على هامش المنتدى.. مدير مناظرات الدوحة في حوار لـ «العرب»: «العدالة في العمل» ليست شعاراً بل ممارسة يومية

alarab
المزيد 10 ديسمبر 2025 , 01:24ص
هشام يس

 طرح قضايا معقدة والبحث عن الحقيقة وإتاحتها للرأي العام عبر منصات متنوعة 

 «برنامج السفراء» صُمم لتحويل الجمهور من متلقٍ سلبي إلى مشارك فعّال

 وسّعنا نطاق برنامج «لقاء مفتوح» مانحين الشباب منصةً لخوض نقاش مباشر

 برامجنا تتجاوز حدود المحتوى الإعلامي وتمثل مسارات قيمة للطلاب حول العالم 

 

 في قلب منتدى الدوحة 2025 الذي انعقد تحت شعار «العدالة في العمل»، يبرز دور مناظرات الدوحة كإحدى أبرز المنصات العربية والعالمية التي تحول الحوار من كونه ترفاً فكرياً إلى أداة فعلية لبناء السلام وتشكيل السياسات. 
وفي حوار خاص لـ»العرب» كشف أمجد عطا الله، المدير الإداري لمناظرات الدوحة، عن كيفية انسجام رؤية المنتدى مع مهمة المنظمة التي تنتمي إلى مؤسسة قطر، مؤكداً أن «العدالة في العمل» ليست شعاراً بل ممارسة يومية تُجسَّد عبر برامج متعددة تهدف إلى نقل التفاوض والدبلوماسية من الغرف المغلقة إلى فضاء عام يشارك فيه الجميع.
وأوضح أن الشعار يعكس جوهر عمل مناظرات الدوحة في طرح قضايا معقدة والبحث عن الحقيقة وإتاحتها للرأي العام عبر منصات متنوعة تشمل بودكاست «المفاوضون» في موسمه الخامس، وسلسلة المناظرات، وبرنامج «لقاء مفتوح» الذي توسّع هذا العام ليشمل الدوحة وبوينس آيرس وبرادفورد.
وتابع: «إضافة إلى (برنامج السفراء) المكثف الذي يمتد 12 أسبوعاً لتدريب الشباب على القيادة والحوار.
وأكد أن البرامج صُممت لتحويل الجمهور من متلقٍ سلبي إلى مشارك فعّال، مشيراً إلى أن هذا التحول يتماشى تماماً مع دعوة المنتدى للعمل الملموس بدلاً من الخطابات النظرية. 
وشدد على أن الشراكة الاستراتيجية مع المعهد الدولي للسلام ومجلة «فورين بوليسي» منحت بودكاست «المفاوضون» مصداقية استثنائية وجاذبية سردية، فيما أضاف التسجيل المباشر من قلب المنتدى بعداً درامياً غير مسبوق بكشفه تفاصيل التوتر والتحديات والصراحة النادرة التي ترافق عمليات صنع القرار العالمي.
وحول دور قطر، اعتبر عطا الله أن برامج مثل «المفاوضون» تُعزز مكانة الدوحة كداعم رئيسي للدبلوماسية الوقائية، مشيداً بجهود الوساطة التي غالباً ما تتم في الخفاء، ومثمناً شجاعة الدبلوماسيين الذين يتحملون مسؤولية منع النزاعات. واستشهد بحلقة التسجيل المباشر التي استضاف فيها الأمير زيد رعد الحسين والدكتور روبرت مالي، حيث تناولا الأبعاد العاطفية والإنسانية والاستراتيجية للتفاوض، بل وحتى الإخفاقات، في خطوة نادرة تُزيل الغموض عن الدبلوماسية وتُعزز الثقة العامة بها. 
وخصّ عطا الله الشباب بدور محوري في مستقبل المفاوضات، مؤكداً أنهم «لم يُهيَّأوا بعد لقبول الصراعات كقدر محتوم»، وأنهم يحملون بُعداً أخلاقياً وقدرة على تخيّل بدائل تبدو مستحيلة للأجيال الأكبر. 
وأشار إلى أن برامج مثل «لقاء مفتوح» و»برنامج السفراء» تتيح لهم تحدي الصور النمطية والتفاعل المباشر مع كبار المفكرين، بل ومقارعة الخبراء وإعادة صياغة الافتراضات.
وإليكم نص الحوار: 

◆ كيف يعكس شعار منتدى الدوحة 2025، «العدالة في العمل»، رؤية مناظرات الدوحة للنهوض بالحوار الدبلوماسي، وكيف يدعم المنتدى مهمّتكم؟
¶ يتوافق شعار «العدالة في العمل» مع جوهر مهمتنا في مناظرات الدوحة. فبصفتنا جزءًا من مؤسسة قطر، يركز عملنا على طرح حوارات تتناول قضايا معقّدة، وتسعى للوصول إلى الحقيقة، وإتاحتها للرأي العام. ويتجسّد ذلك عبر منصاتنا المختلفة والتي تشمل بودكاست «المفاوضون» و»مناظرات الدوحة»، وسلسلة المناظرات، و»لقاء مفتوح». لقد تجاوز التفاوض والدبلوماسية والحوار حدود المفاهيم النظرية المجردة؛ فهي ركائز أساسية تسهم في تشكيل حياة الشعوب ومصائرهم. ومن هنا، يضع منتدى الدوحة هذه الحوارات في قلب منظومة عالمية تجمع قادةً ومفكرين وشبابًا ملتزمين ببناء مستقبل أكثر عدلًا وسلامًا، يتحقق عبر العمل الفعّال، لا بالخطابات أو الشعارات الرنانة.

◆ ما هي مجموعة البرامج التي تقدمونها هذا العام لجعل المناقشات أكثر تفاعلية، وكيف تسهم في دعم دعوة المنتدى للعمل؟
¶ صُممت برامجنا لتحدث تحولا في دور الجمهور؛ من متلقٍ صامت إلى مشارك فعّال. لذا، عمدنا هذا العام إلى توسيع نطاق نقاشاتنا الرئيسية لتشمل جلسات تعزز تفاعل الجمهور مع قضايا عالمية محورية مثل الجدارة، والأسرة، والحرية. كما أتاح بودكاست «المفاوضون»، في موسمه الخامس، وصولًا غير مسبوق للجمهور إلى الدبلوماسيين والوسطاء وبُنّاة السلام، الذين غالبًا ما تجري أعمالهم خلف الأبواب المغلقة. فضلا عن ذلك، وسّعنا نطاق برنامج «لقاء مفتوح» في الدوحة وبوينس آيرس وبرادفورد، مانحين الشباب منصةً رائدة لخوض نقاش مباشر مع نخبة من أبرز المفكرين. ومن خلال «برنامج السفراء»، الذي يقدم منهجًا دراسيًا مكثفًا في الحوار والقيادة على مدار 12 أسبوعًا، نعمل على تمكين الشباب من ترجمة مهارات الحوار إلى تطبيق ميداني فعال. 
تتجاوز برامجنا حدود المحتوى الإعلامي، فهي تمثل مسارات قيمة تتيح للطلاب والشباب من حول العالم الفرصة لإثراء الدبلوماسية بأفكارهم ورؤاهم، ليصبحوا قوى فاعلة ومؤثرة في عملية بناء السلام. معًا، يخلقون مساحة مشتركة، تتشكل وفق قيم الإصغاء المتبادل والانفتاح على الحوار، مستوحاة من روح المجلس حيث يجتمع الناس للتفكير والتفاعل البنّاء. من هذا المنطلق، تتعزز دعوة المنتدى للعمل، عبر تحويل الحوار إلى مشاركة عامة وأثر ملموس.
 عن بودكاست «المفاوضون» والشراكات الاستراتيجية

◆ كيف ساهمت الشراكة مع المعهد الدولي للسلام ومجلة فورين بوليسي في تعزيز بودكاست «المفاوضون»؟ وما الذي يميّز التسجيل والبث المباشر لحلقات البودكاست من قلب المنتدى؟
¶ يُضفي شركاؤنا في المعهد الدولي للسلام ومجلة «فورين بوليسي» عمقاً كبيراً ومصداقيةً عالية على برنامج «المفاوضون». فالمعهد الدولي للسلام يربطنا مباشرةً بخبراء متمرسين يعملون في الخطوط الأمامية للدبلوماسية العالمية، بينما تضمن ‹فورين بوليسي› دقة وجاذبية السرد القصصي وارتباطه الوثيق بالأحداث الجارية. إن منظومة عملهم المتكاملة المدعومة بالبصيرة والخبرة والدقة الصحفية تُعزز محتوى كل حلقة، وهو ما أسهم في استمرارية نجاح البودكاست على مدار خمسة مواسم متتالية.
أما عن التسجيل المباشر من منتدى الدوحة، فهو يضيف بُعدًا غير مسبوق، حيث ينتقل بالمفاوضات من الغرف المغلقة إلى الفضاء العام، ليتيح للجمهور فرصة للاطلاع على جهود عملية صنع القرار العالمي، بكل ما يصاحبها من توتر وتحديات ولحظات صراحة غير مألوفة. إن جلب هذه العملية إلى دائرة الضوء يُسهم في بناء فهم عام وتعزيز الثقة بالجهود الدبلوماسية.