وصفوها بـ «طبيعة الوحوش»

خبراء لـ لوسيل : الصناعات العسكرية المستفيد الأكبر من الحرب

لوسيل

شوقي مهدي

من المستفيد من الحرب على الإرهاب؟ سؤال طرحناه على نيك راهال العضو السابق بالكونجرس الأمريكي حتى العام الماضي والذي يدير الآن شركة استشارية خاصة، قال لـ لوسيل : بدون أدنى شك، فإن المجمعات الصناعية العسكرية حول العالم هي التي استفادت من الحرب على الإرهاب. وأضاف: هذه هي طبيعة الوحوش.

ومع زيادة مبيعات الأسلحة الى المنطقة باسم محاربة الإرهاب، التي لا تتوقف تقريباً.

بالإضافة الى تضاؤل المعارضة في واشنطن من اللوبي الإسرائيلي، كما تشاركت العديد من البلدان في المنطقة أهداف إسرائيل في جعل إيران عدواً للجميع.

وتابع راهال: إن إسرائيل ستستمر في ذلك للحصول على أكبر شريحة من الكعكة.

ويتفق مع عضو الكونجرس الأمريكي، البروفيسور جوردون آدمز وهو مؤلف كتاب (عسكرة السياسة الخارجية للولايات المتحدة) الذي أبان في إفاداته لـ لوسيل أن المستفيد الأول من الحرب هو صناعة الأسلحة، خاصة أن الحروب في أفغانستان والعراق ومكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وعمليات مكافحة الإرهاب شكلت فوائد ضخمة لصناعة الدفاع العسكري في الولايات المتحدة.

بينما استفادت الشركات المصنعة للأسلحة والصواريخ والذخيرة بشكل كبير من هذه الحرب.

لقد كان مستوى الإنفاق على الدفاع أعلى بكثير مما كان عليه في السابق.

واضاف جوردون آدمز أستاذ الشؤون الدولية بالجامعة الأمريكية بواشنطن والمتخصص في ميزانيات الدفاع والأمن القومي: مجرد أن تكون في حالة حرب فإن ذلك يجعل من المستحيل سياسياً خفض ميزانية وزارة الدفاع والميزانيات (التكميلية) للحرب.

ويمكنك النظر الى قيمة أسعار الأسهم والأصول لمقاولي الدفاع الرئيسيين لتكتشف مدى ما قاموا به خلال الـ 15 عاماً الماضية.

حتى مع موجود ما يسمى (بالخفض) في 2013 لم يعانِ منه أي من مقاولي الدفاع.

إذن السؤال الذي يطرح نفسه مرة أخرى هو: الى أي مدى كانت الحرب بشكلها الحالي صحيحة؟ وهنا يقول الخبير العسكري والسياسي اللواء الركن دكتور أنور بن ماجد عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، بجدة (السعودية)، لـ لوسيل ، والذي قسم الحرب ضد الإرهاب لنوعين، داخلية (وقائية) وخارجية ضد معاقل وقواعد الإرهاب: إن الحرب ضد قواعد الارهاب ليست ناجحة بالمعنى الصحيح لأن ضرب الإرهابيين وهزيمتهم تجعلهم ينتشرون في اماكن واسعة في العالم كما أن قتل قادتهم لا ينهي المشكلة أبداً، فقتل بن لادن جاءنا بالظواهري وقتل الظواهري جاء بداعش بالتالي لابد من معرفة الهدف الاستراتيجي للجماعات الارهابية حتى نضمن خطة مضادة لأهدافهم تشمل كافة الجوانب العسكرية والاقتصادية والفكرية.

ويقدر الباحث والكاتب التركي محمد زاهد جول لـ لوسيل ، أن كل الدول في الشرق الأوسط قامت بزيادة حجم إنفاقها العسكري، وقد احتلت المملكة العربية السعودية مرتبة رابع أعلى معدل إنفاق على التسلّح عالميًا، حيث أنفقت مبلغ 80.8 مليار دولار في العام الماضي فقط وهو معدل يفوق أيّ إنفاق سابق، وتأتي في قائمة الدول الخمس عشرة الأكثر تسلحًا بعد كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا لهذا العام، وحلّت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الرابعة عشرة في قائمة الدول ذات الإنفاق العسكري الأعلى، وأنفقت ما قيمته 22.8 مليار دولار على التسلّح في عام 2014، وهو ما يعادل 3 أضعاف ما أنفقته في عام 2006.

بينما يذهب الدكتور جاروسلوا ياروسلاف، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة (فروتسواف) في بولندا الى أن ما يسمى بـ الحرب على الإرهاب كانت تهدف لتحسين الأمن وتقليل مخاطر الهجمات الإرهابية، بالتالي العامل الاقتصادي لم يكن حاسماً هنا.

ونظراً لطبيعة المشروع، ازدادت صناعة منتجي الأسلحة والصناعة العسكرية وارتفعت دخولهم بتلقيهم للعديد من العقود الجديدة التي لم يحصلوا عليها لولا هذه الحرب.

ويضيف ياروسلاف: حسب الدراسة التي أعددتها ويمكن الاطلاع عليها في الإنترنت حول (الإنفاق العسكري لدول مجلس التعاون الخليجي في عصر انخفاض أسعار النفط)، فإن الغزو الأمريكي للعراق في 2003 أدى لارتفاع الإنفاق على السلاح.

إضافة إلى أن المهددات الإرهابية أحد اسباب زيادة الإنفاق العسكري بدول مجلس التعاون وكان الجزء الأكبر من هذه المشتريات من الأسلحة الثقيلة التقليدية مثل الطائرات المقاتلة والمركبات المدرعة وأنظمة الصواريخ.

خبراء يرون أن سوق السلاح في العالم سيواصل نموه سواء بالحرب على الارهاب أو بغيره، وذلك يعود للقوة والنفوذ الذي يتمتع به من بيدهم أمر تطوير صناعة السلاح ما يطلق عليهم لوردات الحرب في العالم فهم لديهم تكتلات (لوبيهات) ونفوذ في مناطق الصراع.

وهنا يستطرد اللواء الركن دكتور أنور عشقي: إن الحرب على الإرهاب والإرهاب في حد نفسه هو إحدى وسائل تشجيع سوق السلاح والإرهاب حول الاقتصاد وما يسمى باقتصاد الأمن في أوروبا وأمريكا، الأمر الذي يجعل من تجارة الأسلحة والمعدات الأمنية رائجة.

عليه وحسب رأي أنور عشقي فإذا خفت جذوة الإرهاب في المستقبل فإن مصانع المعدات الأمنية سوف تدعم الارهاب وتشعل جذوته حتى ينتعش السوق من جديد.

إلا أن البروفيسور كاثرين لوتز أستاذة الدراسات الدولية بمعهد واتسون التابع لجامعة براون الأمريكية في إفاداتها لـ لوسيل ، ذهبت في اتجاه آخر وهو ان الحرب رفعت المكاسب الاقتصادية للشركات المحلية ومتعددة الجنسيات بأمريكا بشكل رئيسي من خلال عقود الحرب.

إلا أن هذه الحرب كان لها الأثر السلبي على اقتصادات العراق وافغانستان، ولك أن تنظر للتكاليف الاقتصادية للبطالة في العراق على سبيل المثال وفقدان رأس المال البشري (مثل الأطباء) لتجد الخسائر (هائلة)، على حد تعبيرها.

وتضيف لوتز: هذا بالإضافة للتكاليف الاقتصادية في افغانستان وتشوهات النمو الاقتصادي (زيادة هائلة في الإنفاق العسكري على حساب الانفاق الاجتماعي والاعتماد على المساعدات الخارجية وزيادة معدلات الفساد) كل هذه العوامل أرهقت هذه الدول.

فيما يلي التسلسل الزمني لعمليات اختطاف الطائرات الأربعة التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر:

الرحلة رقم 11

في الساعة 08:14:00 يطعن الخاطفون اثنين من أفراد طاقم طائرة أمريكان ايرلاينز الرحلة رقم 11 إضافة لأحد الركاب أثناء استيلائهم على قمرة القيادة بعد 15 دقيقة من الإقلاع.

وبعد خمس دقائق أخرى تمكنت المضيفة بيتي أونغ من الإبلاغ عن عملية الاختطاف حيث اتصلت من هاتف الطائرة بإدارة شركة أمريكان إيرلاينز وقالت: لا أحد يرد في قمرة القيادة وقد طعن أحد الركاب بسكين.

الرحلة رقم 175

في تمام الساعة 08:46:00 قتل الخاطفون طاقم القيادة بسكاكين وهددوا باقي أفراد طاقم الطائرة والركاب بتفجيرها قبل احتلالهم قمرة القيادة. في الساعة 8:58 يتحول مسار الطائرة صوب نيويورك.

تمكن أحد الركاب من الاتصال هاتفياً بوالده وقال له: لا أعتقد أن الطيار هو الذي يقود الطائرة الآن... أعتقد أنهم ينوون التوجه إلى شيكاغو أو مكان آخر وأنهم سيحطمون الطائرة في بناية. لا تقلق يا أبي، إذا حدث ذلك فسنموت موتا سريعاً للغاية.

الرحلة رقم 77

طائرة شركة أمريكان إيرلاينز، الرحلة رقم 77 تغير مسارها في الساعة 8:54 عقب سيطرة الخاطفين على قمرة القيادة.

بعد دقيقتين أغلق جهاز الإرسال على متن الطائرة البوينغ 757.

يبدأ ركاب الطائرة في الاتصال بأهلهم ليبلغوهم باختطاف الطائرة.

وقالوا إن الخاطفين مسلحون بشفرات حادة.

الرحلة رقم 93

بعد إدراك السلطات أن ثلاث طائرات ركاب تعرضت لعمليات اختطاف تلقت طائرة شركة يونايتد، الرحلة رقم 93 تحذيراً بشأن تأمين قمرة القيادة لكن التحذير وصل متأخراً ففي الساعة 9:28 اقتحم الخاطفون قمرة القيادة وسمعت أصوات صياح طاقم القيادة عبر جهاز الاتصال اللاسلكي.