انتشر مقطع الفيديو الخاص باللاجئ السوري الذي أسقطته الصحافية المجرية في وسائل الإعلام المختلفة حول العالم ولم يخطر ببال نجله البالغ من العمر 19 عاماً أن يشاهد القنوات الفضائية العالمية والعربية تنقل مشهدا لوالده وشقيقه الأصغر يسقطان أرضا أثناء محاولتهما الهروب من الشرطة.
وقال الشاب السوري مهند إنه لم يشعر بلحظة عجز منذ إصابته برصاصة في ساقه قبل نحو 3 أعوام، كالتي شعر بها أمس الأربعاء، وهو يشاهد لحظات الرعب علي وجه شقيقه وصرخة الألم من والده وهو "يشتم" بوجه صحافية مجرية كانت تقوم بتغطية حدث محاولة مئات اللاجئين الفرار من الشرطة، فأسقطته عمدا بركلة من رجلها لتمنع هربه.
ركلة الصحافية المجرية؛ وتدعى بيترا لازلو، أخذت صدى عالميا سيئا بعد أن صورها صحافي ألماني آخر وهي تركل وتهاجم وتعرقل لاجئين يفرون من الشرطة، فاضطرت قناة "N1TV" التي تعمل بها أن تطردها من الوظيفة رغم توجهاتها اليمينية المناهضة للمهاجرين.
القناة المعروفة أيضا باسم تلفزيون "نيمزيتي" قالت في بيان إن "إحدى العاملات في إن1 تي.في أظهرت اليوم سلوكا غير مقبول في نقطة التجمع في روزكي.. أنهينا عقد المصورة اعتبارا من اليوم".
وفيما تعالت الأصوات المطالبة بتقديم الصحافية للقضاء خاصة من قبل الأحزاب المعارضة، قال رئيس تحرير القناة التلفزيونية "أعتقد أننا قمنا بما يجب أن نقوم به في مثل هذا الموقف.. لا نفهم كيف يمكن أن يحدث ذلك.. هذا أمر صادم وغير مقبول".
الشاب الذي كان يوما ما مليئا بالحركة ومشاركا في المظاهرات، وأصابته رصاصة استقرت بساقه في مشهد لن ينساه أبداً من أيام يناير2012، لم يستطع منع نفسه من التساؤل عن السبب الذي دفع الصحافية الشقراء إلى أن تمارس كل ذلك "العنف والكره" تجاه والده وشقيقه الأصغر.
فالوالد أسامة عبد المحسن -كما يشرح مهند- كان يعمل مديرا لمكتب "المنشآت" بديرالزور قبل أن يضطر لتقديم استقالته بعد بدء المواجهات فى المدينة بين المعارضة وقوات النظام، عاقدا العزم على البدء برحلة طويلة لتأمين مستقبل الأسرة المكونة من الأم (38 سنة) ومهند ومحمد (17 سنة) وشقيقة أصغر وآخر العنقود زيد (7 سنوات) الذي قرر والده أن يصطحبه معه لأنه الأقرب إلى قلبه لعمره الصغير ولأن وجوده سيساعده على تقديم طلب لم شمل بقية أفراد الأسرة فيما بعد عندما يصل إلى ألمانيا.
ويقول مهند "رحلة الأب برفقة الابن الأصغر زيد بدأت مطلع الشهر الجاري من مدينة "بودروم" التركية، واستطاع بعد 3 محاولات فاشلة، الوصول إلى اليونان، لينطلق بعدها إلى مقدونيا ومنها إلى صربيا، وقبل توجهه إلى الحدود المجرية "اتصل بنا ثم انقطعت أخباره نهائياً".
وأضاف "الأسرة القلقة حاولت الاطمئنان عليه بالاتصال مع المجموعة التي خرج معها الأب (نحو 20 شخصا) ودفع كل واحد منهم نحو 1300 دولار للمهربين".
وأوضح مهند "آخر أخبار والدي انقطعت عنا منذ يومين.. وشعرنا بصدمة كبيرة مع والدتي وأختي بعد مشاهدة مقطع الفيديو والموقف القاسي الذي تعرض له والدي وشقيقي الأصغر" اللذان لا نعرف عنهما شيئا حتى بعد الحادث".
س.ص /م.ب