إطلاق «إعلان غرناطة» خلال منتدى الدوحة: تأسيس إطار عالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية

alarab
محليات 09 ديسمبر 2025 , 01:23ص
قنا - هشام يس

شهد منتدى الدوحة 2025 إطلاق وثيقة تاريخية تحمل اسم «إعلان غرناطة لمكافحة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية»، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها على المستوى الدولي في توحيد الجهود لمواجهة الظاهرتين معاً ضمن إطار مشترك ومتكامل.
وأكد سعادة الدكتور خالد بن فهد الخاطر، مؤسس ورئيس مؤسسة نيو جراوند للأبحاث، خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب جلسة الإطلاق الرسمية، أن «إعلان غرناطة» ثمرة ثلاث سنوات من العمل المتواصل والحوارات المعمقة مع نخبة من الخبراء السياسيين والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن الإعلان يضع إطاراً تأسيسياً جديداً يربط بين مكافحة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية بدلاً من معالجة كل منهما على حدة كما كان سائداً في السابق.
وأوضح سعادته أن الفكرة الأساسية تنطلق من ملاحظة أن السياسات والخطابات الحالية تعامل الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية كظاهرتين منفصلتين تماماً، بل إن هناك صورة نمطية متداولة تروّج لفكرة وجود «عداء كامن» لدى المسلمين تجاه اليهود بسبب ديانتهم، وكذلك العكس، وهي صورة ــ حسب قوله ــ تُستغل لأغراض سياسية تضر بالمجتمعين معاً، فيما جاء إعلان غرناطة لتفنيد هذا التصور الخاطئ وكسر حلقة الاستقطاب.

قواسم مشتركة 
وأضاف الدكتور الخاطر: «الإسلاموفوبيا المعاصرة تتبنى خطاباً وممارسات تتشابه إلى حد كبير مع ما تعرضت له الجاليات اليهودية في أوروبا خلال القرن الماضي، ومن هنا تنبع القواسم المشتركة بين الظاهرتين، ولذلك فإن مواجهتهما معاً هي السبيل الأكثر فاعلية».
ولفت إلى أن الإعلان يتماهى كلياً مع معايير حقوق الإنسان الدولية وأولويات الأمم المتحدة، ويقدم حزمة من الإجراءات العملية في مجالات التعليم والإعلام والسياسات الاجتماعية والتشريعات، داعياً الحكومات والمؤسسات والشركات والمنظمات الدولية إلى تبني مبادئه وإدماجها في أطرها التنظيمية والحقوقية.
وفي كلمة الافتتاح، أشاد سعادة السيد ألبارو رينيدو زالبا، سفير مملكة إسبانيا لدى دولة قطر، بالمبادرة، مؤكداً أن اختيار مدينة غرناطة ليكون اسم الإعلان ليس صدفة، بل لأنها «رمز تاريخي للتعايش السلمي والازدهار المشترك بين المسلمين واليهود»، داعياً إلى تضافر الجهود العالمية للحد من الاستقطاب وبناء الجسور.
من جهتها، أكدت السيدة سيمونا كروشياني، ممثلة مكتب المستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، دعمها الكامل للإعلان، معربة عن يقينها بأنه «سيفتح آفاقاً جديدة لمقاربة مجتمعية شاملة لمكافحة كل أشكال التمييز»، ويعزز التعاون الدولي في وضع استراتيجيات فعالة ضد الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية.

خريطة طريق 
كما تحدث البروفيسور برايان كلوغ، الزميل الفخري في الفلسفة الاجتماعية بجامعة أكسفورد وأحد المشاركين في صياغة الإعلان، فقال: «معاداة السامية وكراهية الإسلام مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً وتتغذى إحداهما على الأخرى، وبالتالي لا يمكن مواجهة إحداهما دون الأخرى، وإعلان غرناطة يقدم خريطة طريق واضحة لتحقيق ذلك».
يُذكر أن مسودة الإعلان كانت قد تبلورت خلال مائدة مستديرة عُقدت في مدينة غرناطة الإسبانية في أبريل الماضي، بعد سلسلة من الجلسات التحضيرية في الدوحة نظمتها مؤسسة نيو جراوند للأبحاث، لتتوج اليوم بإطلاق النسخة النهائية في منتدى الدوحة 2025، في خطوة تُعتبر الأولى نحو بلورة تحالف دولي واسع لمكافحة التعصب الديني بجميع أشكاله.