

افتُتح في طوكيو أمس الأول معرض «حوار على ورق- إرث العام الثقافي قطر - اليابان»، وهو معرضٌ تم تنظيمه من خلال برنامج الأعوام الثقافية احتفالاً بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين قطر واليابان. وحضر الافتتاح السيد حمد ناصر حمد خالد آل ثاني، ممثل السفارة القطرية في اليابان. يتضمن المعرض 28 قطعة من إبداع الفنان القطري البارز، يوسف أحمد، والفنان الياباني هاياكي نيشيغاكي.
ومن المقرر أن يفتح أبوابه للجمهور في المركز الفني الشهير 3331 آرتس تشيودا في طوكيو، اليابان في الفترة من 10 يونيو 2022 وحتى 30 يونيو 2022.
يُذكر أن سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر قد أسست مبادرة الأعوام الثقافية في 2012 لتعزيز التفاهم المتبادل والتقدير بين قطر ودول العالم. ومنذ ذلك الوقت، حققت مبادرة الأعوام الثقافية نجاحاً ملموساً في شراكتها مع المملكة المتحدة والبرازيل وألمانيا وتركيا والهند وفرنسا ودول أخرى خلال العقد الماضي.
افتتحت المعرض الدكتورة عائشة المسند، نائب مدير الشؤون المتحفية بالوكالة في متحف: المتحف العربي للفن الحديث وقيِّم المعرض، وقالت: «حوار على ورق هو معرض مميز يتصادف والذكرى العاشرة لتأسيس مبادرة الأعوام الثقافية في قطر ويحتفل بمرور 50 عامًا على العلاقات القوية بين قطر واليابان. في الواقع، كانت اليابان البلد الشريك في اول عام ثقافي.
وأضافت: يشرفنا أننا نعرض اليوم هذه القطع المذهلة التي تعبر عن التعاون الفني الدائم الناتج عن التبادل الثقافي بين البلدين. نعتقد في متاحف قطر أنه عندما ترتبط الثقافات، نبدع أشياء جميلة، ويعد المعرض – وليد هذا التعاون - تجسيدًا حقيقيًا لهذه المشاعر.»
ويجسد «حوار على ورق» تعاونًا فنيًا متميزًا بين يوسف أحمد وهاياكي نيشيغاكي. يسلط المعرض الضوء على أوجه التشابه بين الممارسات الثقافية لصناعة الورق وفن الخط في اليابان وقطر. يخلط يوسف أحمد وهاياكي نيشيغاكي معًا عجينة واشي اليابانية -وهي رمزٌ تاريخٌي ثريٌ للثقافة اليابانية - بالعجين المصنوع من سعف أشجار النخيل القطرية، التي تُعتبر أشجارًا مباركةً في الثقافة العربية والإسلامية.
وكانت النتيجة عبارة عن ورقة هجينة جديدة كانت بمثابة وسيط حرفي، يمثل في ذات الوقت اندماج بيئتين وثقافتين مختلفتين. قام كل فنان بعد ذلك بتطبيق تفسيره الخاص لفن الخط على الورق لإنشاء لغة بصرية فريدة من نوعها تستكشف أوجه الاختلاف والتشابه بين التقاليد الثقافية.
وتجسِّد إحدى القطع المميزة الجمال الذي ينتجه تواصل الثقافات. فقد اختار لها يوسف أحمد الآية الكريمة «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» سورة الحجرات، آية (13)، والتي تعبِّر عن أهمية العلاقات الطيبة بين الشعوب المختلفة. تظهر الآية القرآنية في شكل جملة دائرية في وسط العمل الفني، حيث قام هاياكي نيشيغاكي بتزيين المساحة بأسلوبه الفني الخاص.
وتطابق العمل الفني مع أسلوب الخط العربي المسمى «الخط الديواني الجلي». مارس يوسف أحمد هذا النوع من الخط العربي لأول مرة في عام 1970، العام الذي أرّخ لبداية العلاقات بين قطر واليابان.