

اختتمت بالدوحة أعمال البرنامج التدريبي للأكاديمية الصيفية الإقليمية لمكافحة الفساد لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي نظمته هيئة الرقابة الإدارية والشفافية بالتعاون مع الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد (IACA)، بمشاركة نخبة من المختصين والمسؤولين في أجهزة النزاهة ومكافحة الفساد بدول مجلس التعاون الخليجي، وذلك خلال الفترة من 9 إلى 12 نوفمبر 2025.
ويُعدّ هذا البرنامج النسخة الأولى من نوعها التي تُقام خارج مقر الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد، مما يمنحه بُعدًا استثنائيًا ومكانة متميزة في سجل التعاون الخليجي والدولي في مجال تعزيز النزاهة والشفافية.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز قدرات المشاركين وتمكينهم من تبادل المعارف حول أحدث الممارسات الدولية في مكافحة الفساد والوقاية منه، مع التركيز على القضايا المستجدة مثل إدارة الأصول ومصادرتها، والذكاء الاصطناعي في المشتريات العامة، والعملات الرقمية، والنزاهة في الرياضة، وهي موضوعات تعكس التحولات المعاصرة في الحوكمة ومكافحة الفساد عالميًّا.
ويأتي انعقاد هذا البرنامج في توقيت استثنائي، إذ يسبق بشهرٍ واحد انعقاد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (CoSP11)، الذي سوف تستضيفه دولة قطر في ديسمبر المقبل، بما يُبرز التزام الدولة المتواصل بتعزيز النزاهة والشفافية وترسيخ دورها الريادي في دعم الجهود الدولية لمكافحة الفساد.
وشهد البرنامج مشاركة واسعة من عدد من الجهات الوطنية في دولة قطر، والتي بلغت 16 جهة، من بينها هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، والنيابة العامة، ووزارة الداخلية، ووزارة العدل، ووزارة الدفاع، وديوان المحاسبة، وتأتي مشاركة هذه الجهات في إطار حرصها على رفع كفاءة منتسبيها في مجالات النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد.
ويُتوقع أن يُسهم البرنامج في تأهيل الكوادر القطرية والخليجية وتزويدها بالمعارف الحديثة المرتبطة بالتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في رصد الفساد والوقاية منه، مما يعزز مكانة المنطقة كمركز فاعل في مسار التطوير المؤسسي والنزاهة العالمية.
وقالت فاطمة عبدالله النعمة – رئيس قسم التوعية بهيئة الرقابة الإدارية والشفافية: حسب المرسوم رقم (11) لسنة 2019 تمت الموافقة على انضمام دولة قطر إلى اتفاق إنشاء الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد بصفتها منظمة دولية، وتضم الاكاديمية 82 دولة طرفاً، وتهدف إلى توفير التعليم والتدريب المهني في مجال مكافحة الفساد، والاضطلاع بأبحاث في كل جوانب الفساد وتيسير إجراء مثل تلك الأبحاث.
وأضافت في تصريحات صحفية: تهدف الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد إلى تقديم أشكال أخرى من المساعدات التقنية ذات الصلة في مجال مكافحة الفساد، وتشجيع التعاون الدولي والترابط الشبكي في مجال مكافحة الفساد.
وتابعت: تستفيد دولة قطر من الخبرات الاكاديمية المتوفرة لدى الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد، وبناء عليه فقد تعاونت دولة قطر مع الاكاديمية في اعداد وتنفيذ أكثر من برنامج تدريبي لتدريب موظفي الدولة، وفي هذا السياق قررت دولة قطر التعاون مع الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد لتوفير برنامج تدريبي لعدد 50 شخصا من دول الخليج، وهو برنامج متخصص تقدمه الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد يسمى «الأكاديمية الصيفية».
وأوضحت أن الأكاديمية الصيفية الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي 2025 هي برنامج متعدد التخصصات يُعزز فهما أعمق للفساد، ويُهيئ المشاركين لمواجهة التحديات بشكل أفضل، وتعزيز أفضل الممارسات، ويقدم أطرا لاستراتيجيات مستدامة المكافحة الفساد والامتثال.
وأشارت إلى أن التدريب يغطي المواضيع المتعلقة بمكافحة الفساد، مثل أحدث الاتجاهات في مكافحة الفساد والامتثال، والمنظور العالمي والإقليمي، واسترداد الأصول وإدارتها، والمشتريات العامة، والنزاهة في الرياضة.