هل استفاد العنابي من دروس الدب الروسي؟

alarab
رياضة 12 نوفمبر 2016 , 12:17ص
الدوحة - العرب
خرج العنابي بفوز معنوي جيد على المنتخب الروسي في ودية أمس الأول قبل المواجهة الهامة التي ستجمعه ظهر الثلاثاء المقبل بنظيره الصيني في الجولة الخامسة من التصفيات الحاسمة المؤهلة لمونديال روسيا 2018، ويأتي هذا الفوز في توقيت جيد لرفع معنويات الجهاز الفني واللاعبين ومنحهم دفعة مطلوبة سعيا لتصحيح مسار العنابي لإحياء الأمل في المنافسة من جديد رغم صعوبة المهمة.
رغم أهميته المعنوية فإن الفوز على المنتخب الروسي لا يجب أن يحجب عن الجهاز الفني عددا من المعطيات عليه أن يأخذها بعين الاعتبار تحسبا لمفاجأة من الجانب الصيني الذي غيّر قيادته الفنية بمدرب محنك يعرف كرة القدم الصينية جيدا، من خلال إشرافه على نادي جوانجو إيفرجراندي وتتويجه معه بعدة ألقاب، لذلك فالمهمة لن تكون سهلة، ولا يتوجب على مكونات المنتخب أن تولي أهمية كبيرة للفوز على المنتخب الروسي رغم حاجته الماسة لتحقيق ذلك في هذا الظرف بالتحديد، فالانتصار مهما كان يظل عاملا مشجعا ومحفزا خلافا للهزيمة.
نصف ساعة من التيه
واحدة من النقاط التي يتوجب على الجهاز الفني التركيز عليها في التحضير للمباراة المقبلة هو تأخر لاعبي العنابي في دخول المباراة، حيث بدوا تائهين في الدقائق الأولى من خلال خسارتهم السريعة للكرة وفقدانهم التركيز، وفشلهم في المواجهات الثنائية مع اللاعبين الروس ذوي البنيات الجسدية القوية، فكانت المفاجأة أن العنابي تأخر في النتيجة مبكرا منذ الدقيقة الخامسة، وهو أمر عليه أن يتفاداه في المباريات المقبلة بداية من مواجهة الصين بغض النظر عن التشكيلة التي لعب بها المنتخب وغياب لاعبين أساسيين، فجميع من توجه له الدعوة يكون أساسيا وجاهزا للعب.
عادة ما تعتبر الدقائق الأولى من المباراة هامة ومصيرية في تحديد نتيجتها النهائية، رغم التقلبات التي يمكن أن تحدث من حين لآخر، لذلك فتلافي اهتزاز الشباك يكون مهما للغاية في هذا المستوى من التنافس خاصة إذا كان المنافس قادرا على التسجيل أكثر من مرة، فلو تمكن الروس من تسجيل هدف ثان لانهارت معنويات لاعبي العنابي وأصبحوا صيدا سهلا للمنافس؛ لذلك فالتركيز مطلوب طوال 90 دقيقة والطريقة التي بدأ بها العنابي المباراة كانت خجولة إلى أبعد مدى، كما تجلى ذلك في تحاشي أكثر من لاعب المواجهة المباشرة مع المنافس، مفضلا إعادة الكرة إلى الحارس مما دفع فوساتي إلى تنبيه اللاعبين بغضب وحثهم على الانطلاق نحو الأمام بدل العودة إلى الخلف.
القدرة على العودة في النتيجة
واحدة من النقاط المضيئة في المباراة الودية تمثلت في قدرة لاعبي العنابي على العودة رغم طول الفترة التي بلغت ما يقارب نصف ساعة، وهي مدة زمنية طويلة في مواجهة منافس آخر، حيث كان العنابي الأكثر تواجدا وحضورا في الساعة الأخيرة من المباراة بعدما تراجع أداء المنتخب الروسي، ولم يحافظ على الوتيرة التي بدأ بها إلى درجة أنه لم يهدد مرمى العنابي في الشوط الثاني إلا مرة واحدة.
الثقة في النفس ومضاعفة الجهد أملا في تجاوز التأخر في النتيجة يعتبر عاملا جيدا بالنسبة للعنابي، خاصة أنه فشل كثيرا في تحقيق ذلك في عدد من المباريات الهامة، لذلك فهذا أمر إيجابي على الجهاز الفني أن يستثمره جيدا إضافة إلى أمور أخرى في المرحلة المقبلة.
الحارس الشيب في الموعد
فوز العنابي ليس المؤشر الإيجابي الوحيد في المباراة، فالحارس سعد الشيب قدم مباراة جيدة عموما حيث تمكن من صد فرصة خطيرة للروس قبل ثوان معدودة من ضربة الجزاء في الدقيقة الخامسة، ثم صد ضربة جزاء في الشوط الثاني حارما المنتخب الضيف من تسجيل هدف التعادل ليمكن العنابي من تسجيل فوز معنوي جيد. يعتبر حارس المرمى أحد المراكز الحساسة في أي فريق أو منتخب باعتباره آخر لاعب في الملعب، وأخطاؤه دائما ما تكون مكلفة بذلك، فعندما يكون حارس المرمى في المستوى المطلوب، فإنه يساهم في قيادة الفريق وتوجيهه، ولعل الأداء الجيد للحارس سعد الشيب في مباراة أمس الأول يكون عاملا مشجعا له على الاجتهاد أكثر وتقديم أداء أفضل لضمان الرسمية في المنتخب.
لاعبون بمهام جديدة
اعتبارا لغياب 4 لاعبين عن المواجهات المقبلة من التصفيات فقد كان منتظرا أن يعمد فوساتي إلى اختبار لاعبين معينين في المراكز المعنية بالغيابات بداية من قلب الدفاع، حيث فضل الاعتماد على الثنائي بوعلام خوخي وبيدرو ميجيل ليعود الأخير لمكانه المعتاد بدل اللعب ظهير أيمن، كما كان عليه الأمر في اللقاءين الأخيرين مع فوساتي، في حين أوكل لإبراهيم ماجد الجهة اليسرى بدلا من عبدالكريم حسن سعيا لتجريب لاعبين في مراكز معينة قبل مواجهة الصين، وقد يكون في الأمر تضليلا مادام أنه يعرف بكون أعين الصينيين قد تابعت المباراة بدون شك.
وفضل فوساتي الدفع بكسولا إلى الأمام قليلا ليلعب في الارتكاز إلى جانب لويس مارتن بحثا عن ثنائي جديد، في حين فضل الاعتماد على الشاب أحمد علاء في الهجوم والأخوين عفيف في الطرفين الأيمن والأيسر، وفي الوسط علي أسد، أما في الشوط الثاني فقد ارتبكت التغييرات الكثيرة كل الحسابات بعدما فضل إعادة علي عفيف إلى الوراء لتعزيز خط الدفاع والاعتماد على المهدي علي في عمق الدفاع، والدفع بأكرم عفيف إلى قيادة الهجوم، حيث تأثر أداء العنابي بالتغييرات المتواصلة رغم أنه كان الأكثر خطورة في الشوط الثاني.
ما مدى جدية الاختبار الروسي؟
يعتبر هذا هو السؤال الأهم في الموضوع، فأخذا بعين الاعتبار المباراة في شموليتها فإن المنتخب الروسي لم يكن منافسا قويا في هذه التجربة الودية باستثناء الدقائق الأولى التي وضع فيها العنابي تحت الضغط، وهي النقطة التي يتوجب أن ينتبه إليها فوساتي جيدا، أما ما يقارب ساعة من الزمن فقد تلاشت القوة الروسية وظهر كأنه في حصة تدريبية.
المباريات المفيدة هي تلك التي تظهر لك للجهاز الفني عيوب فريقه وتكشف له نقاط الضعف لتجاوزها، أما في غياب ذلك فإنه يصبح تضليلا يمكن أن يقوده لاستنتاجات مغلوطة قد يدفع ثمنها لاحقا، لذلك فالمطلوب من فوساتي أن يركز على دروس الربع ساعة الأولى من المباراة، ففيها الكثير من الأمور التي تحتاج إلى تقويم لعلها أهمها شخصية الفريق.