أوباما يأمر باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري في الولايات المتحدة

alarab
حول العالم 11 سبتمبر 2015 , 09:24ص
أ.ف.ب
أعلنت الولايات المتحدة - المتَّهَمة بالتقصير في مواجهة أزمة المهاجرين الناجمة عن النزاع السوري - أمس الخميس، أنها ستستقبل 10000 لاجئ، وهو عدد غير كاف لإسكات الانتقادات.

وقال جوش إرنست - الناطق باسم الرئيس الأمريكي - إن باراك أوباما "أمر بزيادة الجهود في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين"، مشيرا إلى استقبال 10000 من هؤلاء حتى سبتمبر 2016.

وتفيد أرقام الحكومة الأمريكية أن الولايات المتحدة استقبلت، منذ بَدْء النزاع في سوريا ربيع 2011، حوالي 1800 سوري. وحتى نهاية السنة المالية لـ2016، تحدثت وزارة الخارجية عن عدد يتراوح بين 5000 و8000 لاجئ.

وفي تناقض واضح، ستستقبل مقاطعة كيبيك الكندية وحدها 3650 لاجئا، بحلول ديسمبر.

ومنذ أيام، تواجه الولايات المتحدة انتقادات من الأوساط الدبلوماسية والإنسانية، بسبب عدم تحرك أكبر قوة في العالم، تملك تقاليد تاريخية في استقبال المهاجرين.

ويشكل الخوف من وصول جهاديين متطرفين لُب الجدل السياسي الأمريكي.

وأدان الجمهوري مايكل ماكول - رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس النواب - الخميس، بحزمٍ، القرار الرئاسي، داعيا أوباما إلى مشاورة الكونجرس في أسرع وقت ممكن.

وقال ماكول: "نعرف أن تنظيم الدولة الإسلامية يريد استخدام طريق المهاجرين لإرسال عملاء إلى الغرب". وأضاف: "يحزننا أن نرى سوريين أبرياء يهربون من العنف في بلدهم، لكن أفضل طريقة لتسوية هذه الأزمة تكمن في مصدرها".

وطالب "باستراتيجية حقيقية"، لدحر تنظيم الدولة، وضمان رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

ويؤكد البيت الأبيض - من جهته - أن أمن الأراضي الأمريكية "أولويته الأولى".

وأوضح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف.بي.آي) جيمس كومي: "علينا أن نكون متأكدين من أننا نعرف من يأتي إلى هنا، لأن هناك مجازفة".

وأكد جوش إرنست: "يمكنني أن أطمئنكم أن اللاجئين يمرون بعملية أمنية تتسم بأكبر قدر من الصرامة"، مشيرا إلى عمليات التدقيق التي يقوم بها المركز الوطني لمكافحة الإرهاب ومكتب التحقيقات الفيدرالي والمقابلات الفردية التي يخضعون لها.

وأوضح أن الإجراءات تستغرق عادة بين 12 و18 شهرا. وتدين منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان - باستمرارٍ - بطء الإجراءات الإدارية.

على الصعيد الدبلوماسي، يضاعف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، منذ أسابيع، المشاورات مع روسيا والسعودية، لإيجاد مخرج سياسي للنزاع السوري، الذي قُتِل فيه 240 ألف شخص على الأقل منذ مارس 2011.

وعبَّرت المنظمة الحقوقية غير الحكومية، هيومن رايتس فيرست، عن "خيبة أملها"، وأدانت غياب "زعامة" الولايات المتحدة في هذا الملف. وقالت: "إذا كانت هذه الإدارة تريد أن تؤخذ على محمل الجد من قبل الأسرة الدولية، فعليها أن تبرهن على تصميمها بالقيام بجهد أكبر، يؤمن حماية لمئة ألف سوري على الأقل، العام المقبل".

وأكد إرنست - الذي يتخذ موقفا دفاعيا، منذ أيام - في مؤتمره الصحافي اليومي، أن "أداء الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالاحتياجات الإنسانية للنازحين متين".

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي: "لا أحد يتباطأ، وليس هناك بلد يستقبل لاجئين من جميع أنحاء العالم مثل الولايات المتحدة".

وتؤكد السلطات الأمريكية أن الولايات المتحدة حاليا تقبل نحو 70 ألف لاجئ كل عام، من مناطق النزاع والاضطهاد. 

وفر نحو 4 ملايين سوري من بلادهم، خلال سنوات الحرب الأربع.
م.ط  /أ.ع