أوضحت الدكتورة رنا فتحي - استشاري طب الاسرة في مركز الخور الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية – أن متلازمة القولون العصبي هي حالة صحية مزمنة وشائعة تصيب الأمعاء الغليظة (القولون)، وتسبب تقلصات وانتفاخًا في البطن، بالإضافة إلى تغيُّر في نمط حركة التجويف المعوي، يمكن أن يؤثر على أي شخص في أي عمر، كما تختلف أعراضها بين المصابين بها، وتُصنَّف ضمن اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية لأنها تسبب هذا الخلل في نمط حركة التجويف المعوي دون سبب أو أثر واضح لوجودها.
عوامل عدة
وقالت د. رنا فتحي: القولون العصبي ليس له حتى الآن سبب واضح للإصابة به، ولكن يُعتقد أن سببه اجتماع عدة عوامل معًا، منها خلل بين الإشارات العصبية في الجهاز الهضمي والدماغ، او مشاكل في حركة الجهاز الهضمي. او فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة، بحيث تكون هناك زيادة في العدد، أو تغيير في نوع البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، او بعد الإصابة بعدوى شديدة مثل السالمونيلا أو الفيروسات وقد يكون السبب وراثيا او من حساسية الطعام إضافة الى بعض المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق وغيرهم من المشاكل.
عوامل الخطورة
وأضافت: من بين عوامل الخطورة العمر، حيث يصيب سنَّ المراهقة حتى الأربعينيات من العمر، او التاريخ العائلي او الجنس حيث ان نسبة الإصابة عند النساء أكثر بمرتين من الرجال. وهناك المشاكل النفسية مثل: القلق، والاكتئاب، والعنف الأسري، وبعض اضطرابات الشخصية كالانفصام واضطراب ثنائي القطب.
وأشارت إلى عدد من الأعراض من بينها:
• تقلصات وآلام في البطن وغالبًا ما يكون مرتبطًا بحركات الأمعاء، والتغيرات في حركات الأمعاء.
• فقدان الشهية.
• الشعور بالتخمة.
• غازات في البطن.
• إسهال أو إمساك أو كلاهما.
• مخاط أبيض في البراز.
متى يجب رؤية الطبيب
وعن الوقت الأنسب لرؤية الطبيب قالت الدكتورة رنا فتحي: الوقت الأنسب هو عند وجود أعراض قد تدل على وجود مشكلة خطيرة مثل: نزيف في المستقيم (الشرج)، أو الإسهال الدموي، او فقدان الوزن دون سبب، او عند الإحساس بكتلة صلبة أو تورم في البطن. وضيق في التنفس، ودقات قلب ملحوظة (خفقان)، وشحوب في الجلد.
وأوضحت أن التشخيص يعتمد غالبًا على استبعاد المشاكل أو الأمراض الأخرى المشابهة لها، وأن من التحاليل التي قد تُجرَى لفعل ذلك:
• الفحص السريري.
• التاريخ الطبي.
• التحاليل المخبرية: تحليل الدم والبراز.
• اختبارات أخرى: الأشعة السينية، والأشعة المقطعية، ومنظار القولون، واختبار تحمُّل اللاكتوز، واختبار تنفس الهيدروجين للتحقق من فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة.
التعايش معه
وأضافت: نظرًا لعدم وجود سبب واضح له، فغالبًا ما يعتمد العلاج على التخفيف من الأعراض؛ للتمكن من التعايش معه، حيث يمكن التحكم في أغلب الأعراض في الحالات البسيطة بإجراء بعض التعديلات على نمط الحياة، وفي حال كانت الحالة أصعب وازدادت حدة الأعراض، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية للتخفيف منها مثل مكملات الألياف، ومضادات للإسهال، ومضادات الاكتئاب، ومضادات تقلصات البطن، ومضادات حيوية.
