خبراء: الطيران الخليجي ضحية لتآمر أميركي

alarab
اقتصاد 14 نوفمبر 2015 , 12:05ص
الفت أبو لطيف
قال خبراء إن الهجوم الذي تشنه شركات طيران أميركية على نظيراتها الخليجية عموما والخطوط الجوية القطرية خصوصا يأتي في ظل فشل الأولى في مواكبة التحديث والتطوير المتوالي لأساطيلها ووجهاتها المتنامية حول المعمورة.

وأكد هؤلاء لـ «العرب» أن على كل من «دلتا إيرلاينز» و «يونايتد كونتننتال» و «أميركان إيرلاينز» وبعض الشركات الأوروبية، العمل على تطوير أسطولها بدلا من استخدام سياسة التشويش على نجاحات نظيراتها الخليجية، في ظل اتباع العالم لسياسة تحرير السلع والخدمات والأجواء المفتوحة، التي تتيح للجميع اختيار الجهة التي تقدم له أفضل وأرقى الخدمات. ولم تفتأ تلك الشركات الأميركية الثلاث عن شن حملات متتالية ضد الخطوط الجوية القطرية التي يقتصر حجم أسطولها على 165 طائرة، أي زهاء %12 من حجم الناقلات التي تمتلكها «أميركا إيرلاينز» والتي يصادف أنها ترتبط بالناقلة الوطنية القطرية باتفاق للرمز المشترك.

وتغمز شركات الطيران الأميركية المذكورة من قناة دعم الحكومات الخليجية لشركات الطيران المحسوبة عليها، وهو أمر تم نفيه غير مرة، بل إن دراسة علمية برهنت على أن «دلتا إيرلاينز» و«يونايتد إيرلاينز» و«أميركان إيرلاينز»، حصلت على دعم حكومي من واشنطن إبان الأزمة المالية العالمية 2008، وذلك للحيلولة دون وقوعها في شرك الإفلاس.

وبعد فشل تلك الشركات الثلاث في تحقيق أهدافها ضد نظيراتها الخليجية ضمن إطار المؤسسات العالمية المنظمة لنشاط الملاحة الجوية، حاولت أن تقحم السياسة بهذا الشأن من خلال لقاء رؤساء مجالس إداراتها قبل وفترة وجيزة مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بغية منح الملف المذكور صبغة سياسية، وهو أمر يتعارض مع القيم الأميركية التي تعلي من شأن المنافسة.

ولم يقف الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية السيد أكبر الباكر مكتوف الأيدي في مواجهة تلك الحملة الأميركية، فقد قال مرارا إنه لا يرى سببا لأن تقترح حكومات دول الخليج أي تغييرات على سياستها للنقل الجوي لإرضاء شركات طيران أميركية تزعم أنها تواجه منافسة غير عادلة من شركات خليجية.

وتابع «لا مهادنة في هذه القضية» مشيراً إلى أنه بموجب الاتفاقات «يمكننا تسيير رحلات بالقدر الذي نريده في الولايات المتحدة ويمكن لشركات الطيران الأميركية تسيير عدد الرحلات الذي تريده في بلدي.
إنه طريق ذو اتجاهين.. فما المشكلة؟».

وترى شركات الطيران الأميركية أن نظيراتها الخليجية تستفيد من النفط الرخيص لزيادة تنافسية واقتطاع حصص سوقية كانت تعود للأولى، لكن حقيقة الأمر أظهرت أن الخطوط الجوية القطرية تأذت من ارتفاع أسعار الخام، الأمر الذي كبدها خسائر طيلة العامين الماضيين، لتعود إلى طريق الربحية مع تراجع ثمن النفط وارتفاع هامش الربحية.

والمستغرب أن الهجوم المنظم من قبل الشركات الأميركية على نظيراتها الخليجية، فيما لدى الأخيرة طلبيات بمليارات الدولار تم تثبيتها لدى مصنع الطائرات الأميركية «بوينج»، فيما تسهم الناقلات القطرية أيضا بدعم سوق العمل لدى أكبر اقتصاد بالعالم.

آراء الخبراء
يعتقد الخبراء في سوق السفر أن الحملات الأميركية المستمرة ضد الناقلات الخليجية تنبع من عدم قدرتها على مجاراة التطور على أساطيل كل من الخطوط الجوية القطرية وطيران الاتحاد فضلا عن طيران الإمارات، والتي تتفوق في الخدمات والأسطول والانتشار والوصول في السوق الأميركية والأوروبية.

واعتبر هؤلاء أن الحملات التي شنتها تلك الشركات مجحفة وغير المحقة، مبينين أن شركات الطيران الخليجية عموما و «القطرية» خصوصا توفر وجهات متعددة ومباشرة للمسافرين على متنها من وإلى القارتين الأميركية والأوروبية وتدعم اقتصادهما من خلال طلبيات أسطولها التي تتم مع شركتي بوينج وإيرباص والتي تكلفها مليارات الدولارات مشيرين أنه إلى جانب ذلك فشركات الطيران الخليجية تحفز تدفقات حركة المسافرين إلى تلك الوجهات إلى جانب الوظائف التي توفرها شركات الطيران الخليجية وبشكل خاص القطرية في تلك المجتمعات.

غيرة
وأكد هؤلاء لـ «العرب» أنه لا يوجد مبرر للهجوم الذي شن على الطيران الخليجي والقطري سوى الغيرة من النجاح والانتشار والتوسع الذي تنجزه تلك الشركات الكبرى حول العالم والخدمات العالية الجودة والأسعار المنافسة التي توفرها هذه للمسافرين على متنها.

فشل
وأوضح الخبراء أن بعض الشركات الأميركية والأوروبية تحاول أن تعلق فشلها وعدم قدرتها على منافسة الشركات الخليجية وذلك باتهامها بتلقي الدعم من الحكومات التابعة لها والذي هو في حقيقة الأمر استثمار في تلك الشركات، وتساءلوا أنه حتى وإن كانت هذه الشركات تتلقى الدعم من حكوماتها فأين هي المشكلة لافتين أنه لطالما تلقت الشركات الأميركية ذلك الدعم من حكوماتها.

منافسة
وبين الخبراء أن عدم قدرة تلك الشركات على المنافسة وتقديم خدمات وأسعار بنفس المستوى الخليجي بالإضافة إلى تميز أسطول القطرية عنها بمزايا عدة أولاها الحداثة، لافتين إلى أن الشركات الأميركية العجوز تخشى الأسطول الفتي الذي تمتلكه الشركات الخليجية.

خيارات
وأظهر الخبراء استغرابهم لتجاهل شركات الطيران الأميركية والأوروبية لحرية العملاء والمسافرين في اختيار الشركة التي يرغبون بالحجز فيها مبينين أن الأجواء مفتوحة أمام الجميع وأن البقاء للأقوى والأفضل.

وأشاروا إلى أن شركات الطيران الخليجية توفر السفر الآمن مع خدمات عالية الجودة وبأسعار مناسبة تتيح للملايين من المسافرين أن يسافروا بسلاسة وسهولة من وإلى الولايات المتحدة برحلات مباشرة تتيحها الخليجية إلى أسواق في منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وما ورائها.

توسع
أكد السيد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية في وقت سابق أن النزاع بين الخطوط الجوية الخليجية وشركات الطيران الأميركية هو بسبب الحملة غير المحقة التي شنتها الشركات الأميركية لافتا إلى أن زعمها بالتأثر سلبا بهذا الوجود غير صحيح مبينا أن الناقلات الخليجية تخلق بشكل مستمر وظائف جديدة للأميركيين وذلك من خلال توسيع شبكتها وإضافة رحلات جديدة بإضافة إلى الطلبيات الكبيرة للمزيد من الطائرات من شركة بوينج مما يعني أن القطرية تساهم في الاقتصاد الأميركي.

بيئة
وأشار الباكر إلى أن أسطول الشركة القطرية جديد وأنظف بيئيا من الأسطول الأميركي حيث إنها الشركة الأقل إنتاجا لثاني أكسيد الكربون بين نظيراتها إلى جانب شبكتها المباشرة المنتشرة حول العالم وخدماتها ذات الخمس نجوم التي لا يمكن لشركة مجاراتها في العالم، مبينا أن تحميل الشركات الأميركية للخليجية مسؤولية فشلها وتراجعها أمر غير مقبول.

اقتصاد وسياحة
من جهته أكد مدير عام سفريات علي بن علي سعيد الهاجري أن لا مبرر لشركات الطيران الأميركية أو الأوروبية أن تشن حملات على الشركات الخليجية خاصة أن الأخيرة لديها دور كبير في تدوير الاقتصاد والسياحة في أميركا وأوروبا، لافتا إلى أن هذه الشركات أصبحت عملاقة وتصل عبر شبكاتها إلى وجهات على مستوى العالم وهي تنقل الشرق إلى الغرب وبالعكس مبينا أن الأجواء مفتوحة وأن لدى المسافرين حرية الاختيار بين الأجود والأفضل والسعر الأفضل مبينا أنه إذا المسافر الأميركي اختار السفر على متن إحدى شركات الطيران الخليجية فلأنها الأفضل.

أسطول
وأشار الهاجري إلى أن القطرية والشركات الخليجية هي من أقوى وأول زبائن لشركة بوينج الأميركية لصناعة الطائرات مبينا أن نصف أسطول القطرية والاتحاد والإماراتية من هذه الشركة الأميركية وقد كلفت شركات الطيران الخليجية مليارات الدولارات مما يشير إلى أن هذه الشركات تسهم في دعم الاقتصاد الأميركي بشكل كبير.

محدودية
ولفت مدير عام سفريات علي بن علي إلى أن مبررات هذه الشركات في الحملة التي شنتها على الطيران الخليجي جاءت لأنها لا تمتلك نفس الأسطول الحديث الذي تمتلكه الخليجية ولأن طائراتها قديمة جدا وغير معتادة على المنافسة وهي فاشلة في الخدمة ومحدودة السفر والطيران لافتا إلى أن الفاشل يسعى دائما لإثارة المزاعم والمبررات والمشاكل.

منافسة مشروعة
بدوره ذكر مدير مكتب سفريات ميلانو علي صبري أن مبررات الشركات الأميركية والأوروبية في مهاجمة شركات الطيران الخليجية غير مقنعة وتنم عن غيرة وخشية من منافسة قوية، مشيراً إلى أن الأجواء مفتوحة والمنافسة مشروعة وأن البقاء للأقوى والأفضل مبينا أن القطرية مستمرة بالنمو والقوة والتوسع في كل العالم وهي كالجبل الذي لا تهزه الريح.

خيارات
وأشار صبري إلى أن المسافر حول العالم يبحث عن خياراته المناسبة من حيث الأسعار الأفضل والخدمات الأكثر تميزا لافتا إلى أنه من حقه أن يختار الشركة التي تقدم له هذه المزايا منوها بأن القطرية تسعى دائما لأن تكون الأولى عالميا في مجال الخدمات الأفضل ذات الخمس نجوم وقد حازت على العديد من الجوائز في هذا المجال.

إنجاز
وبين مدير سفريات ميلانو أن ما وصلت إليه القطرية التي عمرها 15 سنة هو إنجاز قياسي إن كان من حيث أسطولها الجديد الذي لا يمكن أن تقارن شركات الطيران الأميركية نفسها به، مشيراً إلى أن حجة هذه الشركات بأن الطيران الخليجي يتلقى دعما من حكوماته أمر غير مقبول لأن الطيران الأميركي أكثر من يتلقى دعما من حكوماته إن كان في رواتب الموظفين أو إعادة التشغيل أو سداد الديون.

هجوم مجحف
من جهته ذكر الرئيس التنفيذي لشركة ريجينسي للسياحة والسفر طارق عبداللطيف أن الهجوم الذي شنته شركات الطيران الأميركية على نظيراتها الخليجية ومنهم القطرية غير مقبول ومجحف لأن الشركات الخليجية تقدم أفضل خدمات في العالم للأسواق الأميركية لافتا إلى أن القطرية تقوم بدعم اقتصاد هذه الأسواق وسياحتها من خلال تعزيز حركة السفر إلى هناك إلى جانب طلبياتها الكبيرة من شركة بوينج الأميركية لصناعة الطائرات، لافتا إلى أن خدمات شركات الطيران الخليجية لا يمكن لأي شركة أخرى أن تضاهيها في هذا المجال لاسيَّما في مستوى الخدمة لافتا إلى أن أسطول القطرية جديد وأسعارها مناسبة، مؤكداً أن الغيرة من نجاح وتوسع شركات الطيران الخليجية هو السبب وراء هذه الحملة، ولأنها تتوسع وهم يتراجعون.

حقائق
وقد تسلمت «القطرية» مؤخرا طائرتين رقم 24 و25 من طراز بوينج 787 دريملاينر الأميركية وهو الطراز الذي كانت القطرية أول شركة تتسلم أول طائرة منه في نوفمبر 2012 وكانت آنذاك أول عميل لهذه الطائرة في الشرق الأوسط.

ولدى الناقلة طلبيات كثيرة من شركة بوينج وهي 10 طائرات من طراز 777 و100 طائرة من طراز x777 و38 طائرة من طراز 787، ليصل إجمالي أسطولها من بوينج إلى 215 طائرة وقد كلفت هذه الطلبيات القطرية مليارات الدولارات ما يثبت أن القطرية تسهم في دعم الاقتصاد الأميركي وبقوة.

وتقوم «القطرية» بتشغيل أحد أحدث الأساطيل في الأجواء مع أكثر من 340 طائرة تحت الطلب، من بينها طائرات بوينج حيث تمتلك القطرية 59 طائرة تجارية من شركة بوينج من طرازات 200-777 و300-777 و8 طائرات شحن من طراز 777.

إثبات علمي
يظهر التقرير الصادر عن «إيدج ورث» أن المنافسة قد أدت في واقع الأمر إلى حدوث نمو في الأسواق بصورة عامة وإلى زيادة الخيارات المتاحة أمام المستهلكين.

على النقيض من المزاعم التي تدعيها شركات الطيران الأميركية، شهدت سوق السفر الجوي من الولايات المتحدة إلى منطقة شبه القارة الهندية نمواً كبيراً خلال الفترة من 2009 إلى 2014 مع تحقيق شركات الطيران الأميركية وشركائها من شركات الطيران الأوروبية في واقع الأمر لزيادة في أعداد المسافرين بلغت 223 ألف مسافر إضافي خلال تلك الفترة.

ومن الأمثلة على ذلك:
• زادت أعداد المسافرين على متن رحلات شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبار وشركائها في التحالفات العالمية بنسبة %18، أو بما يعادل 223 ألف مسافر إضافي، رغم خسارة تلك الشركات لحصة سوقية تبلغ 4.4 نقطة مئوية على صعيد أعداد المسافرين على متن الدرجة السياحية بين الولايات المتحدة وشبه القارة الهندية في الفترة ما بين 2009 إلى 2014.

• على نفس النهج، شهدت أعداد مسافري الدرجات الممتازة على متن رحلات شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبار وشركائهم في التحالفات العالمية بين الولايات المتحدة وشبه القارة الهندية خلال نفس الفترة زيادة بنسبة %27، أو ما يعادل 33 ألف مسافر إضافي رغم تقلص الحصة السوقية لتلك الشركات بمقدار 12.5 نقطة مئوية على صعيد الدرجات الممتازة.

• على النقيض من مزاعم شركات الطيران الثلاث الكبار بالولايات المتحدة (دلتا إيرلاينز، وأميركان إيرلاينز، ويونايتد إيرلاينز)، أسهمت الرحلات التي توفرها الناقلات الخليجية إلى الولايات المتحدة في تعزيز المنافسة وزيادة الخيارات المتاحة للعملاء.

• في العديد من الحالات، زادت أعداد المسافرين إلى الأسواق التي تتنافس فيها تلك الشركات مع نظيراتها الخليجية ولاسيَّما مع تحفيز المنافسة لمستويات الطلب.

• اكتسبت شركات الطيران الأميركية وشركاؤها من شركات الطيران الأوروبية 223 ألف مسافر إضافي على وجهاتها في منطقة شبه القارة الهندية وحدها منذ عام 2009.

• الأسعار التي تقدمها شركات الطيران الخليجية على تلك الوجهات أسعار تنافسية، على النقيض من الادعاءات التي تزعم أن الناقلات الخليجية «تضر» بتلك الشركات.

• النمو الذي يشهده الطيران الخليجي ليس «مفرطاً» كما تدعي شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبار، لكنه نمو ناتج عن تزايد الطلب على خدمات السفر الجوي عالية الجودة في الأسواق الناشئة.

برهان آخر
أظهرت نتائج بحث أجرته مجموعة «ريسك أدفايزوري» الاستشارية الدولية أن شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبرى حصلت على امتيازات من حكومة بلادها بقيمة 71.48 مليار دولار إجمالاً، من بينها ما يزيد على 70 ملياراً منذ عام 2000، ما أدى إلى حمايتها من الوقوع في شرك الإفلاس حينذاك.

وجاءت النتائج لتنتصر لشركات الطيران الخليجية، وهي «القطرية»، و «الاتحاد» و «الإماراتية» التي تلقت طيلة الأيام الماضية اتهامات من قبل نظيراتها الأميركية بتلقي إعانات حكومية، وهو أمر أثبت عكسه البحث الدولي المشار إليه.

والشركات الأميركية الحاصلة على دعم حكومي هي «دلتا» و «يونايتد» و «أميركان إيرلاينز»، وهي الشركات التي وجهت سهام الاتهام لقريناتها الخليجية، وهو أمر نفته الأخيرة ولم تؤكده الحقائق المتاحة.