«وآمنهم من خوف» يناقش تسخير الذكاء الاصطناعي للتعريف بالإسلام

alarab
الملاحق 12 مارس 2025 , 01:25ص
حامد سليمان

تناولت الجلسة الثالثة من جلسات برنامج «وآمنهم من خوف» الرمضاني الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، «التعريف بالإسلام في زمن الذكاء الاصطناعي».
تطرق العلماء المشاركون إلى سبل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الدعوة إلى الله والتعريف بالدين، إضافة إلى المحاذير التي يجب الانتباه لها في هذا الجانب، وأكدوا أهمية كبيرة بأن تكون المعلومات الصادرة عن منصات الذكاء الاصطناعي مبنية على مصادر موثوقة، لافتين إلى ان هناك فرصة لنشر الإسلام عبر حوكمة هذه البرامج والتحكم فيها، واستخدامها في نشر الفتاوي الإسلامية.
شارك في الجلسة فضيلة الشيخ الدكتور سلطان الهاشمي- كلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة قطر، وفضيلة الشيخ الدكتور نور الدين الخادمي- كلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة قطر، وفضيلة الشيخ الدكتور أسامة كريستيان تانكريدي- داعية بمركز عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، وفضيلة الشيخ الدكتور عبد الفتاح محمد سعد- كلية الدراسات الإسلامية، جامعة حمد بن خليفة.

د. سلطان الهاشمي: ندعو لإنشاء «وحدة متخصصة»

شدد الدكتور سلطان الهاشمي على أهمية العمل الجماعي المؤسسي؛ لكون المرحلة التي نعيشها اليوم لا يصح فيها العمل الفردي، مبيناً أن الله سبحانه وتعالى هيأ لنا هذه التقنيات والوسائل الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي لنشر الإسلام وتعميم الفائدة الإيجابية على الجميع. وأوضح خلال مداخلته، أن الذكاء الاصطناعي هو مجال من مجالات علوم الحاسب يهدف إلى إنشاء أنظمة وبرامج قادرة على محاكاة الذكاء البشري مثل التعليم والتفكر واتخاذ القرارات وحل المشكلات، منوهاً بأن الذكاء الاصطناعي مهما تطور تبقى الحاجة للداعي والمفتي لتحقيق الهدف المرجو.
ولفت إلى أن هناك أهمية كبيرة بأن تكون المعلومات الصادرة عن منصات الذكاء الاصطناعي مبنية على مصادر موثوقة وجهات علمية معروفة مثال وزارة الأوقاف وإدارة البحوث، وألا أن نعتمد على الأفراد، مع الأخذ بعين الاعتبار، بأن السرعة قد تؤدي لتداخل المعلومات وعدم دقتها.
وتطرق الهاشمي إلى بعض التطبيقات الإلكترونية التي لا تعتبر مرجعاً دقيقاً بجميع المراحل، وخاصة المقاطع القرآنية الإلكترونية، والتي يتم تداولها عبر مواقع التواصل، والتي يشوبها الكثير من الملاحظات.
ودعا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى إنشاء وحدة متخصصة للذكاء الاصطناعي لمواكبة هذه التطورات أولاً بأول، ومتابعة كل ما هو جديد، لتقديم المعلومات بأسلوب علمي دقيق، والاستعانة بتجارب الخبراء والعلماء وتوفيرها ضمن هذه التقنيات لتجنب الأخطاء والمعلومات غير الدقيقة.

د. الخادمي: منصة لتسويق الافتاء الشرعي

قال فضيلة الدكتور نور الدين الخادمي إن الذكاء الاصطناعي هو اخر الالسنة الافتراضية حدوثا في العصر، وهو لسان العصر وواقعة كونية تضاف الى مجموع الوقائع السابقة منذ قرن من الزمان تقريبا، بدءا من اكتشاف القهوة، ثم اختراع الراديو، ثم التلفزيون، ثم الفضائيات، ثم الثورة البيولوجية الوراثية، ثم الثورة المعلوماتية واخرها الذكاء الاصطناعي الذي سلاح هو ذو حدين «خير وشر».
واستعرض د. نور الدين الخادمي موقعنا كمسلمين من استخدام هذا الذكاء الاصطناعي، فيما يتعلق بالعديد من مجالات الاستخدام سواء في القرآن الكريم، والسنة الصحيحة والافتاء والاجتهاد او القضاء والفصل في النوازل وما يتعلق كذلك بالتعليم فضلا عن القيم والمبادئ الاستراتيجية والهوية الشخصية، وغير ذلك من المجالات.
وطرح فضيلته تساؤلات عدة عن كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تسويق الافتاء الشرعي، والقضاء بين الناس فيما يعرف بوجدان القاضي وبخاصة في الاحكام الجزائية التي يتعلق بها حفظ الانفس، وكيف يمكن له ان يعلم ويدرب على الملكة والمهارة في تحصيل العلم او في تدريب نفس او في ترتيب اثر ؟
وأضاف: هذه كلها اسئلة واشكاليات يتم طرحها فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والمتوقع هو ما يمكن ان يبنى على هذا الواقع وما الذي يتوقع من هذا الذكاء الاصطناعي بالنسبة الى الإسلام.

د. عبد الفتاح سعد: فرصة لنشر «الدعوة» عبر المعلومات الموثوقة

قال الدكتور عبد الفتاح محمد سعد من كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة إن موضوع الذكاء الاصطناعي من أهم القضايا في أي قطاع وفي أي بلد، ويكون الموضوع أكثر أهمية عندما يتعلق بالإسلام ونشره. وقدم د. سعد لمحة سريعة لكيفية حفظ المعلومات ونشرها في التاريخ، مبينا أن عملية نقل المعرفة كانت تتم بالرموز، ثم السماع ثم الكتابة ثم جاء عصر الإنترنت والشبكات وأخيراً جاء عصر الذكاء الاصطناعي، وأشار في هذه الأثناء إلى أن الفتاوى الإسلامية كانت موجودة قبل عصر الشبكات بطريقة معينة معروفة.
ولفت الدكتور عبد الفتاح سعد إلى ما أسماه بالذكاء الاصطناعي «التوليدي» وهو تجميع كنز هائل من البيانات وفق برمجة معينة مثل برمجة «شات جي بي تي» الذي عندما تسأله يعطيك الإجابة فورا. وقال إن هذه فرصة لنشر الإسلام ولكن لابد من حوكمة هذه البرامج والتحكم فيها خاصة وأنها يستخدمها الشباب وهو ما يدعو إلى أخذ الحذر والحيطة.
وحذر من خطورة تزويد الذكاء الاصطناعي بمعلومات خاطئة عن الإسلام، لإنه سينقل المعلومة بخطئها، ومن هنا يجيء تحريف الإسلام لأن من زود الجهاز بالمعلومات ليس ملما بقواعد الدين الإسلامي.

د. كريستيان تنكريدي: «التغذية الصحيحة» ضرورة للاستفادة

أكد الدكتور أسامة كريستيان تنكريدي، أن الشات بوت يمكن أن يجيب كل من لديه شبهات عن الإسلام، شريطة أن يكون المبرمج من المختصين المسلمين، وجرى العمل على إعطائه المصادر الصحيحة والإرشاد إلى الطريقة السليمة.ولفت إلى أن المحتوى الجاهز، كالكتب والمقالات، لا يتكيف مع المشارك، وأن البلاغة والوضوح والسلامة من الأخطاء في المحتوى الجاهز أمور لا غنى عنها، وانه لابد أولا من تعيين الجمهور المستهدف، وجمع الموضوعات، لتحديد المحتوى والمضمون في الكتاب، للتعرف على ما يناسب وما سيكون له تأثير أكبر، وما يجب أن يُترك لأنه قد تترتب عليه شبهات وأسئلة صعبة لا يُجاب عنها في نفس الكتاب.وقال د. تنكريدي: الملاءمة ذات صلة بالمتلقي، وهذا لا يستطيعه الذكاء الاصطناعي من نفسه، لكن لو افترضنا تغذيته بكل الموضوعات المستهدفة، بناءً على الفئات المحددة، ووضع الموضوعات الرئيسية والفرعية بطريقة محددة، فهذا لن يكون كافيا أيضا لوصول المكتبة الدعوية لآفاق جديدة، لأننا نتحدث عن دعوة للقلوب وليس مقالا أكاديميا، وهذا يتطلب الإبداع، والاستفادة من التجارب الموجودة والجمع بينها.