طموحات بايدن الانتخابية تتصادم مع خطط نتنياهو بغزة

alarab
حول العالم 14 مارس 2024 , 01:17ص
واشنطن - وكالات

تلوح في الأفق مواجهة محتملة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الخلاف المتزايد بينهما حول الخطوط الحمراء في غزة، والذي أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقيد المساعدات العسكرية إذا مضت إسرائيل قدما في اجتياح بري في جنوب القطاع.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن التوترات بين بايدن ونتنياهو أضافت زخما للمناقشات داخل الإدارة الأمريكية حول كيفية استخدام نفوذها لإقناع إسرائيل ببذل المزيد من الجهد لتسهيل وصول الإغاثة الإنسانية إلى غزة وتجنب وقوع المزيد من الخسائر الفادحة بين المدنيين الفلسطينيين في حربها على المقاومة الإسلامية في غزة وفي مقدمتها حركة حماس.
وتشكل إمدادات الأسلحة الأمريكية أكبر مصدر لنفوذ بايدن. وقاوم الرئيس الأمريكي استغلال هذا النفوذ، على الرغم من رد نتنياهو المتحدي على مناشدات واشنطن والدعوات المتزايدة من بعض الديمقراطيين من حزب الرئيس الأمريكي.
لكن مع إبداء بايدن علامات متزايدة على خيبة الأمل من نتنياهو، لا يستبعد المسؤولون الأمريكيون احتمالية حدوث تحول في السياسة قد يشمل وضع شروط على المساعدات العسكرية إذا نفذت إسرائيل تهديدها باجتياح رفح في جنوب غزة.
وزادت محاولة بايدن للحصول على ولاية ثانية في انتخابات عام 2024 من تعقيد جهوده لصياغة الاستراتيجية. ويدرك مساعدوه أنه بحاجة إلى تجنب إعطاء الجمهوريين ذريعة لاستغلالها مع الناخبين المؤيدين لإسرائيل، مثلما يحتاج لمنع تآكل الدعم من بعض الديمقراطيين التقدميين المنزعجين من دعمه القوي لإسرائيل.
وقال هارون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات مختلفة بقيادة الجمهوريين والديمقراطيين «بغض النظر عن كيفية حل المشكلة، فإن بايدن في مأزق بشأن كيفية التعامل مع هذه الأزمة».
ولا توجد مؤشرات على اتخاذ أي قرارات بفرض قيود على إمدادات الأسلحة في حالة اجتياح لرفح، والذي حذر بايدن من أنه يجب ألا يحدث دون خطة إسرائيلية لحماية المدنيين هناك. ويلجأ ما يربو على نصف سكان قطاع غزة إلى منطقة رفح.

نتنياهو يتحدى
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي انتقادات بايدن الحادة خلال المقابلة مع (إم.إس.إن.بي.سي) والتي تحدث فيها عن الخطوط الحمراء وقال خلالها إن نتنياهو «يضر إسرائيل أكثر مما يساعدها». وتعهد نتنياهو بالمضي قدما في الحملة العسكرية في رفح، المنطقة الأخيرة في قطاع غزة التي لم تنفذ فيها القوات الإسرائيلية اجتياحا بريا.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه لا توجد مؤشرات على هجوم وشيك على رفح لكن بايدن ومساعديه أصدروا تحذيرات متكررة لإسرائيل بشأن ضرورة ضبط النفس هناك. وقالت دول الاتحاد الأوروبي إن الهجوم سيكون «كارثيا».
وقال معظم المحللين إنه بالنظر إلى اعتبارات عام الانتخابات بالنسبة لبايدن، فمن المتوقع أن يتعامل بحذر شديد في تقرير ما إذا كان سيضغط على نتنياهو باستخدام النفوذ المتعلق بالأسلحة أو سحب الحماية الدبلوماسية التي توفرها الولايات المتحدة لإسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وسينقض المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل الرئيس السابق دونالد ترامب على مثل هذه التحركات باعتبارها تهديدات لأمن إسرائيل.
وسيكون الخيار الأكثر أمانا لبايدن هو الحفاظ على استراتيجيته المتمثلة في النأي بنفسه تدريجيا عن نتنياهو، الذي انخفضت شعبيته بين الإسرائيليين، مع الاستمرار في التواصل مع الشعب الإسرائيلي الذي يتمتع الرئيس الأمريكي بشعبيه لديه.