فرنسا توقع رسمياً الاثنين أول صفقة لتصدير طائرات رافال رغم الانتقادات

alarab
حول العالم 14 فبراير 2015 , 03:09م
ا.ف.ب
توقع فرنسا رسميا بعد غد الاثنين أول عقد بيع لتصدير طائرات رافال فخر صناعاتها الدفاعية إلى مصر، وهو خبر سار على الصعيد الاقتصادي لكنه يثير الاستياء لدى المدافعين عن حقوق الإنسان.
ويتوجه وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الى القاهرة لحضور حفل التوقيع مع الرئيس المصري. 

ويشمل العقد المقدرة قيمته بـ 5,2 مليار يورو بيع 24 طائرة رافال الى مصر من إنتاج شركة داسو للطيران، وفرقاطة متعددة المهام تصنعها مجموعة الصناعات البحرية (دي سي ان اس) إضافة الى صواريخ من إنتاج شركة إم بي دي إيه.

وقد أنجزت الصفقة خلال أقل من ثلاثة أشهر بعد أن عبر الرئيس المصري عن نيته في شراء عتاد عسكري فرنسي.

وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "مع مصر جرت (الصفقة) بسرعة كبيرة"، مضيفا "أولا لأن مصر تريد طائرة على درجة عالية من الجودة" و"بسرعة نظرا إلى التهديدات القائمة حول هذا البلد".

وفي الواقع يتنامى القلق في العواصم الغربية وفي بعض دول المنطقة إزاء توسع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر زعزعة الاستقرار الإقليمي.

وتعتبر القاهرة التي تواجه عند خاصرتها الشرقية هجمات الجهاديين المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية وعند خاصرتها الغربية الوضع المتفجر في ليبيا، أنها بحاجة لطائرة قتالية فعالة لتعزيز قدراتها العسكرية.

وقال هولاند الخميس في بروكسل "في الظرف الحالي من المهم جدا أن تتمكن مصر من التحرك من اجل ضمان الاستقرار والأمن". وأضاف "أن الأمن ضروري أيضا نظرا الى الحدود المشتركة (لمصر) مع ليبيا ومكافحة الإرهاب ونظرا لما يحصل أيضا في سيناء".

وهذه الصفقة الهامة على أكثر من صعيد بالنسبة لداسو والدولة الفرنسية، واجهت في الوقت نفسه انتقادات بسبب حصيلة النظام المصري في مجال حقوق الإنسان.

وقبل إنجازها مباشرة دعت منظمة العفو الدولية، باريس إلى "تعليق كل عمليات نقل الأسلحة" الى مصر بسبب "القمع غير المسبوق منذ 30 عاما" في هذا البلد.

وأبدت إيمانويل كوس الأمينة العامة الوطنية لحزب "أوروبا البيئة-الخضر" دهشتها لـ"الأولوية" الممنوحة لمصر في شراء هذه الطائرات نظرا "إلى الصعوبة الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها مصر التي لم تتردد قبل أسبوع في إطلاق النار على متظاهرين".

وعندما سئل عن هذا الموضوع أجاب جان إيف لودريان بقوله "بحسب معرفتي فإن الرئيس المصري الحالي أنتخب من قبل الشعب وسيكون هناك قريبا انتخابات تشريعية في البلاد.. هذا كل ما لدي لأقوله".

وتشارك فرنسا منذ سبتمبر الماضي في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق خصوصا بطائرات رافال.. كما هي حاضرة منذ 2013 في مكافحة الحركات الإسلامية في مالي.

وعلى الصعيد الاقتصادي تعتبر هذه الصفقة مفيدة لباريس وأيضا للشركة المصنعة للطائرات اللتين لم تتوصلا حتى الآن الى بيع طائرات رافال للتصدير.

بالنسبة لداسو فإن هذه الصفقة الأولى لبيع رافال كانت مرتقبة جدا لتأمين وتيرة سلسلة إنتاج الطائرة.

كذلك بالنسبة للدولة الفرنسية فيما ميزانية الدفاع التي تضم قائمة طويلة للمعدات الواجب اقتناؤها لمصلحة الجيوش، في وضع حرج وتعتمد على بيع الطائرة للتصدير.

ويبدو أن الاقتصاد والجيوسياسة أقنعا باريس في الموافقة على "عدد معين من الجهود" بشأن التمويل كما أوضح هولاند.

وهذه الصفقة تبعث أيضا الأمل في إبرام صفقات أخرى كما رأى رئيس مجلس إدارة داسو للطيران إريك ترابيه الذي قال "أن عملية البيع هذه الى بلد عربي كبير سيكون لها وقع كرة الثلج". 

وعبر إريك ترابيه أيضا عن تفاؤله إزاء بيع 126 طائرة رافال الى الهند التي تجري معها داسو مفاوضات حصرية منذ 2012 لكن تعقيدها يؤخر إبرام الصفقة.

ولفت ترابيه إلى أن الطائرة "استخدمت في العديد من مسارح العمليات وتمكن المراقبون الذين هم كافة دول المنطقة بشكل خاص من رؤية فعاليتها العملانية في أيدي سلاح الجو الفرنسي".