

زار فخامة الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، مجلس الشيخ منصور بن جبر بن جاسم آل ثاني، للمرة الأولى، وتعكس هذه الزيارة، مستوى الثقة التي بنيت خلال العامين الماضيين بين المنصور هولدينغ والقيادة الصومالية التي تبحث عن شريك تنفيذي قادر على تحويل رؤيتها الاقتصادية إلى مشاريع واقعية.
وفي هذا السياق قال المهندس نضال عماش رئيس مجلس إدارة المنصور هولدينغ: إن زيارة فخامة الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، هي امتداد لمسار طويل من العمل المشترك بين المنصور هولدينغ والحكومة الصومالية، حيث إن هذه الزيارة الأولى للرئيس إلى مجلس سعادة الشيخ منصور بن جبر بن جاسم آل ثاني، وجاءت لتعكس مستوى الثقة التي بُنيت خلال العامين الماضيين بيننا كشركة خاصة قطرية ملتزمة، وبين القيادة الصومالية التي تبحث عن شريك تنفيذي قادر على تحويل رؤيتها الاقتصادية إلى مشاريع واقعية.
وأضاف: الهدف من الزيارة كان واضحا، وهو العمل على إنهاء المفاوضات والانتقال إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، وتأكيد الالتزام المتبادل ببناء شراكة إستراتيجية متكاملة في مختلف القطاعات الحيوية داخل الصومال.
ولفت إلى أن الاجتماع كان عمليا ومباشرا، وركز على الاستمرار في التعاون في كافة المجالات التي تم الاتفاق عليها سابقا، كما تمت مناقشة خريطة مشاريع تتعلق بالبنية التحتية، ومشروع سياحي كبير، وتطوير الموانئ، الزراعة والأمن الغذائي، والنقل البحري.
وأوضح: كما تم الاتفاق على آلية واضحة للتحرك، تعتمد على فرق مشتركة بين المنصور هولدينغ والوزارات المعنية في الصومال، بهدف تسريع التنفيذ، وضمان عدم بقاء المشاريع في إطار الاعتبارات النظرية. نحن نؤمن بالعمل الميداني المباشر، وهذا ما تم تأكيده في الاجتماع.
وبما يخص جعل المنصور هولدينغ شريكا مهما للحكومة الصومالية اليوم، أوضح المهندس عماش، أن الصومال تبحث عن شريك لا يقدم الوعود، وإنما يقدم القدرة والخبرة، والمنصور هولدينغ شركة خاصة قطرية وتفتخر أنها شركة قطرية لها معايير عالية تليق بسمعة قطر الدولية وهي تعمل وفق نموذج دولي مختلف، قائم على ثلاثة عناصر رئيسية وهي خبرة عالمية مباشرة، حيث لدى المنصور هولدينغ خبرات تنفيذية في مشاريع حكومية معقدة في أفريقيا وآسيا، وهذا يمنحنا القدرة على التعامل مع التحديات الفعلية لكل دولة على انفراد بعد دراسة ومعرفة كيفية النهوض بقطاعاتها الحيوية دون استنزاف موارد الدولة، وكذلك شراكة مبنية على الثقة واحترام سيادة الدولة، حيث إن العلاقة مع الصومال بدأت بصمت، بعيداً عن الإعلام، وكانت مبنية على احترام رؤية القيادة الصومالية للتنمية، والاستماع الحقيقي لأولويات الدولة، ثم تقديم الحلول المناسبة لها، وثالثا رؤية تنموية طويلة الأمد، وهدفنا في الصومال ليس مشاريع مؤقتة أو تجارية فقط، وإنما بناء قاعدة اقتصادية قوية تخلق عبرها فرص العمل، ويتم تطوير الموانئ والموارد البحرية والزراعية، بما يخدم الشعب الصومالي على المدى الطويل.
وتابع: من المتوقع أن تدخل المنصور هولدينغ في مشاريع جديدة داخل الصومال بعد هذه الزيارة، حيث من المؤكد أن هذه الزيارة تفتح الباب لمشاريع جديدة على مستوى البنية التحتية والطاقة والسياحة والموانئ، خاصة وأن الصومال دولة ذات موقع إستراتيجي مهم جدا في شرق أفريقيا، وهي تمتلك مقومات تجعلها محورا تجاريا وطبيعيا للمنطقة، ويتم العمل حاليا على خارطة مشاريع تشمل تطوير الموانئ، ومدينة سياحية كبيرة وتحسين منظومة النقل البحري، وتأسيس بنية اقتصادية تخدم التجارة والاستثمار الداخلي والخارجي.
وفيما يخص الخطوة التالية التي ستنفذ بعد هذا اللقاء، أكد على أن الخطوة التالية واضحة، وتتمثل في التنفيذ السريع والمنهجي، وسيتم تشكيل فرق عمل مشتركة بيننا وبين المؤسسات الحكومية الصومالية، وتحديد المشاريع ذات الأولوية، ووضع آلية تنفيذ ومالية واضحة، لدينا فريق دولي متخصص سيبدأ العمل على الأرض بالتعاون المباشر مع الوزارات المعنية، بهدف تحقيق نتائج ملموسة في أقرب وقت.
وحول طبيعة العلاقة بين المنصور هولدينغ والصومال اليوم، أشار إلى أن العلاقة اليوم مبنية على ثقة متبادلة ورؤية مشتركة، حيث إن المنصور هولدينغ تحترم سيادة الصومال وتسعى لأن تكون الشراكات نموذجا جديدا يجمع بين القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية لتحقيق التحول الاقتصادي، وما يميز هذه العلاقة هو أن الطرفين يريدان تنمية حقيقية وليس مجرد اتفاقيات على الورق، وهذا ما يجعل المنصور هولدينغ متفائلة بأن المرحلة القادمة ستكون مرحلة نتائج وواقع ملموس يخدم الشعب الصومالي.
وقال: إن الصومال دولة غنية بمواردها الطبيعية وموقعها الإستراتيجي، وشعبها يمتلك طموحا كبيرا، والمنصور هولدينغ ترى في هذه الشراكة فرصة لبناء نموذج جديد للتنمية يعتمد على الخبرة الدولية والاستثمار المسؤول، مؤكدا على الالتزام بالعمل الجاد، وتحويل الرؤية إلى مشاريع واقعية تحدث فرقا حقيقيا، وتضع الصومال على طريق النمو المستدام.