أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أن الإنجازات التي حققتها دولة قطر في مختلف المجالات في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" والمكانة المرموقة التي تتميز بها، تقف دليلا وشاهداً على سلامة المنهج الذي اختطه القائد المؤسس المغفور له إن شاء الله الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني " طيب الله ثراه"، وعلى صلابة الأسس التي وضعها وقامت عليها أركان دولتنا ، وعلى سمو القيم والأخلاق والمبادئ التي غرسها في هذه الأرض الطيبة وسار على هديها الأجداد والآباء، وأصبحت سمة مميزة لهذا الشعب الوفي، ومصدراً لفخره واعتزازه، وحافزاً لبذله وعطائه من أجل الوطن ورفعته وتقدمه.
وقال سعادته في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ بمناسبة اليوم الوطني للدولة: إننا، في كل عام، ومع تباشير الاحتفال باليوم الوطني يشرفنا حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في مجلس الشورى ويوجه من خلال المجلس خطابه الجامع الشامل الذي يوضح الانجازات ويحدد السياسات، داخليا وخارجيا، ويؤكد المواقف ويرسم ملامح المرحلة القادمة ومتطلباتها وأدواتها والخطط والبرامج اللازمة لتنفيذ أهدافها ومشروعاتها. وكان في مقدمة القضايا التي تضمنها خطاب سموه هذا العام إعلانه إجراء انتخابات مجلس الشورى في شهر أكتوبر من العام القادم، ولابد من الإشارة هنا إلى أن مبدأ الشورى هو مبدأ أصيل في مسيرتنا الوطنية، حرص عليه المؤسس منذ قيام دولتنا الحديثة وكان أحد المرتكزات الأساسية التي قامت عليها الدولة.
ومضى سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود قائلا: إنه من دواعي سرورنا واعتزازنا أن نوضح في هذه المناسبة جانباً من إنجازات مجلس الشورى خلال دور انعقاده الماضي ، فقد أنجز المجلس بالتعاون مع الحكومة الموقرة كافة مشاريع القوانين والمراسيم بقوانين التي أحيلت إليه وتجاوز عددها العشرين مشروع قانون ومرسوما بقانون وشملت مجالات الاقتصاد، وتوفير البيئة التشريعية للاستثمار الداخلي والخارجي، وتشجيع وتحسين بيئة الأعمال وخصوصاً قانون تنظيم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وذلك إلى جانب مشروعات القوانين الخاصة بالأمن الغذائي، والصحة، والمواصلات، وتنظيم العمل الصحفي والإعلامي وغيرها، بالإضافة إلى المواضيع العامة التي تشغل بال المواطنين والتي ناقش المجلس بعضا منها بحضور عدد من الوزراء وفقاً لاختصاصه.
وأضاف سعادته أن إنجازات المجلس تعدت حدود الوطن إلى العالم على اتساعه، ومن أهمها انتخاب دولة قطر ممثلة في رئيس مجلس الشورى رئيسا للمنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد ونقل أمانة المنظمة إلى الدوحة، وتوقيع اتفاقية بين دولة قطر ممثلة بمجلس الشورى، ومنظمة الأمم المتحدة ممثلة في مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، لإنشاء مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي يعنى بالمشاركة البرلمانية في منع ومكافحة الإرهاب، يكون مقره في دولة قطر وتغطي أنشطته برلمانات دول العالم، مما يعكس ثقة المجتمع الدولي في بلادنا، وتقديره لجهود حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، في مكافحة الإرهاب ومعالجة جذوره وأسبابه. كذلك اختار الاتحاد البرلماني الدولي مؤخراً مجلس الشورى مكاناً أطلق منه كتابه للذكرى الـ130 عاماً على إنشائه". وإلى جانب هذه الإنجازات الهامة ذات البعد العالمي فقد وقع مجلس الشورى العديد من مذكرات التفاهم مع التنظيمات البرلمانية الإقليمية والدولية وبرلمانات عدد من الدول الصديقة بهدف دعم التعاون وتعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية.
وقال سعادة رئيس مجلس الشورى إنه إذا كان احتفالنا هذا العام قد جاء في وقت تتصدى فيه البلاد لجائحة كورونا (كوفيد-19) فإننا نحمد الله عزّ وجلّ أن وفق قيادتنا وكافة أجهزة الدولة المعنية، وفي مقدمتها الكوادر الطبية، لانتهاج أنجع السبل لمواجهة هذه الجائحة وتوفير كل الاحتياجات اللازمة لتخفيف آثارها، وبالتأكيد فإن روح التضامن والتعاضد التي تميز بها مجتمعنا في تصديه لجائحة (كورونا) كان مبعثها القيم الفاضلة والأخلاق السامية التي تحلى بها المؤسس وتوارثها أبناء هذا الوطن جيلاً بعد جيل.
وحول شعار اليوم الوطني لهذا العام، "نحمدك يا ذا العرش" قال سعادته إنها كلمات معبّرة وذات مدلولات عميقة، تضمنها شعر المؤسس وعكست ما حبا الله به قيادات قطر وشعبها من صفات حميدة وأخلاق سامية ومبادئ راسخة، فهم يتميزون بالثبات والصمود عند الشدائد وبالحمد والشكر لله عند تحقيق الإنجازات.
واختتم سعادة رئيس مجلس الشورى تصريحه، داعيا لمواصلة التمسك بمبادئ المؤسس وفكره ومنهجه وقيمه والعمل على هديها والاسترشاد بها وأن يستلهمها الجميع في أداء المهام الموكلة لهم، كل في مجاله، ففيها نجد قوة الإرادة وصدق الوطنية ووضوح الرؤية والحرص على كرامة الوطن وسيادته واستقلالية قراره.