سلطت إحدى جلسات قمة إرثنا 2023، التي تنظمها مؤسسة قطر، الضوء على تجربة اليمن في التنمية المستدامة، حيث تطرق وزير المياه والبيئة اليمني الأسبق، عبدالرحمن الأرياني، إلى التحديات التي تواجهها بلاده في سبيل تحقيق أهداف الاستدامة.
وأشار الأرياني، خلال الجلسة الحوارية التي تعقد ضمن فعاليات القمة التي يستضيفها إرثنا مركز لمستقبل مستدام ، عضو مؤسسة قطر، والتي أدارها هابس حويل، مدير العلاقات الخارجية، مكتب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، إلى مجموعة من التحديات التي تقف عائقًا أمام تحقيق التنمية المستدامة، والتي يتمثل أهمها في التغيرات البيئية التي تؤثر على المواسم الفلاحية، وتنامي عدد الفيضانات والسيول، وموجات الجفاف خلال فترات معينة، بالإضافة إلى الأعاصير التي تؤدي إلى تآكل السواحل وتخريب البيئة البحرية.
وأشار إلى أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب الحفاظ على النظم البيئة، والتي باتت هشة في المناطق الحارة والجافة، ما يفرض تحديًا إضافيًا ينبغي مواجهته.
وقال الوزير اليمني السابق: لا بد من توحيد الرؤية بين القيادة السياسية والمجتمع المحلي والقطاع الخاص، لضمان التوازن بين التنمية الاقتصادية والبيئية، ما من شأنه أن يجعل التنمية المستدامة أكثر كفاءة وأقل تكلفة .
وأردف ذات المتحدث: من التجارب الإيجابية التي مرت بها اليمن، جزيرة سوقطرة، التي اتبعت مسارًا مستدامًا للحفاظ على البيئة، وذلك بفضل تعزيز الوعي لدى أفراد المجتمع المحلي. وأضاف: لقد أدرك أهالي الجزيرة أهمية اتباع مسار التنمية المستدامة في أي عملية تنموية في الجزيرة، ما ساهم في تحقيق نتائج مرضية .
كما تناول المتحدث قضية أمن المياه، مؤكدًا أنه لابد من الإجماع الوطني على أن مسؤولية المياه والحفاظ عليها تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع، وأن توفير المياه للإنسان والحيوان ينبغي أن تشكل الأولوية.
وشدد الأرياني على أهمية المعارف الأصلية والعادات البيئة المحلية، التي تشكلت عبر آلاف السنين، كمصدر رئيسي عندما يتعلق الأمر بالإدارة المستدامة، قائلًا: لقد ترك لنا أسلافنا إرثًا بيئيًا سليمًا، من بينه التربة والمياه والغطاء النباتي والحيوانات البرية، لكن الجزء الأكثر قيمة هي المعارف الأصلية المحلية التي ساعدت في الحفاظ على البيئة في الماضي. وهو ما يجب أن يشكل حجر الأساس لمعارفنا اليوم .
وأضاف: كخطوة أولى نحو تحقيق ذلك، يجب أن يتم توثيق هذه المعارف، بشكل علمي، ثم استخلاص المبادئ الأساسية منها، ومن ثم تدريسها للأجيال القادمة بحيث لا تبقى هذه المعارف شفاهية فقط .
ناشط بيئي يدعو المجتمع للاهتمام بزراعة الأشجاردعا ناشط بيئي كل فرد من أفراد المجتمع المحلي إلى التحلي بروح المبادرة لأجل حماية البيئة القطرية وتعزيز ممارسات الاستدامة من خلال زراعة الأشجار، وذلك خلال إحدى جلسات اليوم الثاني والأخير لقمة إرثنا 2023، التي تنظمها مؤسسة قطر في مشيرب قلب الدوحة.
وقد جرى تسليط الضوء في هذه الجلسة على تجليات الدور الذي يمكن أن تلعبه المعرفة المحلية في معالجة التحديات البيئية سواء في الحاضر أو المستقبل. في سياق ذلك، ركز الناشط البيئي علي طالب الحنزاب على الدروس والممارسات التي تعلمها من أجداده من البدو، والتي كرست لديه مفهوم لنأخذْ ما نحتاجه فقط من بيئتنا، دون الإضرار بها .
وقال الحنزاب، مستحضرًا بعض معالم هذه المعرفة التقليدية: كان جدي بمثابة مدرسة متنقلة، إذ أسهم في تشكيل معرفتنا بالأشجار والنباتات والمواسم الفلاحية، وهو ما عزز لدي الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وتبني ممارسات مستدامة، وأنا الآن أتطلع إلى نقل هذه المعارف إلى أولادي .
وأضاف: بما أننا من البدو، فنحن نتنقل من مكان إلى آخر باستمرار، ولا نأخذ من الطبيعة إلا بقدر ما نحتاجه، ونحرص على ألا نهدر مواردها. لقد تعلمنا كيفية استخدام المياه التي نجمعها خلال موسم هطول الأمطار، وأصبحنا على دراية بالعواقب الوخيمة التي قد تنجم إن نحن قمنا بقطع الأشجار. لم يكن لدينا أي نفايات، لأننا اتبعنا ما يسمى الآن بـ إعادة التدوير . كنا نحرص على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من كل الموارد البيئية المتاحة، لأننا أدركنا أنه إذا لم تكن لدينا حياة بيئية سليمة، فلن تكون هناك أي حياة .
يقود الحنزاب مبادرات زراعية ويكرس جهوده للحفاظ على النباتات القطرية المهددة بالانقراض. فقد دأب على توزيع أشتال نباتات صغيرة على المدارس في قطر. كما يؤمن بأن القيم الإسلامية هي أكبر ضمان للبيئة. وقال: من الرائع أن يشكل أجدادنا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. فلو أننا نواظب على التواصل معهم باستمرار، فإننا سنتعلم الكثير منهم. علاوة على ذلك، فإن المعارف التي راكمها أجدادنا يمكن أن تشكل مصدرا للتعلم لدى طلاب المدارس بخصوص كيفية حماية بيئتنا .
وتابع: لا أحد منا معصوم من الخطأ، لكن المهم هو أن نحتضن الأفكار وندعم الشباب المبتكر والمبادر وأن نعلمهم زراعة الأشجار لكن نعزز لديهم الشغف بالبيئة والطبيعة. نريد أن يتسلم الجيل الجديد زمام المبادرة في مجال الاستدامة .
وأضاف: على كل فرد يعيش في قطر، أن يأخذ على عاتقه مسؤولية زراعة شجرة واحدة على الأقل أو الحفاظ على شجرة، وإذا لم تتمكن من القيام بذلك، انشر الوعي حول أهمية الزراعة وعدم قطع الأشجار .
وخلص إلى القول: لقد كانت لدى أجدادنا موارد محدودة، لكنهم كانوا قادرين على تطوير حلول بيئية ناجعة، وهذا ما يجب أن يمتد إلى الأجيال القادمة، كي يبقى إرثنا مستدامًا .
الدوحة - لوسيل
دعا ناشط بيئي كل فرد من أفراد المجتمع المحلي إلى التحلي بروح المبادرة لأجل حماية البيئة القطرية وتعزيز ممارسات الاستدامة من خلال زراعة الأشجار، وذلك خلال إحدى جلسات اليوم الثاني والأخير لقمة إرثنا 2023، التي تنظمها مؤسسة قطر في مشيرب قلب الدوحة.
وقد جرى تسليط الضوء في هذه الجلسة على تجليات الدور الذي يمكن أن تلعبه المعرفة المحلية في معالجة التحديات البيئية سواء في الحاضر أو المستقبل. في سياق ذلك، ركز الناشط البيئي علي طالب الحنزاب على الدروس والممارسات التي تعلمها من أجداده من البدو، والتي كرست لديه مفهوم لنأخذْ ما نحتاجه فقط من بيئتنا، دون الإضرار بها .
وقال الحنزاب، مستحضرًا بعض معالم هذه المعرفة التقليدية: كان جدي بمثابة مدرسة متنقلة، إذ أسهم في تشكيل معرفتنا بالأشجار والنباتات والمواسم الفلاحية، وهو ما عزز لدي الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وتبني ممارسات مستدامة، وأنا الآن أتطلع إلى نقل هذه المعارف إلى أولادي .
وأضاف: بما أننا من البدو، فنحن نتنقل من مكان إلى آخر باستمرار، ولا نأخذ من الطبيعة إلا بقدر ما نحتاجه، ونحرص على ألا نهدر مواردها. لقد تعلمنا كيفية استخدام المياه التي نجمعها خلال موسم هطول الأمطار، وأصبحنا على دراية بالعواقب الوخيمة التي قد تنجم إن نحن قمنا بقطع الأشجار. لم يكن لدينا أي نفايات، لأننا اتبعنا ما يسمى الآن بـ إعادة التدوير . كنا نحرص على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من كل الموارد البيئية المتاحة، لأننا أدركنا أنه إذا لم تكن لدينا حياة بيئية سليمة، فلن تكون هناك أي حياة .
يقود الحنزاب مبادرات زراعية ويكرس جهوده للحفاظ على النباتات القطرية المهددة بالانقراض. فقد دأب على توزيع أشتال نباتات صغيرة على المدارس في قطر. كما يؤمن بأن القيم الإسلامية هي أكبر ضمان للبيئة. وقال: من الرائع أن يشكل أجدادنا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. فلو أننا نواظب على التواصل معهم باستمرار، فإننا سنتعلم الكثير منهم. علاوة على ذلك، فإن المعارف التي راكمها أجدادنا يمكن أن تشكل مصدرا للتعلم لدى طلاب المدارس بخصوص كيفية حماية بيئتنا .
وتابع: لا أحد منا معصوم من الخطأ، لكن المهم هو أن نحتضن الأفكار وندعم الشباب المبتكر والمبادر وأن نعلمهم زراعة الأشجار لكن نعزز لديهم الشغف بالبيئة والطبيعة. نريد أن يتسلم الجيل الجديد زمام المبادرة في مجال الاستدامة .
وأضاف: على كل فرد يعيش في قطر، أن يأخذ على عاتقه مسؤولية زراعة شجرة واحدة على الأقل أو الحفاظ على شجرة، وإذا لم تتمكن من القيام بذلك، انشر الوعي حول أهمية الزراعة وعدم قطع الأشجار .
وخلص إلى القول: لقد كانت لدى أجدادنا موارد محدودة، لكنهم كانوا قادرين على تطوير حلول بيئية ناجعة، وهذا ما يجب أن يمتد إلى الأجيال القادمة، كي يبقى إرثنا مستدامًا .