خطيب المسجد الحرام: رعد الشمال صورة حية للقوة العسكرية المتينة

alarab
الصفحات المتخصصة 11 مارس 2016 , 06:52م
واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور أسامة خياط، المسلمين بتقوى الله عز وجل. 

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: «إن النعمة الكبرى التي لا تعدلها نعمة، والمنة العظمى التي لا تفضلها منة، هي: بعثة النبي الكريم بالهدى ودين الحق، ليخرج الناس برسالته من الظلمات إلى النور، ويهديهم به سبل السلام، ويضع عنهم الأغلال التي كانت على من قبلهم، ويسمو بهم إلى ذرى الخير والفضيلة، وينأى بهم عن مهابط الشر وحمأة الرذيلة، ويسلك بهم كل سبيل تبلغهم أسباب السعادة في العاجلة، والفوز والفلاح والنجاة في الآجلة، ولذا كانت بعثته رحمة للخلق كافة. ونعمة على البشر قاطبة».

 وأضاف قائلاً: «إن رسالته صلوات الله وسلامه عليه رحمة للخلق جميعًا، عربيهم وأعجميهم، أسودهم وأبيضهم، ذكرهم وأنثاهم، إنسهم وجانهم»، مبينا أن «جوانبَ هذه الرحمة العامَّة الشاملة في رسالة هذا النبي الكريم، لتجلّ عن الحصر، وتربو على العدّ، غيرَ أنَّ من أظهرِ تلك الجوانبِ وأعظمِها دلالة على هذا المعنى، تصديقًا له، وبرهانًا عليه، ما جاءت به هذه الرسالة من عناية ظاهرة لا نظيرَ لها، بحفظ الأرواحِ، وصيانة الدماء، وعصمة الأنفس».

وأبان أن «خلفاء النبي استمسكوا بهذا الهدي النبويّ، ومضوا على هذا النهج المحمدي من بعده، وأمراء المؤمنين على تعاقب العصور، ويبدو ذلك بيِّنًا جليًّا في وصاياهم لقوَّاد جيوشهم عند بعثِهم لمصَاولة الأعداء، مؤكدًا أن دينا جاء كتابُه ونبيّه صلوات الله وسلامه عليه بمثل هذا الضياء الذي انجابت به ظلماتُ الأرض، لجدير بأن تُشرق شمسُه على الدنيا اليوم كما أشرقت بالأمس، وأن هذا الدين الحق خليق بأن يوصَف بالعدالة والسلام، والحرية الحقة، لا أن يوصَف بالإرهاب والقتل والتعطّش لسفك الدماء».

وقال الدكتور أسامة خياط: «إن للعدلِ رداءً يحوطه، وللأمن والسلامِ قوة تذود عنه، لا قوام لهما إلا به، ولا تمام لهما إلا بتحققه، ولذا، كان من البشائر التي تثلج صدور المسلمين، وتطمئنّ لها أفئدتهم، وتغتبط بها نفوسهم، ما منّ اللهُ به من قيام هذا التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، ذلك التحالف الذي قام على سوقه لإحقاق الحق، ورفع الظلم، ونصرة المظلوم، ودحر العدوان، ومنابذة الإرهاب، وبسط رداء الأمن، ونشر ألوية السلام، ومن ثمَّ كانَ الدرعُ السابغ لهذا التحالف هو ذلك الرعد، (رعد الشمال)، الذي جاء صورة حيّة، وصوتًا ناطقًا، وبرهانًا عمليًّا، وثمرة مباركة، لهذه القوة الإسلامية المتينة، وذلك التحالف الإسلامي المتلاحم، حقق الله أهدافه، وأنجح مساعيه، وبلغ آمالَه، إنه جوادٌ كريمٌ»، مشددا على أنه «مهما أغبرَّ وجهُ الحق وغشِيته غواشي الباطل، فإنَّ الظهورَ والغلبة والعزَّ والتمكينَ هو لدين الله في نهاية الأمر».
م . م /أ.ع