خارطة طريق للتعامل مع ثاني أكسيد الكربون بقطر
حوارات
14 فبراير 2013 , 12:00ص
أجرى الحوار: محمد عزام
كشف الدكتور عبدالوهاب عروسي مدير مركز أبحاث الغاز –عضو جامعة قطر– عن وضع المركز خارطتي طريق للتعامل مع غاز ثاني أكسيد الكربون والماء الصادر عن آبار الغاز القطرية.
وأكد عروسي في حوار خاص لـ «العرب» على نجاح المركز في التوصل إلى صناعة توربين هوائي لتوليد الطاقة الكهربائية.
عروسي قال في بداية حواره إن «مركز أبحاث الغاز أسس عام 2007 بهدف وضع حلول وتوصيات للمشاكل والتحديات والفرص التي تواجه دولة قطر لمعالجة الغاز حيث يركز المركز على موضوعين رئيسيين هما إدارة الأصول وعملية التطوير والتنمية المستدامة، وصممت الخدمات التي يقدمها المركز لتلبية الضرورات والتحديات على حد سواء لجامعة قطر ولصناعة الغاز القطرية وتشمل المشروعات البحثية التطبيقية والاستشارات والتدريب المهني والندوات والمؤتمر السنوي لمعالجة الغاز وإدارة المعلومات والمكتبة».
وأضاف «نعمل على أن نجعل قطر عاصمة لصناعة الغاز بالتعاون مع 15 شركة تعمل في قطر ووزارة البيئة؛ حيث نعمل على جعل الغاز مادة نظيفة عبر حل مشاكل التأثير على البيئة وتحسين جودة المادة لرفع قيمتها في الأسواق العالمية».
وأشار إلى أن الشركات الراعية للمركز تتفق معه على مجالات البحث المتوافقة مع احتياجاتهم وقال: «لدينا 4 محاور رئيسية لأبحاثنا هي ضبط وتخزين ثاني أكسيد الكربون لتقليل الانبعاثات المؤثرة على البيئة ومعالجة المياه الملوثة الخارجة من الآبار ومعالجة مشاكل تكوّن كتل ثلجية داخل أنابيب الغاز والتي تتسبب في إغلاقها وتحتاج لطرق خاصة في التعامل معها، بالإضافة إلى محور تحسين جودة الغاز القطري وتنقيته من ثاني أكسيد الكربون.
ولفت إلى تعامل المركز أيضاً مع الشركات العالمية قائلا: «نتعاون حالياً مع شركة أوريكس لإيجاد مادة خاصة تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغاز القطري حيث نعمل على إيجاد مادة تمتص أكبر قدر منه بأسرع طريقة وفي أقل وقت وهذا الابتكار يمكننا بعد تسجيله تسويقه عالمياً، كما أننا نتعامل مع قطر للبترول وقافكو في مشاريع حول استعمال مياه البحر لتبريد الهواء في المصانع.
وكشف عروسي أن المركز نجح في عمل خارطة طريق للتعامل مع ثاني أكسيد الكربون تتضمن بعداً قريباً وآخر بعيداً للتعامل مع المشكلة وتضم رؤية المركز والشركات الراعية وهو ما يساهم في تقليل انبعاثات الغاز الملوثة، كما أننا نحاول إيجاد طريقة لاستخدام أقل كمية ممكنة من الطاقة لتخزين ثاني أكسيد الكربون حيث نعمل على تقليص المعدلات العالمية لتخزين ثاني أكسيد الكربون بما يؤدي إلى استدامة العملية لتصبح أقل تلوثاً وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
وأوضح عروسي أن المركز وضع خارطة طريق أيضاً للتعامل مع المياه الخارجة من آبار الطاقة القطرية حتى يتم استخدامها في عمليات الري وتخضير البيئة والتبريد، مشيراً إلى أن الخارطة تحدد دور الشركات في العملية بما يؤدي إلى إنتاج تكنولوجيا قطرية.
وحول خصائص الغاز القطري أوضح عروسي أن به كميات من الكبريت وثاني أكسيد الكربون، كما أن الآبار توجد في البحر وهذا الأمر يضع تحديات لتحلية الغاز عبر تقليل حموضته ومواجهة التكتلات الثلجية المتكونة في الأنابيب التي تحدث نتيجة ارتفاع الضغط وانخفاض الحرارة. مدير مركز أبحاث الغاز عبدالوهاب عروسي عرض لآلية جذب المركز للقطريين للمشاركة ببرامجه قائلا: «في مركز أبحاث الغاز نتعامل مع كل الفئات الطلابية بدءاً من المدارس حتى الدكتوراه فمثلا مسابقة «غازنا» نعمل فيها على جلب طلاب المدارس خاصة القطريين لدراسة العلوم والرياضيات والتكنولوجيا، كما أننا نسعى من خلال عملنا في الجامعة في كلية الهندسة للإشراف على مشاريع في مجال الغاز مع تشجيع الطلاب على استكمال دراستهم العليا والحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه ولدينا طالب قطري سيتخرج هذا العام في أمبريال كولدج متخصص في ضبط وتخزين ثاني أكسيد الكربون.
عروسي لفت إلى أن عدد الباحثين من أعضاء المركز 6 من بينهم الباحث القطري في أمبريال كولدج.
وأشار عروسي إلى أن المركز نجح في الحصول على منح من مؤسسة قطر في مجالات أبحاث معالجة المياه واستعمال الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح لتوليد الكهرباء قائلا: «لدينا اختراع توربين هوائي صغير الحجم يولد طاقة كهربائية ويستعمل على مستوى منصات الغاز وسنقوم بتجربته هذا الصيف، كما أن لدينا بحثاً عن آلة تشخيص للهيدراتس (مادة ثلجية تتكون في الأنابيب وتغلقها) والتي تقوم بتشخيص مكان الهيدراتس وإعطاء إنذار عبر إشارة لاسلكية.
وحول رؤيته لعدم توصيل الغاز الطبيعي للمنازل حتى الآن قال عروسي: «لدينا في مسابقنا غازنا شباب قطريين اقترحوا طرق لتوزيع الغاز للمنازل بطريقة أقل خطورة، كما أن الأنابيب لا توضع في عمق كبير تحت الأرض مع إمكانية غلقها فور حدوث أي مشكلة ولا بد مهما طال الزمن أو قصر أن يتم الأمر، وقطر تحتاج لشبكة لتوزيع الغاز للمنازل والعمارات؛ حيث يؤدي الأمر إلى تقليل مشاكل التلوث الناتجة عن النقل والحوادث بالإضافة إلى التوفير في استخدام الطاقة الكهربائية».
وتابع بالنسبة لاستخدام الغاز الطبيعي في السيارات أظن أنه في المستقبل القريب سيتم الأمر خاصة بعد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة الذي تم في ديسمبر والذي طالب بتعميم استخدام الغاز الطبيعي في السيارات والشاحنات والمطارات في السيارات التي تمون الطائرات وأعتقد أن القضية قضية وقت وأولويات فقط.
وقال نعمل على أن نكون جسراً بين الشركات القطرية والعالمية العاملة في مجال الغاز عبر إيجاد تكنولوجيا قطرية تتناسب مع ظروفنا باختراعها أو جلبها مع جعلها مناسبة لقطر.
وتوقع عروسي استلام مبنى المركز الجديد الشهر المقبل قائلا: المركز يقع بجانب مركز المواد المتقدمة ومركز الدراسات البيئية والمختبرات العامة المركزية لجامعة قطر والبرنامج التأسيسي ومختبر الحيوانات والتي تقع خلف أول دوار في الجامعة في الجهة المقابلة للمكتبة وبنك قطر الوطني خلف المبنى الحالي للبرنامج التأسيسي، وتقع كلها في منطقة واحدة بما يسهل من ربط البحث العلمي في الجامعة بشبكة متواصلة ومتكاملة وهو ما تحرص الجامعة على الوصول إليه على كافة المستويات البحثية واللوجستية.
وقال نعمل الآن على بناء البنية التحتية وتوفير الطاقة البشرية لانطلاقة موسعة للمركز، ونعمل حالياً على تنظيم مؤتمر في شهر مارس 2014 نعلن فيه عن الخريطتين وكل شهر لدينا ندوات عملية وتدرب للشركات.
وكان مجلس أمناء جامعة قطر والمنعقد في 22 يناير 2007 قد وافق على تأسيس مركز أبحاث الغاز بناء على اقتراح قدمته عمادة كلية الهندسة بهدف وضع حلول وتوصيات للمشاكل والتحديات والفرص التي تواجه دولة قطر لمعالجة الغاز. يركز المركز على موضوعين رئيسيين هما إدارة الأصول وعملية التطوير والتنمية المستدامة وصممت الخدمات التي يقدمها المركز لتلبية الضرورات والتحديات على حد سواء لجامعة قطر ولصناعة الغاز القطرية وتشمل المشروعات البحثية التطبيقية والاستشارات والتدريب المهني والندوات والمؤتمر السنوي لمعالجة الغاز وإدارة المعلومات والمكتبة.
وكان المركز قد عقد وبنجاح كبير مسابقة «غازنا» السنوية الرابعة للمدارس الثانوية والتي امتدت على مدى عدة أشهر توجت باحتفالية لتوزيع الجوائز في أبريل الماضي حضرها كبار الصناعيين وشركاء مركز أبحاث الغاز. وقد سجلت 80 مدرسة في المسابقة وبلغ عدد الطلبة أكثر من 600 طالب وطالبة من 30 مدرسة شاركت في مجمل المسابقة، نظّمَ المركز وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية وورش العمل، وعقد المركز ورشة عمل حول تشخيص الاهتزازات باستخدام الاختبارات اللاتدميرية والموجهة للمهتمين والمختصين بصناعة الغاز والبتروكيماويات، بالتعاون مع الشركة الفرنسية الألمانية (بوليتيك)، كما عقد المركز ورشة عمل حول (تطبيقات الأغشية في معالجة المياه) والتي قدمها خبير من مركز تقنيات المياه الحديثة وأبحاث البيئة في جامعة (سوانسي - المملكة المتحدة)، ورشة عمل حول تحديات هيدرات الغاز في صناعة النفط والغاز قدمها خبير من مركز أبحاث هيدرات الغاز في جامعة (هيروت وات) في المملكة المتحدة، ورشة عمل حول المياه العادمة - كانت أيضاً جزءاً من سلسلة الأنشطة التي نظمها المركز لإشراك صناعة الغاز في ترويج واستكشاف الفرص الجديدة في مجالات حماية البيئة مع التركيز على قطر ومنطقة الخليج، ورشة عمل حول (الطاقة الكهربائية للصناعة في قطر)، أقيمت بالتعاون بين مجموعة الطاقة بجامعة قطر وجامعة تكساس إيه أند أم في قطر لمناقشة الزيادة المطردة في الطلب على الطاقة والدور الهام للطاقة الكهربائية في قطر، كما استضاف المركز محاضرة بعنوان «نظرة مستقبلية على الطاقة: رؤية حتى عام 2030» قدمتها شركة إكسون موبيل قطر استعرضت فيها آخر المستجدات في موضوع الطاقة.
الجدير بالذكر أن المركز عضو في جامعة قطر والتي تعد الجامعة الوطنية في قطر ومؤسسة التعليم العالي الأبرز في الدولة منذ انطلاقتها في عام 1973.
وتحتضن الجامعة اليوم أكثر من 8000 طالب وطالبة وتبلغ نسبة أعضاء هيئة التدريس للطلبة واحد لكل 13 طالباً مما أسهم في جعل الجامعة تقف منارة للتعليم العالي والتميز الأكاديمي.
وتضم الجامعة سبع كليات هي: الآداب والعلوم، الإدارة والاقتصاد، التربية، الهندسة، القانون، الصيدلة، والشريعة والدراسات الإسلامية. ومع طرح برنامج علوم الرياضة الجديد تقف جامعة قطر كشريك رئيسي مع الدولة في التحضير والإعداد لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وتقدم جامعة قطر أكثر من 60 برنامجاً أكاديمياً ما يجعلها الأكثر تنوعاً وشمولا في الدولة يتم تصميم واختيار البرامج المطروحة بالشكل الذي يفي ويلبي المتطلبات المتزايدة للمجتمع القطري.
والجامعة ملتزمة بتقديم تعليم يتميز بجودة عالية في العديد من المجالات والتخصصات التي تشكل أولوية وطنية.
ومما يقوي هذا الالتزام هو سعي الجامعة نحو جعل كلياتها وبرامجها ومقرراتها تتوافق بشكل تام مع المعايير والأسس والممارسات العالمية. ونتيجة لذلك نجحت الجامعة في مساعيها نحو الحصول على الاعتماد الأكاديمي للعديد من البرامج والتخصصات من أفضل هيئات الاعتماد الأكاديمي العالمية.
تضع الجامعة مسألة البحث العلمي من ضمن أولوياتها وأهدافها الرئيسية خدمة لطلبتها بشكل خاص وللمجتمع والدولة، ويتجلى ذلك في إدخال ودمج عملية البحث في جميع جوانب الأنشطة الأكاديمية ونجاح الجامعة المستمر في الحصول على أعلى المراكز من منح برنامج الأولويات الوطنية للبحث وكذلك منح برنامج الخبرات البحثية لطلبة البكالوريوس في الجامعات في دوراتهما المتعددة.
تعتز جامعة قطر بتميز وجودة طلبتها وخريجيها وتعمل دائماً لضمان توفير بيئة وحياة جامعية جاذبة تشجع على التميز الأكاديمي والعمل التطوعي وتحمل المسؤوليات المدنية وتنمية روح القيادة لدى الطلبة. من ناحية أخرى، تعمل الجامعة على لعب دور أساسي في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في قطر عبر توقيع اتفاقيات والدخول في شراكات مع قطاع الصناعة والأجهزة الحكومية والمؤسسات الأكاديمية وقطاع العمل بما في ذلك مؤسسات المجتمع المدني.