاء نتيجة تعاون وتنسيق بين إدارة الدعوة وإدارة المساجد، حيث عكف مسؤولو الإدارتين على إنضاج فكرة تقييم الخطبة من خلال الذكاء الاصطناع، وبعد تنفيذ المشروع من قبل شركة «جوجل كلاود»، تبين ولله الحمد أن المشروع جاء بنتائج كبيرة وفي وقت قياسي، واختصر الكثير من الجهود، وتم من خلال المشروع تقييم جوانب عديدة لم يكن التقييم البشري يكتشفها خلال عملية التقييم التقليدية.
وأضاف العلي: كان من أهم الإنجازات التي قمنا بإنجازها مع شركة «جوجل كلاود» بالإضافة لما تم إعلانه من مشاريع، هو تحويل بوابة الشبكة الإسلامية إسلام ويب (Islamweb) إحدى أكبر البوابات الإسلامية الإلكترونية زيارةً، والمنصة المتكاملة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة موظفيها وزوارها في البحث والاستفتاء عبر قواعد البيانات الضخمة الموجودة عليها بسرعة ودقة عالية، إلى منصة «جوجل كلاود»، مما عزز من أمانها وقابليتها للتوسع، ونسعى في المستقبل لتعزيز هذه الشراكة بما يخدم زوار الشبكة الإسلامية Islamweb ويعزز من انتشار هذه المنصة وتوسعها.