اختناقات مرورية تفرز سلوكيات سيئة من سائقين
            
          
 
           
          
            
                 تحقيقات 
                 12  نوفمبر  2015 , 02:06ص  
            
            
           
          
            
              رانيا غانم
            
           
            
          
            طالب مواطنون ومقيمون بإيجاد حلول سريعة لتوسع سلوكيات سيئة من سائقين في المحاور الرئيسية والإشارات الضوئية والطرق والشوارع، وأكدوا في حديث لـ «العرب» أن الكثير من السائقين أصبحوا يتجاوزون قواعد وقوانين المرور وخصوصا في أوقات الذروة والازدحامات المرورية، وقالوا: إن وجود رجال المرور في هذه الأماكن يمنع الكثير من الحوادث والأزمات؛ حيث يلتزم كثير من السائقين بقواعد المرور عند وجود دوريات المرور ومراقبي السير.
ويبدو أن شدة الازدحام التي تعاني منها الدوحة حاليا، وصعوبة المرور في الكثير من الشوارع، وتضاعف الوقت المحدد للذهاب إلى الوجهة المطلوبة عدة مرات، يبدو أنه إفرز سلوكيات سيئة لسائقي المركبات لم تكن موجودة من قبل، أو على الأقل لم تكن شائعة كما هو الحال الآن.. بعض هذه السلوكيات السيئة يمكن مع تشديد الرقابة المرورية أو تواجد رجال المرور، خاصة الإشارات والأماكن المزدحمة، الحد منها بشكل كبير، إلا أن هناك بعضها لا يمكن ضبطه أو مخالفته لأنه نابع من سلوكيات السائقين وأخلاقهم، مثل عدم السماح لآخرين بالمرور أمامهم حتى ولو كانوا قادمين من مسار جانبي أو مختلف ولا يتعمدون تخطي سياراتهم، أو بسبب توقف الطريق أمام مسارهم وعليهم الانحدار إلى المسار الجديد، أو ضاق الشارع فجأة كما يحدث في بعض الأماكن، لكن يصر القادم من الخلف على المرور غير عابئ بالآخر المتوقف رغما عنه، وأيضا عدم إعطاء فرصة للراغب في الانتقال إلى المسار الآخر باتخاذ هذه الخطوة، والتضيق عليه حتى يفوته الدخول إلى الجهة التي يقصدها، أو الملاحقة بأصوات أدوات التنبيه أو الإضاءة المتوهجة حتى يفسح الطريق حتى ولو كان السائق الذي أمامه ملتزما بأقصى سرعة مقررة للطريق، كما يتعمد البعض إضاءة الأنوار العالية لسياراتهم ليلا مما يؤدي إلى إزعاج سائقي السيارات التي أمامهم ويؤثر على قدرتهم على الرؤية بشكل سليم، وقد يتسبب في وقوع بعض الحوادث حسبما شكا لـ»العرب» بعض المتضررين من هذه التصرفات المخالفة للقانون والمعبرة عن أزمة أخلاقية قاتلة.
تجاوز قاتل
الدخول من الحارات أو المسارات غير المخصصة للمرور منها، مشكلة كبيرة تتكرر في الكثير من الإشارات، مما يتسبب في حوادث كبرى، وخاصة في الإشارات المزدحمة مثل إشارة رامادا وإشارة تقاطع نجمة قرب برج «تويوتا» وبعض إشارات الكورنيش خاصة الموجودة أمام حديقة الرميلة؛ حيث تأتي سيارة من المسار المستقيم على الشارع لتنحرف يسارا وتأخذ الاتجاه غير الملائم لها، مما يعرض السيارات القادمة من الاتجاه الصحيح للإشارة والتي اتخذت مسبقا المسار المحدد للاصطدام بها، أو محاولة تفاديه مما يعرضه هو والسيارات خلفه للحوادث، وتتعالى المطالب بضرورة وجود رجال المرور على الإشارات التي تتزايد فيها هذه الظواهر لمنعها من فعل هذا، بدلا من أن تتسبب في تحقيق كارثة حقيقية حسبما يؤكد أبو عبدالرحمن «تكثر هذه الظاهرة في الإشارات المزدحمة؛ حيث يعتبرها من يقوم بها نوعا من المهارة و»الفهلوة» و»الشطارة» لأنه يتجاوز كل السيارات الواقفة في المسار المحدد والتي ربما مع شدة الازدحام تغلق الإشارات وتفتح عدة مرات دون أن تمر، ثم يأتي هو من مساره الآخر فيزاحم السيارات الموجودة منذ البداية، وهو هنا لا يرتكب خطأً أخلاقيا فقط بمزاحمة الآخرين وأخذ دورهم دون وجه حق، لكنه أيضا ربما يتسبب في وقوع حوادث خطيرة، حيث يفاجأ السائق القادم من مساره الأصلي بسيارة قادمة تأخذ مكانه مما يصيبه بالارتباك، ولولا ستر الله تعالى لوقعت الكثير من الحوادث في مرات عديدة شهدتها بنفسي».
ظاهرة متزايدة
الشكوى ذاتها التي تشكو منها أم زياد، التي تقول: إنها كادت أن تتعرض لصدم سيارتها مرات عديدة بسبب هذا التصرف الأهوج: «للأسف هذه الظاهرة متزايدة، حتى إنني أصبحت أتجنب تماما المسار الأيمن في الطريق الذي أسير فيه حتى لا أتعرض إلى هذا الأمر أو مزاحمة السيارات لنا وتخطينا من اليمين، فعندما يحدث لي هذا أُصاب بالارتباك وربما لا أستطيع التصرف، وفي كل مرة حدث لي هذا كانت أعصابي تظل متوترة لبعض الوقت، والله وحده هو من ينقذني وقتها، وأتمنى أن يُكثّف رجال المرور تواجدهم في الإشارات والأماكن المزدحمة لضبط الأمور بعض الشيء والقضاء على هذه المخالفات التي يبدو أن الكاميرات لا تلتقطها مما يؤدي إلى التمادي فيها، لكن لو وجد المخالفون رجال المرور في تلك الأماكن أو تمت مخالفتهم على أفعالهم لما قاموا بها مرة أخرى ولما تزايدت هذه الأفعال كيفما نرى الآن، لدرجة أن البعض يتعامل معها على أنها أمر عادي ومشروع، فيتركون الصف الطويل الواقف منتظرا إشارته ويسيرون في المسار الأساسي، ثم سرعان ما ينحرفون إلى اليسار متخطين كل السيارات المتوقفة».
تخطي الإشارات
وتشير السيدة إلى مخالفة أخرى يرتكبها بعض قادة السيارات، وهي قيام سائقين في بعض الإشارات التي لا توجد فيها رادارات بالدخول على التقاطع والإشارة حمراء ولا يلتزم فيها سائقون بتوقف سياراتهم ويسارعون بتخطي الإشارة قبيل مرور السيارات التي فتحت الإشارة لها «هناك عدد من الإشارات الصغيرة أو التي تم افتتاحها حديثا، وهي بلا رادارات أو كاميرات؛ لذا فإن بعض السائقين لا يلتزمون بضرورة التوقف مع تحول الإشارة إلى الأحمر، ويكملون مسارهم وكأنها مفتوحة قبل أن تبدأ السيارات في الوجهة الأخرى التي يفترض أن تمر هي في دخول الإشارة، وهذا بالطبع يمكن أن يسبب الاصطدام والحوادث، فالبعض للأسف لا يهتم ولا يلتزم إلا إذا كانت هناك كاميرات ترصد أو شرطي مرور واقف، وبدون ذلك لا يلتزم ولا يحترم حق الآخرين أو يحافظ على حياتهم وحياته هو شخصيا ومعتقدا بذلكم أنه سائق ماهر». 
قراءة خطأ
يبدو أن البعض يقرأ لون الإشارة الأصفر بشكل خاطئ، فالإشارة التي تعني للسائقين أخذ وضع التوقف والتهدئة إيذانا بالتحول إلى الأحمر خلال ثوان معدودة، يعتبرها البعض إشارة للإسراع في السير والمرور سريع وعبور الإشارة قبيل غلقها أو احمرارها، وتتحول الإشارات في تلك اللحظات إلى ما يشبه الماراثون للعبور السريع على حد قول راشد عبدالملك «هناك من يعتبر الإشارة باللون الأصفر دعوة للمرور بسرعة وليست لبدء التوقف، ففي بعض الأحيان عندما أتوقف مع اللون الأصفر أجد استهجانا من السيارة القادمة فتدق لي «الهرن» كنوع من التذمر منها على فعلتي «الغريبة «برأيهم، وأحيانا يكاد من يأتي خلفي يصطدم بي لأنه يتوقع أنني سأمر سريعا، وتفاجأ بتوقفي، رغم أنني أحاول أن يكون هذا تدريجيا وتظهر أنوار الفرامل التي أضغط عليها لمن خلفي، لكن توقعهم بأنني سأنتهز الفرصة وأمر يجعلهم ربما لا يلحظون ذلك».
إزعاج
رفع أصوات الكاسيت في السيارة ظاهرة لم تكن موجودة من قبل في شوارع الدوحة، إلا أنها بدأت في الظهور مؤخرا، كما تقول أم محمد: «كنا سابقا قلما نسمع صوتا مرتفعا خارجا من سيارة اللهم في الاحتفالات وبعض المناسبات واحتفالات الفوز للفرق الرياضية، ويكون هذا ضمن مظاهر الاحتفال على الكورنيش أو في الشوارع والتي سرعان ما تنقضي بانقضاء الحدث، لكن الآن أصبحنا نجد بعض أصحاب السيارات يرفعون أصوات الموسيقى والأغاني الخارجة من سياراتهم، خاصة ليلا أو في بعض الأماكن مثل «كتارا»، أو متوقفة على الكورنيش، وهو سلوك غير لائق ويعطي انطباعا سيئاً عن صاحبه، فمن حقك أن تستمع إلى ما تشاء داخل سيارتك، لكن ليس ما حقك فرض ما تسمع على الآخرين أو تلويث أسماعهم وإزعاجهم، وتزيد المشكلة في الشتاء عندما تكون الأجواء جيدة ويفتح السائقون نوافذ سياراتهم فترتفع الأصوات الخارجة من السيارات».
وتدعو السيدة إلى الحفاظ على السلوكيات والآداب العامة ومراعاة حقوق الآخرين.
صداع يومي
ما يتكرر يوميا أمام المدارس يمثل أكثر السلوكيات السيئة ظهورا، أو هو «كوكتيل» منها، كتخطي الآخرين كلما سنحت الفرصة، وصف السيارات في غير الأماكن المخصصة لها حتى ولو منع غيره من السيارات من الحركة، فضلا عن السرعة الكبيرة في الشوارع المحيطة مما قد يعرض الطلاب للخطر، وتخطي الإشارات القريبة من المدارس التي لا يوجد عليها كاميرات.
وتروي أم خالد جزءا من معاناتها اليومية: «أصبح التوجه إلى مدرسة الأبناء أزمة نفسية كبيرة بالنسبة لي، فالازدحام كبير للغاية والغالبية لا تحترم الآخرين، فنجد من يزاحم ليدخل أمامك، ومن يسير في الاتجاه المعاكس ليوقف السير تماما في هذا الاتجاه، وهناك من يصف سيارته أمامك فلا تستطيع الحركة أو المغادرة إذا كنت تريد ذلك، وأحيانا نظل لأكثر من نصف ساعة حتى نتمكن من الوصول إلى المنطقة القريبة من البوابات التي يمكننا أن نتوقف بجوارها لتنزيل أولادنا إلى المدرسة أو نقوم بصف السيارات كي ندخل المدرسة لإحضارهم منها، وكثيرا ما أعود بالأولاد لأجد سيارة أو أكثر تقف أمامي ولا يوجد فيها سائقها؛ لأنه دخل لإحضار أبنائه وأظل أنا متوقفة مدة طويلة لانتظاره، ويفعلون ذلك بكل أريحية دون مراعاة للآخرين الذين يكون لديهم ارتباطات أخرى، فإنا مثلا بعد المدرسة بفترة مباشرة يذهب ابني إلى الدرس، وأي وقت تأخير في الوقوف أمام المدرسة يؤخره عن درسه، وأعرف صديقة لي تتعرض لذات الموقف، لكن مشكلتها أكبر لأنها تكون ذاهبة لمدرسة أخرى يدرس بها أحد أبنائها لإحضاره، وعندما تتعرض لمثل هذا الموقف تتأخر عليه كثيرا، وأحيانا تذهب لتجده وحده بالمدرسة مع المشرفين دون طلاب».