

تعزيز قوة التعليم في التنمية البشرية والسلام العالمي
«وايز 12» تستقطب 4000 مشارك من 100 دولة
5 مسارات تستكشف دور التعليم في بناء مستقبل قائم على الابتكار
5 تقارير تغطي التعاون مع جامعات ومؤسسات بحثية بأكثر من 10 دول
أكد شاهين أمانة – مدير المناصرة في وايز، أن قمة «وايز» الثانية عشرة المقررة يومي 24 و25 نوفمبر الحالي، تهدف إلى إعادة وضع الإنسان في قلب العملية التعليمية في ظل التحولات التكنولوجية السريعة، مشيراً إلى أن القمة تتناول خمسة مسارات مترابطة تستكشف دور التعليم في بناء مستقبل قائم على القيم والعدالة والابتكار، وتسلط الضوء على أن التكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة الإنسان.
وقال حوار مع «العرب» إن»وايز 12» تجمع قادة ومعلمين ومبتكرين في الدوحة للانتقال من النقاش إلى الفعل، حيث تستضيف نحو 300 متحدث وخبير دولي ومحلي وأكثر من 4000 مشارك من أكثر من 100 دولة، وتطرح خمسة تقارير وتغطي التعاون مع جامعات ومؤسسات بحثية من أكثر من عشر دول.
ولفت إلى أن قطر تجسد التزامًا راسخًا بتعزيز التعليم كقوة للتنمية البشرية والسلام العالمي، وأن الدوحة تحولت إلى مركز عالمي للحوار حول مستقبل التعليم بفضل قمة وايز، كاشفاً عن إطلاق موسع لخمسة تقارير بحثية جديدة بالتعاون مع 22 شريكًا بحثيًا من 30 دولة.. وإلى نص الحوار..
حدثنا عن أبرز المحاور التي تتناولها قمة «وايز» في نسخة هذا العام.
* تركّز قمة «وايز 12» هذا العام على شعار «الإنسان أولًا: القيم الإنسانية في صميم النُظم التعليمية»، الذي يهدف إلى إعادة وضع الإنسان في قلب العملية التعليمية في ظل التحولات التكنولوجية السريعة.
تتناول القمة خمسة مسارات مترابطة تستكشف دور التعليم في بناء مستقبل قائم على القيم والعدالة والابتكار:
· الإنسان أولاً في مشهد التعليم المتغير: يتناول هذا المسار سُبل تحقيق التوازن بين الابتكار والنُّهج التعليمية التي تضع الإنسان في مركزها وتستجيب للثقافات المتنوعة وتستند إلى اللغة والتراث.
· تحقيق رؤية التعليم التقدمي من خلال الابتكار في التعليم: يستكشف هذا المسار دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم من الروضة حتى الصف الثاني عشر، مسلطًا الضوء على إمكانياته في تحويل أساليب التعلم، وتمكين المعلمين، وتعزيز الفصول الدراسية الشاملة من خلال الابتكارات التعليمية.
· استكشاف آفاق ثورة المهارات في التعليم العالي والتعلم مدى الحياة: يستعرض هذا المسار استراتيجيات مبتكرة في التعليم العالي والتعلم المستمر، مع التركيز على التكيُّف والعدالة وتكافؤ الفرص والشمول في تنمية المهارات المهنية في ظل التوسع في الأتمتة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
· تحفيز التغيير الجذري في الأنظمة متعددة القطاعات من أجل تحويل التعليم: يُسلط هذا المسار الضوء على مبادرات مبتكرة في تكنولوجيا التعليم والمجتمع المحلي، تعتمد على الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وحلول قابلة للتوسع، بهدف إحداث تحول في التعليم وسد الفجوة الرقمية.
· تركيز التعليم نحو الفرص الاقتصادية وتعزيز صمود المجتمعات: يبرز هذا المسار كيف يمكن للتعليم، عندما يكون شاملاً ويرتكز على تنمية المهارات، أن يكون محركًا للفرص الاقتصادية ومصدراً لصمود المجتمعات، من خلال ربط التعلم باحتياجات سوق العمل وإحياء المجتمعات عبر الأجيال. تقود هذا المسار مؤسسة التعليم فوق الجميع، الشريك الاستراتيجي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز».
- انطلاقاً من شعار القمة “الإنسان أولًا: القيم الإنسانية في صميم النُظم التعليمية”..
هل هناك مخاوف من غياب القيم عن العملية التعليمية؟
* بالتأكيد هناك مخاوف مشروعة من مخالفة القيم عند استخدام التقنيات بوجه عام، والذكاء الاصطناعي بوجه خاص، وهي مخاوف تتعلق بالخصوصية والحرية والعلاقات الانسانية؛ ومن هذا المنطلق، تسلط وايز الضوء من خلال شعارها «الإنسان أولاً: القيم الإنسانية في صميم النظم التعليمية» على أن التكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة الإنسان، وليس أن تحل محله، وهو شعار يؤكد أن توظيف التكنولوجيا يجب أن يكون بما يحمي العدالة والتعاطف وكرامة الإنسان. وتأتي أهمية القمة من حقيقة أن التعليم يمر بلحظة فارقة، وأن القمة تجمع قادة ومعلمين ومبتكرين في الدوحة بقطر للانتقال من النقاش إلى الفعل.
- ما أبرز الأوراق البحثية التي تطرح العام الجاري؟
* تشهد القمة طرح خمسة تقارير وتغطي هذه الدراسات التعاون مع جامعات ومؤسسات بحثية من أكثر من عشر دول، من بينها جامعة حمد بن خليفة وجامعة نورثوسترن في قطر ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة جنوب كاليفورنيا ومعهد التعليم الدولي في الولايات المتحدة وجامعة آشيزي في غانا وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات في المغرب وAfriLabs في نيجيريا، إلى جانب شركاء في الهند وكولومبيا وإسبانيا واليونان. وقد أُعدت هذه التقارير بالشراكة مع مؤسسات بحثية وجامعات عالمية، تتناول أبرز القضايا الراهنة في التعليم وتشمل:
· تعزيز قدرة التعليم على مواجهة المعلومات المضللة: إطار استراتيجي للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي في قطر.
· مواكبة ثورة المهارات العالمية: دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي.
· تبسيط الذكاء الاصطناعي: إعداد معلمي التعليم الأساسي لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في ممارساتهم.
· التصورات والمسارات نحو دمج الذكاء الاصطناعي: دراسةُ جاهزيةِ معلمي التعليم الأساسي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في الصف.
· تسخير الذكاء الاصطناعي للتعليم العالي في أفريقيا: دراسة حول التبني والمعوقات والفرص.
- كيف ترون تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية؟
* في «وايز»، نؤمن بأن الابتكار الفعّال في التعليم يبدأ من داخل الصف الدراسي. ومن خلال برنامج اختبار تكنولوجيا التعليم من «وايز»، نربط المدارس والمعلمين بمزودي حلول التعليم المبتكرة لمعالجة التحديات الحقيقية داخل الصفوف. ويوفر البرنامج مساحة للتصميم المشترك، والاختبار، والتحليل المبني على الأدلة لضمان أن تكون التكنولوجيا ذات أثر ملموس على المعلمين والمتعلمين على حد سواء. ومعًا، نبني مجتمعًا مهنيًا يربط بين الابتكار والسياسات التعليمية، ويتيح للمعلمين تبادل أفضل الممارسات وخلق تغيير فعال ومستدام.
كما نرى في «وايز» أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة لإعادة تصميم التعليم بطريقة أكثر إنصافًا وشمولًا وابتكارًا. فهو يمكن أن يساعد المعلمين في تخصيص التعليم بحسب احتياجات كل طالب، ويقدم أدوات تحليل تعزز فهم أداء الطلبة، دون أن يُغفل دور المعلم الإنساني الذي يبقى محور العملية التعليمية. ونحن في القمة ندعو إلى استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتمكين الإنسان، لا لاستبداله. كما نظمت وايز ورشة عمل موسعة جمعت أكثر من 40 خبيراً وممثلاً من المدارس وشركات التكنولوجيا التعليمية لتصميم إطار عمل لاختبار الحلول التقنية داخل الصفوف الدراسية.
- كم عدد المشروعات البحثية المتقدمة لجائزة وايز بهذا العام؟ وما أبرز الموضوعات التي تناولتها؟
تضم جائزة وايز للتعليم لعام 2025 ستة مشاريع نهائية تم اختيارها من بين مئات الترشيحات من مختلف دول العالم.
وتتناول هذه المشاريع موضوعات جوهرية مثل:
· دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم.
· تعزيز فرص التعليم الشامل للطلاب ذوي الإعاقة.
· دعم المعلمين وتطوير مهاراتهم.
· الابتكار في التعليم الرقمي والتعلم عن بُعد.
وقد حصل كل مشروع على دعم مالي وتوجيهي لتوسيع نطاق تأثيره على مستوى عالمي. كما يحصل كل مشروع فائز على دعم مالي يصل إلى مليون دولار أمريكي لتطوير الحلول المبتكرة وتوسيع نطاقها عالميًا، بما يعكس التزام «وايز» بتمكين المبادرات التعليمية ذات الأثر المستدام. وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة قطر، من خلال أكثر من ثلاثين عامًا من الاستثمار في التعليم، تواصل رسالتها في تعزيز التعليم كقوة للتنمية البشرية والسلام العالمي، ويُعد «وايز» إحدى أبرز مبادراتها التي تجسد هذا الالتزام عبر دعم الابتكار وتبادل الخبرات على مستوى العالم.
كيف ترون دور دولة قطر في دعم التعليم عالمياً وجهود مؤسسة قطر لاستضافة وايز لأكثر من عِقد؟
تجسد دولة قطر من خلال مؤسسة قطر التزامًا راسخًا بتعزيز التعليم كقوة للتنمية البشرية والسلام العالمي. وعلى مدى أكثر من عقد، تحولت الدوحة إلى مركز عالمي للحوار حول مستقبل التعليم بفضل قمة وايز التي تجمع قادة الفكر والمبتكرين والمعلمين من أكثر من 100 دولة. وتؤكد مؤسسة قطر من خلال «وايز» أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في الإنسان، وأن الابتكار والتعلم القائم على القيم هما السبيل لبناء مجتمعات مزدهرة ومستدامة.
ما الذي يمكن أن يتوقعه الحضور خلال قمة وايز 2025؟
تُعقد قمة “وايز 12” في الدوحة يومي 24 و25 نوفمبر 2025 في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، تحت شعار «الإنسان أولاً: القيم الإنسانية في صميم النُظم التعليمية». ومن المنتظر أن تستضيف القمة هذا العام نحو 300 متحدث وخبير دولي ومحلي وأكثر من 4000 مشارك من أكثر من 100 دولة. وسيتضمن البرنامج جلسات نقاشية رفيعة المستوى، وورش عمل متخصصة، ومعارض للتقنيات التعليمية، إلى جانب استوديو الشباب ومجلس وايز الذي يشكل مساحة تفاعلية تجمع بين المعلمين والطلاب والمبتكرين. كما يشهد هذا العام أيضًا إطلاقًا موسعًا لخمسة تقارير بحثية جديدة بالتعاون مع 22 شريكًا بحثيًا من 30 دولة، إضافة إلى برامج جديدة مثل النسخة الموسعة من مجلس وايز التفاعلي، ومنصة التجارب التعليمية المباشرة التي تتيح للزوار التفاعل مع أحدث الحلول التعليمية. القمة ستُكرّم أيضًا الفائز بجائزة وايز للتعليم لعام 2025، وتقدم منصة عالمية لتبادل الرؤى وبناء شراكات بين القادة والمبتكرين وصناع القرار من مختلف القطاعات.