تسجيل أول بوسني في البوسنة بعد 22 عاماً من الاستقلال
حول العالم
10 فبراير 2015 , 04:15م
أ.ف.ب
خاضت ألفيرا وكمال سلاكا معركة صعبة لإقناع الإدارة المحلية بتسجيل ابنهما فاروق المولود في ساراييفو عاصمة البوسنة، بوصفه يحمل الجنسية البوسنية في بلد مقسم لم يعد للبوسنيين فيه وجود رسميا.
وُلد فاروق في أبريل 2014 لكن لم يتم تسجيله سوى قبل فترة قصيرة في دائرة النفوس بعد تسعة أشهر من الغوص في دهاليز المؤسسات الإدارية، ليصبح بذلك أول مواطن بوسني في هذه الجمهورية التي كانت جزءا من يوغوسلافيا السابقة.
فبموجب دستور فرضه اتفاق دايتون - الذي أنهى الحرب التي استمرت من 1992 إلى 1995 - يمكن لنحو 3.8 ملايين من سكان البوسنة الاختيار بين أن يكونوا من البوشناق "مسلمون" أو الصرب "أرثوذكس" أو الكروات "كاثوليك"، وهي الطوائف الثلاث للبلاد. لكن لا يمكن أن يكونوا "بوسنيين"، أي الانتساب فقط للدولة.
أما الذين يرفضون تصنيفهم وفقا لإحدى الطوائف فيوضعون في خانة "الغير" أو "أخرى"؛ وهي فئة موجودة رسميا. لكن هذا يحرمهم من كل الحقوق السياسية التي تتمتع بها الطوائف الثلاث الرئيسة.
بعد أيام من ولادة فاروق توجه كمال "39 عاماً" إلى البلدية لتعبئة الأوراق وإصدار شهادة ميلاد، وفي خانة الانتماء كتب أن ابنه من التابعية البوسنية، وهنا بدأت المشاكل.
عن ذلك قال كمال لفرانس برس: "هذا منطقي لشخص مولود في البوسنة. لكن حيث تبدأ البوسنة ينتهي المنطق. أخبروني أن الأمر غير ممكن وأنه يتعين عليّ أن أختار بين الطوائف المقترحة الثلاث، أو أن يوضع ابني في خانة "الغير". فرفضت واتصلت بمحام".
وأضاف وهو يبتسم: "انتهت المعاملات الإدارية قبل أسبوعين وبات ابني الآن مسجلا بوصفه أول بوسني في البوسنة".